الاثنين، 15 أغسطس 2016

فلاسفة العقد الاجتماعي: هوبز/ لوك/ روسّو.



فلاسفة العقد الاجتماعي

توماس هوبز (1588 : 1679)

جون لوك (1632 : 1704)

جان جاك روسو (1712 : 1778)

 


فلاسفة العقد الاجتماعي

وهم توماس هوبز وجون لوك الإنجليزيان وجان جاك روسو الفرنسي ، والذين عاشوا في القرنين السابع عشر والثامن عشر ، ويقولون بأن المجتمع السياسي (الدولة) نشأ من خلال عقد أبرمه الناس في ما بينهم ، هو (العقد الاجتماعي).

منهجهم

هو المنهج الفلسفي المثالي بمقدمات عقلية ، حيث تنطلق أفكارهم من فرضين عقليين هما :

(1) حالة الطبيعة : ويعني أن الناس قد عاشوا في حالة من الطبيعة لا تعرف السلطة ولا المجتمع ولا السياسة قبل قيام المجتمع (أو الدولة).

(2)   العقد الاجتماعي : ويعني أن الناس قد انتقلوا من حالة الطبيعة إلى حالة المجتمع من خلال عقد أبرموه فيما بينهم.                                                                        

        وقد اتفق الفلاسفة الثلاثة على هذين الفرضين غير أنهم اختلفوا على مضامينهما (فحواهما أو محتواهما) ، لكي ينتهي كل منهم إلي صورة مختلفة عن الآخرين بصدد أمثل أشكال الحكومات ،،، وذلك على النحو التالي ،،،،

توماس هوبز (1588 : 1679)

نبذه عن بيئته ونشأته

ولد في إنجلترا عام 1588 وتوفي عام 1679 ، وكانت ولادته في غير موعدها الطبيعي حيث خرج إلى الدنيا قبل أن تكمل أمه شهور حمله التسعة ، وقد كان يرجع سيطرة الخوف عليه إلى مولده الشاذ هذا ، وكان يقول دائما (أنا والخوف توأمان) ،، ومع ذلك فقد كان الرجل يجمع بين جسد مخواف وروح مقدامة ، وكان من الأسباب الأخرى التي جعلت الخوف الدائم يسيطر عليه أنه عاش حياته في فترة عانت فيها إنجلترا من صراعات هائلة منها ما هو ديني (يتصل بالدين والكنيسة ) ومنها ما هو سياسي بين البرلمان والملك ، وعلى ذلك فقد كانت غاية فكره هي تحقيق الأمن والسلام داخل المجتمع .

فكره السياسي

قدم هوبز أهم أفكاره السياسية في كتابه الشهير   (لوفيثان)     واللوفيثان هو وحش أسطوري ضخم ورد ذكره في العهد القديم ، ويشير هوبز باللوفيثان إلى الدولة كمجتمع إنساني ضخم ، وينطلق فكر هوبز (شأنه في ذلك شأن فكر كل من لوك وروسو) كما قلنا من فرضين عقليين هما : حالة الطبيعة والعقد الاجتماعي الناقل للناس من حالة الطبيعة إلى حالة المجتمع (الدولة). أما فحوى الفرضين عنده فهو على النحو التالي :

(1)حالة الطبيعة   : هي حالة شر وتعدٍ ، حالة حرب دائمة بين الفرد والفرد، والكل والكل    ،الإنسان فيها ذئب لأخيه الإنسان ، لا أحد يأمن على نفسه ولا على ممتلكاته ، ثم كان أن اجتمع الناس للخروج من هذه الحالة السيئة فأبرموا عقدا أنشأوا من خلاله المجتمع (الدولة). وهو :

(2)العقد الاجتماعي   : وهو عند هوبز عقد أطرافه الناس جميعا من جهة، وفردٍ ليس طرفا في العقد( وبالتالي لا يتحمل أية التزامات) من جهة أخرى ، وبمقتضى هذا العقد تنازل الناس عن   كافة حقوقهم   التي كانت لهم في حالة الطبيعة لذلك الشخص (الذي أصبح الملك) ، دون أية التزامات عليه (لأنه ليس طرفا في العقد) ، ولكن عليه واجب واحد فقط هو   بناء قوته وصيانتها حتى يتمكن من تأمين ركب الجماعة ، وتحقيق الأمن   والسلام في ربوع المجتمع   . ولعل من المقولات البليغة المعبرة عن هذا العقد مقولة الدكتور محمد طه بدوي:   إن مثل المواطن في دولة هوبز كمثل رجل اشترى بكل ماله خزانة وماله بعد شرائها من مال ليضعه في تلك الخزانة!!!

وبناء على ما تقدم فإن أمثل أشكال الحكومات عند هوبز هي   الملكية المطلقة   أي التي لا تتقيد بأية قيود دستورية أو غيرها ، معتبرا إياها القادرة على تحقيق الأمن والسلام داخل المجتمع ، وهو ما كان هوبز يتمناه ويتحرق شوقا إليه،،

وماذا عن لوك وروسو

جون لوك (1632 : 1704)

بيئته ونشأته

ولد في إنجلترا عام 1632 و توفي عام 1704 وقد عاصر صراعا على السلطة والسيادة بين التاج (الملك) والبرلمان ، وكان من أشد أعداء السلطة المطلقة للملك لذلك فقد ناصر حزب الهويج (المؤيد للبرلمان) في مواجهة حزب التوريز (المؤيد للملك) ،وقد جاء لوك بمبدأ سيادة الأمة حيث قال بأن السيادة ليست للملك ولا للبرلمان وإنما   السيادة للأمة   ، ولكن نظرا لأن الأمة هي كينونة اعتبارية فلابد من جهاز عضوي يمارس سيادة الأمة نيابة عن الأمة وهذا الجهاز هو البرلمان المنتخب من الأمة ، بمعنى أن   البرلمان هو نائب عن الأمة   في ممارسة السيادة   ، وعلى ذلك فأي نظام يأخذ بمبدأ سيادة الأمة يعرف بأنه(   نظام نيابي ).

حالة الطبيعة والعقد الاجتماعي عند لوك

(1)   حالة الطبيعة :   على عكس هوبز يرى لوك أن حالة الطبيعة كانت حالة طيبة ،الناس   فيها أحرار سواسية يتمتعون بحقوق طبيعية ترتبت لهم باعتبارهم بشرا ، وأهم هذه   الحقوق هي الحرية والملكية   ، غير أن الناس أرادوا أن ينتقلوا من هذه الحالة الطيبة إلى حالة أفضل فاجتمعوا وأبرموا عقدا وهو :

(2)   العقد الاجتماعي :   وهو عند لوك عقد أطراف الناس جميعا من جهة ، وأحدهم (الذي سيصير ملكا) من جهة أخرى ، وبالتالي فهذا الشخص هو طرف في العقد وبالتالي يتحمل بالتزامات ، وبمقتضى هذا العقد تنازل الناس لحساب ذلك الشخص عن   بعض حقوقهم الطبيعية   فتولدت له بذلك السلطة عليهم في مقابل أن يلتزم (أي الملك) بصيانة ما تبقى للناس من حقوق وحريات طبيعية وإلا حقت لهم الثورة عليه وخلعه ،   وبناء عليه فشرعية السلطة عند لوك مرهونة (مشروطة) بالتزام الحاكم بصيانة الحقوق والحريات الفردية وإلا فللناس(الشعب) حق الثورة عليه ، وإذن فأمثل أشكال الحكومات عند لوك هي الحكومة المقيدة ، أي التي لا تحكم بالهوى وإنما استنادا إلى قانون ، والتي تلتزم في ذات الوقت بصيانة الحقوق والحريات الفردية.

 

جان جاك روسو (1712 : 1778)

هو فيلسوف فرنسي عاش حياته في القرن الثامن عشر ، وأهم مؤلفاته كتاب العقد الاجتماعي ، وكان   يرفض فكرة النيابة والنظم النيابية   .
 

حالة الطبيعة والعقد الاجتماعي عند روسو


(1)حالة الطبيعة : يراها روسو حالة طيبة الناس فيها أحرار ، وقد عبر عن ذلك بمقولته الشهيرة :   يولد الإنسان حرا لكنه مكبل بالأغلال في كل مكان ،، كيف حدث هذا؟   ثم يقول بنشأة المجتمع من خلال العقد الاجتماعي على النحو التالي

(2) العقد الاجتماعي :   وهو عند روسو عقد تنازل الناس بمقتضاه عن حقوقهم الطبيعية لصالح الكل أو الإرادة العامة ، والتي هي تتكون من مجموع إرادات الأفراد ، وإذن فالسيادة هي للشعب   أو الإرادة العامة   التي لن تكون جائرة لأنه لا يتصور من الفرد أن يجور على نفسه ، أما الحكومة أو البرلمان فهما ليسا صاحبي سيادة ، ولا حتى    ينوبان عن الشعب أو الإرادة العامة وإنما هما مجرد مندوبين(خادمين) عند الشعب صاحب السيادة لأنه لا أحد ينوب عن الشعب صاحب السيادة ، وقد انتقد روسو فكرة النيابة وسخر منها قائلا :   إن الشعب الإنجليزي يعتقد أنه حر ، غير أن الحقيقة أنه ليس حرا إلا أثناء عملية الانتخاب فإذا ما انتهت هذه العملية انقلب عبدا للبرلمان.

الأيديولوجية الماركسية

وأهم روادها كل من كارل ماركس الألماني ، وفريدريك إنجلز (رفيق ماركس في إصدار الإعلان الشيوعي المعروف با لمانيفستو   عام 1847) ، ولينين قائد الثورة الشيوعية (البلشفية في روسيا عام 1917) .

الماركسية فلسفة مادية تنطلق من مقولة أنه لا حقيقة إلا في المادة والعالم المادي المحسوس ، ولا تعترف بعالم الروح ، وبالتالي فهي أيضا فلسفة إلحادية.

_ يرى الماركسيون أن تاريخ البشرية هو تاريخ الصراع من أجل ملكية أدوات الإنتاج ، وهو صراع يدور في كل زمان ومكان بين الطبقات   المستغِلة   (الملاك) والطبقات المستغَلة   (الكادحون) ، وأن   السلطة السياسية (والدولة) هي ظاهرة عارضة مؤقتة أنشأتها الطبقة المستغِلة لقمع الطبقة الكادحة وحماية ملكيتها الخاصة منها ، وبالتالي فالسلطة السياسية هي ظاهرة عارضة مؤقتة ترتبط وجودا وعدما بالملكية الخاصة.  

_ وتوقع ماركس أن الصراع بين   البرجوازية   (الملاك) و البروليتاريا   (الكادحون أو العمال والفلاحون ) ، سينتهي حتما بانتصار البروليتاريا وانتزاعها للسلطة من قبضة البرجوازية المستغِلة ، ثم إقامة ديكتاتورية البروليتاريا كمرحلة انتقالية يتم خلالها استخدام السلطة السياسية في تصفية الطبقات المستغَلة ، والوصول بالمجتمع إلى مرحلة الشيوعية ، حيث مجتمع الطبقة الواحدة (البروليتاريا) ، وحيث تختفي الملكية الخاصة وتحل محلها الملكية العامة ، وبالتالي تنتفي الحاجة إلي السلطة السياسية التي ستموت موتا تلقائيا تبعا لذلك.

التطبيق الماركسي 

كان أول تطبيق للماركسية في روسيا على إثر الثورة الشيوعية (البلشفية) بزعامة لينين عام 1917، ويشار إلى أن روسيا عرفت بالاتحاد السوفيتي منذ دستور عام ،1924 ثم عادت إلى اسمها القديم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991.     وقد قام التطبيق الماركسي على التمكين لهيمنة طبقة البروليتاريا وحزبها (الحزب الشيوعي) على شتى قطاعات المجتمع ،على النحو التالي:

  -      في   المجال السياسي     قام النظام الماركسي على الفكر الواحد (الماركسية) والحزب الواحد (الحزب الشيوعي) والرجل الواحد (زعيم الحزب) ، والإعلام الموجه والتعبير الموجه والمهيمن عليه من قبل الحزب الشيوعي .

     -      في   المجال الاقتصادي   ارتبط التطبيق بالشيوعية ، حيث الملكية العامة (ملكية الدولة) ، واحتكار الدولة لعملية إنتاج وتوزيع السلع والخدمات ، وساد الشعار الماركسي الشهير (من كل على قدر طاقته ولكل في حدود حاجته) .

  -      في   المجال الاجتماعي   ترتبط الماركسية بالمجتمع اللاطبقي ، مجتمع الطبقة الواحدة (طبقة البروليتاريا) ، ويشار إلى أن الدستور السوفيتي كان ينص على أن الاتحاد السوفيتي هو دولة العمال والفلاحين .

 

-      في   المجال الدولي   تسعى الماركسية إلى إعمال فكرة الأممية البروليتاريا ، أي أن يصبح العالم دولة واحدة هي دولة العمال والفلاحين (الكادحين) ، تحت شعار ياعمال العالم اتحدوا.

لأيديولوجية الليبرالية
 يمكن تعريف   الأيديولوجية   بأنها : منظومة من الأفكار المذهبية المتكاملة التي تستهدف تنظيم المجتمع في شتى قطاعاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ، كما تقدم رؤية معينة للعالم.
الليبرالية :   تعني التعددية ، ويتمثل أهم روادها في كل من جون لوك ومونتسكيو و جون ستيوارت ميل .
_ في   المجال السياسي   ترتبط الليبرالية بمقولة رئيسية قوامها : (   تعدد الآراء مشروع ، وتعدد المصالح مشروع ، وتعدد التنظيمات التي تعبر عن تلك الآراء والمصالح أيضامشروع ) . وبالتالي تقوم الليبرالية في المجال السياسي على   حرية الرأي ، وحرية الفكر   ،   وحرية العقيدة (الدينية أو السياسية) ، وحرية التعبير (مثل حق التظاهر و الإضراب) ، وحرية التنظيم ( التعددية الحزبية والنقابية) ، والإعلام الحر (مرئي ومسموع ومكتوب ) .
 _ في   المجال الاقتصادي   ترتبط الليبرالية   بالرأسمالية   ،   وتقديس الملكية الخاصة ، والمنافسة الاقتصادية ، واقتصاديات السوق ( الاقتصاد الحر القائم على العرض والطلب) ، وفكرة الدولة حارسة الليل أي التي يقتصر دورها على توفير الأمن وإنفاذ القوانين والقيام بأعمال   البنية الأساسية دون تدخل منها في النشاط الاقتصادي . وتنطلق الليبرالية من الشعار الشهير (   دعه يعمل دعه يمر ) . _ في   المجال الاجتماعي   ترتبط الليبرالية   بالمجتمع الطبقي   ، أي الذي يتألف من ثلاث طبقات (طبقة غنية ـ طبقة وسطى ـ طبقة فقيرة) .
 _ في   المجال الدولي   تتصور الليبرالية   العالم متعدد الدول بتعدد القوميات   .
 
        histoire de la pensée politique  
manal.................shj         


 

مقارنة بين مفكري العقد الاجتماعي

هوبز (1588ـ 1679) ولوك (1632ـ 1704) وروسو (1712ـ 1778)





حالة الطبيعة:


1/
هوبز: حالة صراع وحرب الكل ضد الكل وسيادة قانون الغاب، وذلك ناتج عن طبيعية الإنسان الميالة للشر وغلبة الأنانية على سلوك الأفراد في سعيهم الدائم للمحافظة على النفس.
2/لوك: تبادل منافع وتمتع بالحقوق والحريات في ظل سيادة القانون الطبيعي الذي يضمن حق الحياة والحرية والملكية.
3/
روسو: حياة مثالية تسودها الفضيلة والسعادة لدى كافة الأفراد وأن المدينة أفسدت هذه الحياة.


أطراف العقد:


1/
هوبز: الأفراد وحدهم، والحاكم لم يكن طرفاً في العقد.
2/
لوك: بين الأفراد والسلطة الحاكمة.
3/
روسو: بين الأفراد والإرادة العامة المعبرة عن المجموع.


جوهر العقد:


1/
هوبز: تنازل الأفراد كلياً ونهائياً عن حقوقهم وحرياتهم للشخص الحاكم الذي يتولى المحافظة على المجتمع.
2/
لوك: تنازل الأفراد عن جزء من حقوقهم لحماية الجزء الآخر للسلطة الحاكمة دون أن يفقدوا حرياتهم.
3/
روسو: تنازل الأفراد عن حقوقهم وحرياتهم للجماعة لإنشاء الإرادة العامة ومن ثم تنشأ الدولة التي تعبر عن الإرادة العامة.


إلتزامات العقد:


1/
هوبز: على الأفراد إطاعة الحاكم ما دام قادراً على توفير الأمن لهم والحاكم غير ملزم بنصوص العقد لأنه لم يكن طرفاً فيه.
2/
لوك: على الحاكم الالتزام بنصوص العقد واحترام حقوق وحريات الأفراد وتجوز الثورة عليه إذا خالفها.
3/
روسو: وجوب خضوع الأفراد والحاكم للإرادة العامة.


صاحب السيادة:


1/
هوبز: السيادة قد تكون لفرد أو مجموعة والشعب تنازل عنها ولا يمكن استرجاعها.
2/
لوك: الشعب أو الأغلبية هم أصحاب السيادة وهم يستطيعون استعمالها متى أرادوا وهي تتمثل في السلطة التشريعية.
3/
روسو: الإرادة العامة صاحبة السيادة وتمارسها بصورة مباشرة من خلال الاجتماعات العامة وسيادتها هذه دائمة ومستمرة.


طبيعة السلطة:


1/
هوبز: السلطة هي التي تخلق المجتمع وتوحد الحقوق
2/
لوك: للشعب حق اختيار السلطة التي تحكمه وله الحق في تغييرها.
3/
روسو: السلطة الحاكمة هي وكيل عن الشعب لتنفيذ رغبات الإرادة العامة.


نظام الحكم:

1/ هوبز: نظام الحكم استبدادي والسلطة فيه مطلقة للحاكم.
2/ لوك: نظام الحكم تمثيلي ديمقراطي والسلطة فيه مقيدة برأي الأغلبية.
3/روسو: نظام الحكم ديمقراطي مباشر والسلطة فيه مطلقة للإرادة العامة.




 

- موضوع موضح بالصورة نظرية العقد الاجتماعي عند هوبز ولوك وروسو
http://alkingana.ahlamontada.net/t239-topic

المقدمة : إن أصل قيام أنظمة الحكم تقوم على عقد اجتماعي يعتبر الشعب فيه أساس السلطة ومصدرها حيث يتنازل الأفراد عن جميع حقوقهم ورغباتهم لصالح المجتمع لإيجاد السلام والنظام الأمن وأهم فلاسفة العقد هم
هوبز ولوك وروسو

صلب الموضوع :

يرى هوبز انه لايمكن ابقاء حالة الصراع قائمة بين البشر
لأنه لابد من إيجاد مجتمع يتمتع فيه كل فرد بحقوقه
ضمن حدود يرسمها المجتمع نفسه

لذلك يتوجب :
1- قيام عقد قائم على تنازل كل فرد عن حقوقه الخاصة لصالح المجتمع بهدف إيجاد السلام والنظام والأمن

2- التعاقد بين الجماعة والحاكم لقيام السيادة
يتنازل الرعية عن كل حقوقهم لإرادة الحاكم الذي يكفل لهم أمنهم واستقرارهم داخلياً وخارجياً

(داخلياً) : يجب على الحاكم أن يقمع كل محاولة خارجة عن القانون فلا يسمح للمجرمين بممارسة أفعالهم الشائنة لأنه السماح لهم بذلك يؤدي الى ارتكابهم انتهاكات تضر بالعقد نفسه الذي تعاقدت عليه الرعية


(خارجياً) : أن يحمي رعيته من أي غزو خارجي سيجر حرباً تلحق بهم العذاب والويلات

هذان الواجبان أساسيان بالنسبة للحاكم في علاقته مع الرعية
ولكن بالمقابل لايجوز للرعية مساءلة الحاكم عن كيفية ممارسته طريقة الحكم إذا كانت تحافظ على ألتزاماته وواجباته وإن أضر ذلك نوعاً ما ببعض الأفراد ( لايحصل الإنسان دائماً على كل ما يبتغيه )


اما لوك :

انطلق لوك من قضية اساسية سلم بصحتها واستمدها من القانون الطبيعي وهي

1- ان الانسان يملك حياته وبما أنه يملك حياته فمن حقه الطبيعي ان يملك الاشياء الضرورية للمحافظة عليه

2- لايجوز أن يحصل على كل الأشياء الضرورية بطريقة تضر بالآخرين
لأنه يجب الحصول على الاشياء الضرورية على اساس العدالة المشتركة بين الناس وعدم الأضرار بالآخرين

لذلك صار له الحق في ملكية نتاج عمله

3- من واجب الحكومة ومن مهماتها الاساسية العمل على المحافظة على حقوق الأفراد وفي مقدمتها حق الملكية

4- للحكومة بسلطتيها التشريعية والتنفيذية الحق في وضع القوانين
وإعلان الحرب وإقرار السلام


أما روسو

أنطلق من فكرة الملكية المرتبطة بالأرض فرأى

1- ان انتقال الانسان من الحالة الطبيعية الى الحالة الاجتماعية كان مرتبطاً بعمل الانسان بالزراعة وتقسيم الارض

مما أوجد نوعاً من التفاوت بين الأفراد ، حصل بحكم السيطرة والقوة والرغبة الجامحة لدى الجميع بالتملك

2- وقد أدى ذلك الصراع والتنازع الى فقدان الاستقرار ودفعهم لقيام عقد اجتماعي يتنازل كل الأفراد عن جميع حقوقهم وحرياتهم لصالح المجموع وبذلك يمنحون أنفسهم للإرادة العامة

وبهذا يكسب الجميع بإطاعتهم لمضمون هذا العقد

الحرية عند روسو : هي طاعة القانون الذي تواضع عليه الجميع بالتوفيق بين حقوق الفرد وقوانين المجتمع



الخاتمة : كان لفلاسفة العقد الاجتماعي دورٌ كبير في وضع مبادىء نظم لحكم ولاسيما مبدأ روسو الذي تسير عليه معظم الحكومات اليوم



ليست هناك تعليقات: