الجمعة، 30 نوفمبر 2018

عن القبلية التركيبية عند إيمانويل كانط؛ محمود فهمي زيدان.



كانط: المعرفة بين التصورات القبلية والانطباعات الحسّية


قرر ليبنتز أن وظيفة التصورات [القبليّة] إنما هي تمكيننا من معرفة عالمٍ معقول.
قرر هيوم أن ليس لدينا تصورات قبلية، وأن ليس لدينا سبيل لمعرفة ما إذا كان هناك عالم معقول؛ لدينا انطباعات حسّية وما ينشأ عنها من تصورات تجريبية، وأن هذه الانطباعات والتصورات كافيةٌ لكي نعرف العالم المحسوس.
رأى كانط أنه قد أصاب كلٌّ من ليبنتز وهيوم في جانبٍ من نظريته، لكنه رأى أيضاً أن كلاً منهما قد أخطأ في جانبٍ آخر.
أصاب لايبنتز في أن لدينا تصورات قبلية لكنه أخطأ في أن وظيفتها تمكيننا من معرفة عالمٍ معقول.
أصاب هيوم في أن ليس لدينا معرفةٌ بعالم معقول وفي أن معرفتنا محدودة بالعالم المحسوس، لكنه أخطأ في تقرير أن الانطباعات الحسية والتصورات التجريبية كافيةٌ لتمكيننا من معرفة العالم المحسوس.
رأى كانط أن ليس لدينا معرفةٌ بالعالم المعقول وأن معرفتنا محدودةٌ بعالم الظواهر، ولكن لكي نعرف هذا العالم يلزم أن تتعاون الانطباعات الحسّية والتصورات القبلية وأن المجال الوحيد لهذه التصورات هو عالم الظاهرات.

(محمود فهمي زيدان؛ كانط وفلسفته النقدية؛ ص 53)


هل هنالك من فرقٍ بين القضيّة التحليلية والقضيّة القبليّة؟
ظن بعض الفلاسفة أن كلَّ قضيّةٍ تحليليّة إنما هي قبلية، وكل قضيّة قبلية إنما هي تحليلية. لكن العبارتين ليستا دائماً مترادفتين.
 للقضية التحليليّة معنيان متمايزان:
1ـ لا تعطي معرفةً جديدةً أكثر من تحليل الموضوع.
2ـ لا يمكن إنكارُها دون وقوعٍ في التناقض.
للقضيّة القبليّة معنيان متمايزان:
1ـ ما ليست مستمَدّة من الخبرة الحسّية.
2ـ ما تكون ضروريّة كلّية ومن ثمّ يترتّب على إنكارها صعوباتٌ أبستمولوجية في نظر كانط والفلاسفة العقليين. لكن لا يترتّب على إنارها وقوعٌ في التناقض.
نرى من التعريفات السابقة أن بين القضيّة التحليليّة والقبليّة رابطةً هي عدم الالتجاء إلى الخبرة الحسّية، لكنهما مختلفان من حيثُ أن التحليليّة ضرورتَها منطقيّة، بينما ضرورةُ القبليّة أبستمولوجية.
ينتج عن ذلك أن "كل جسمٍ ممتدٌّ" قضيّةٌ تحليليّة بالمعنى الأول والثاني، وقبليّة بالمعنى الأول، لكنها ليست قبليّة بالمعنى الثاني، ومن ثمّ نقول بيقين أن كل جسمٍ ممتدٌّ قضيةً تحليليّةً لكنا نخطئ إذا قلنا أنها أيضاً قبلية إلا بمعنى أنها مستقلّةٌ عن الخبرة الحسّية.
رأى بعض الفلاسفةِ مثل أرسطو وديكارت أن "لكل حادثةٍ علّةً" قضيةٌ تحليليّة، ولكن يتبيّن مما سبق أنها ليست تحليليّةً بالمعنى الأول أو المعنى الثاني [لا بالمعنى الأول ولا بالمعنى الثاني]: تصوّر المعلول ليس متضمَّناً في تصوّر العلّة، كما أن إنكار العلّية ممكن من الناحية المنطقيّة، ومن ثم ليست هذه القضيّة قبلية بالمعنى الثاني. هل هي قبليّة بالمعنى الأول، أي ليست مستمدّة من الخبرة؟ يجيب بعض الفلاسفة بالإيجاب مثل أرسطو وديكارت وليبنتز ولوك وكانط، ويجيب بعض الفلاسفة بالنفي مثل هيوم. ومن ثم الاضطراب والخلط بين معاني التحليليّة والقبليّة. يتبيّن هذا الاضطراب بصورةٍ واضحةٍ في فلسفة ليبنتز؛ يرى هذا أن براهينه على وجود الله وعلى وجود المونادات وما يعطيها من خصائص تتضمّن قضايا تحليليّة قبليّة. لكنها ليست كذلك، ليست براهينُه تحليليّةً بالمعنى الأول لأنها تضيف جديداً إلى معاني الكلمات وليست تحليلية بالعنى الثاني لأنه يمكن إنكارها دون وقوعٍ في التناقض، ومن ثم قبلية بالمعنى الثاني وهي أيضاً قبلية بالمعنى الأول، لأنها ليست مستمدّة من الخبرة الحسّية. نقول بيقين أن براهين ليبنتز قبليّة لكنها ليست تحليليّة.


الأحكام التركيبيّة القبليّة:
من تمييز الأحكام إلى قبليّة وبعديّة، من جهة الاستقلال عن الخبرة الحسّية، أو الاعتماد عليها؛ ومن تمييز الأحكام إلى تحليليّة وتركيبيّة، من جهة تضمّن المحمول في الموضوع أو خروجه عنه، يصل كانط إلى تقسيم رباعي للأحكام:
أحكام تحليليّة قبليّة، وتحليليّة بعديّة، وتركيبيّة بعديّة، وتركيبيّة قبليّة.
هنالك قضايا تحليليّة قبليّة (قبليّة بالمعنى الأول فقط)، مثل كل جسمٍ ممتدّ، لا توجد أحكام تحليليّة بعديّة، لأن في عبارة تحليلي بعدي تناقضاً، حيث أن ما نصل إليه من مجرد تحليل الموضوع لا يصدر عن خبرةٍ حسّية.
قد توجد أحكامٌ تركيبيّة بعديّة أي تنطوي على كسب معارف جديدة من الخبرة وحدها، لكن لا يرى كانط وجود مثل هذا النوع من الأحكام. الحكم التركيبي القبلي نوعٌ جديد من الأحكام يضيفُه كانط، لم يسبقه إليه أحد، ويُعتبر أساساً لبحثه الميتافيزيقي كلِّه. نقول عن قضيّةٍ أنها تركيبيّة قبليّة إذا كان محمولُها يضيف جديداً إلى تصوّر موضوعِها، لكنها في نفس الوقت مستقلةٌ استقلالاً منطقياً عن الخبرة الحسيّة. الحكم التركيبي القبلي بكلماتٍ أخرى في ضوء نظرية المعرفة الكانطية ـ حكم يضمّ عنصرين: عنصراً تجريبياً هو الحدوس الحسّية، وعنصراً يضيفُه العقل الفعّال وهو التصوّر [الأفهوم بحسب ترجمة موسى وهبه] القبلي.
يعلن كانط أن كل قضايا الرياضيّات وكل المبادئ التي تقوم عليها النظريات الفيزيائية التجريبية إنما هي قضايا تركيبيّة قبليّة. سنفصّل شرح كانط لمبادئ علم الفيزياء في ما بعد، نقول هنا كلمةً عن موقفِه من قضايا الرياضيات.
يخالف كانط جمهور علماء الرياضيات في قوله أن القضايا الرياضية تركيبيّة قبلية وليست تحليليّة قبليّة. لا خلاف على أن القضيّة الرياضيّة قبليّة بمعنى أنها ليست مشتقة من الخبرة، وأنها ضروريّة ضرورةً منطقيّة. لكن ينكر كانط أن القضيّة الرياضيّة تحليليّة بمعنى أن محمولَها متضمَّنٌ في تصوّر موضوعِها أو أن ليس محمولُها سوى تلحيلٍ لتصوّر الموضوع. يرى هو أنها قضيّةٌ تركيبيّة، ويمكن إيجاز رأيِه في العنصر التركيبي في القضيّة الرياضيّة في ما يلي: في القضيّة 7+5=12 نلاحظ أن 7+5 ليس محتوى في 12، وإنما ينطوي فقط على ربط العددين في عدد واحد دون أن نحدد في هذا الربط ما هو حاصل الجمع؛ لكي نحدد هذا العدد يجب أن نخرج من مجال التصوّرات إلى مجال الحدس [الحسّي]، كأن نقول خمسة أصابع أو خمس نقط مضافاً إليها سبع أصابع أو نقط. يلاحظ كانط أيضاً أن الجمع والإضافة عملية تتم في زمن. ففكرة العدّ وفكرة الزمن يؤلفان العنصر التأليفي في قضايا الحساب. ينبغي أن نلاحظ هنا أن حديث كانط بلغة العدّ بالأصابع أو النقط ليس إلا حديثاً تبسيطياً توضيحياً؛ والعنصر التركيبي في القضيّة الحسابيّة عنده هو ما يسمّيه الحدس الخالص. يضرب كانط أمثلة من الهندسة للتدليل على أن قضاياها ليست تحليلية فيقول إن "الخط المستقيم الواصل بين نقطيتين أقصر الخطوط بينهما" قضيةٌ تركيبيّة، ذلك لأن تصوّر المستقيم يتضمّن كيفاً لا كمّاً، وتصوّر المحمول يتضمّن كمّاً لا كيفاً، ومن ثم فالمحمول ليس مجرد تحليل لتصوّر الموضوع وإنما أضاف إليه شيئاً لم يكن به، والفضل في ذلك للحدس الخالص. (الحدس الخالص هنا هو المكان لا الزمن).
يلاحظ كانط أخيراً أن هنالك بعض قضايا أساسيّة يفترضها علم الهندسة، هي تحليليّة حقاً وتعتمد على مبدإ عدم التناقض، مثل "أ = أ"، الكل مساوٍ لنفسه، (أ + ب) أكبر من أ، لكن يضيف كانط أن هذه القضايا ليست مبادئ وإنما روابط منهجية ـ ومن حيث هي روابط، هي تبدو لنا في الحدس.
(محمود فهمي زيدان؛ كانط وفلسفته النظرية؛ ص 67، 68، 69).

الأحد، 25 نوفمبر 2018

لوي ألتوسير؛ الفلسفة كسلاح ثوري.




الفلسفة كسلاح ثوري
لوي ألتوسير


1. هل يمكنك أن تتحدّث قليلًا عن تاريخك الشخصي؟ ما هو الشيء الذي جعلك مهتمًا بالفلسفة الماركسية؟ 
في عام 1948، عندما كنت في الثلاثين من عمري، أصبحت أستاذًا للفلسفة والتحقت بالحزب الشيوعي الفرنسي. الفلسفة كانت أحد اهتماماتي، وكنت أحاول أن أجعلها مهنتي. أمّا
السياسة فقد كانت شغفًا، إذ كنت أحاول أن أكون مناضلًا شيوعيًا.
أثارت الماديّة ووظيفتها النقديّة اهتمامي بالفلسفة: من أجل المعرفة العلميّة، ضد كل طلاسم «المعرفة» الأيديولوجيةالمزعومة. ضدّ الاستنكار الأخلاقي للخرافات والأكاذيب، ومن أجل نقدها عقلانيًا وبدقّة. ألهمت غريزة وذكاء وشجاعة الطبقة العاملة وبطولتها الثوريّة في نضالها من أجل الاشتراكية شغفي بالسياسة. لقد أتت بي الحرب العالمية الثانية وسنواتٌ طويلة من الأسر إلى اتصالٍ حياتيٍّ مباشر بالعمال والفلاحين، وعرّفتني بمناضلين شيوعيّين.
السياسة هي التي حدّدت كل شيء. لكن ليس السياسة بشكل عام، بل: السياسة الماركسية-اللينينية.
في البدء، كان يجب أن أعثر على هذه السياسة وأفهمها، وذلك دائمًا أمرٌ صعب جدًا بالنسبة للمثقف. وكان بالصعوبة ذاتها في الخمسينات والستينات، وذلك لأسباب معروفة: عواقب «عبادة الشخص» (cult)، والمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي، ومن ثمّ أزمة الحركة الشيوعية العالمية. وأهمّها: لم يكن من السهل مقاومة انتشار أيديولوجية «الإنسانويّة» المعاصرة، والتعدّيات الأيديولوجية البرجوازية الأخرى على الماركسية.
عندما فهمتُ السياسة الماركسية-اللينينية بشكل أفضل، بدأت بامتلاك شغفٍ للفلسفة أيضًا، لأنّني في النهاية بدأت أستوعب الأطروحة الرائعة لماركس ولينين وغرامشي: أنّ الفلسفة هي في الأساسِ سياسية.
كل ما كنت قد كتبته، وحدي في البداية ولاحقًا بالتعاون مع الرفاق والأصدقاء الشباب، يدور – رغم «تجريد» مقالاتنا – حول هذه الأسئلة الملموسة.
2. هل بامكانك أن تكون أكثر دقّة: لِمَ هناك صعوبة بشكل عام بأن تكون شيوعيًّا في الفلسفة؟
أن تكون شيوعيًا في الفلسفة هو أن تصبح حزبيًّا وحِرفيًّا للفلسفة الماركسية-اللينينية: للمادية الجدليّة.
ليس سهلًا أن تصبح فيلسوفًا ماركسيًا-لينينيًا. أستاذُ الفلسفة – مثله مثل كلّ «مثقّف» – هو برجوازيٌّ صغير. عندما يفتح فمه، أيديولوجية البرجوازية الصغيرة هي التي تتكلّم: مواردها وحيلها لا متناهية.
أنت تعرفين ماذا يقول لينين عن «المثقفين». البعض منهم – كأفراد – قد يتمّ تسميتهم (سياسيًا) بـ«ثوريين» وشجعان. ولكنّهم يظلّون – كجماعة – بشكلٍ راسخ ذوي أيديولوجيّة برجوازية صغيرة. غوركي بذاته كان بالنسبة للينين الذي قدّر مواهبه ثوريٌّ برجوازيٌّ صغير. كي يصبحوا «أيديولوجيين للطبقة العاملة» (لينين)، أو «مثقفين عضويين» للطبقة الكادحة (غرامشي)، على المثقفين أن يقوموا بثورة راديكالية في أفكارهم: عمليّةُ إعادة تثقيف طويلةٌ ومؤلمةٌ وصعبة. صراعٌ داخلي وخارجي لا نهاية له.
لدى الكادحين «غريزةٌ طبقية» تساعدهم في طريقهم لاتّخاذ «مواقف طبقية» بروليتاريّة. على العكس من ذلك، لدى المثقفين غريزة طبقة البرجوازية الصغيرة، وهي غريزةٌ تقاوم بشراسة هذه النقلة.
الموقف الطبقيّ البروليتاري هو أكثر من مجرّد «غريزة طبقية» بروليتارية. إنّه الوعي والممارسة اللذين يتّفقان مع الواقع الموضوعي للصراع الطبقي البروليتاري. الغريزة الطبقية أمرٌ ذاتيّ وعفوي، والموقفُ الطبقي أمرٌ موضوعيٌّ وعقلانيّ. لا تحتاج الغريزة الطبقية للكادحين إلّا لأن تتثقّف من أجل الوصول إلى مواقف طبقية بروليتارية؛ أمّا الغريزة الطبقيّة للبرجوازية الصغيرة – وبالتالي للمثقفين – يجب، على العكس، أن يتمّ تثويرُها (revolutionize). هذا التثقيف وهذه الثورة – في التحليل الأخير – يتّحددان من خلال النضال الطبقيّ البروليتاري الذي يجري على أساس مبادئالنظرية الماركسية-اللينينية.
مثل ما يقول «البيان الشيوعي»، معرفة هذه النظرية يمكن أن تساعد بعض المثقفين في انتقالهم إلى مواقف الطبقة العاملة.
تتضمّن النظرية الماركسية-اللينينية علمًا (المادية التاريخية) وفلسفة (المادية الجدلية).
وبالتالي الفلسفة الماركسية-اللينينية هي إحدى سلاحين نظريين لا غنى عنهما بالنسبة لصراع البروليتاريا الطبقيّ. يجب على المناضلين الشيوعيين استيعابُ واستخدام مبادئ النظرية: علمها وفلسفتها. تحتاجُ الثورة البروليتارية لمناضلين علماء (المادية التاريخية) وفلاسفة (المادية الجدلية) على حدٍّ سواء للمساعدة في الدفاع عن النظرية وتطويرها.
يواجه تشكيل هؤلاء الفلاسفة صعوبتين كبيرتين.
صعوبة – سياسية – أولى. الفيلسوف المحترف الذي ينضمّ إلى الحزب يبقى – أيديولوجيًا – برجوازيًا صغيرًا. يجب عليه أن يثوِّرَ فِكره ليحتلّ موقفًا طبقيًا بروليتاريًا في الفلسفة.
هذه الصعوبة السياسية هي « العامل الحاسم في آخر المطاف».
صعوبة – نظرية – ثانية. نحن نعلم في أي اتّجاه وأيِّ مبادئ علينا أن نعمل من أجل تعريف هذا الموقع الطبقي فيالفلسفة. لكن علينا تطوير الفلسفة الماركسية: إنّ القيام بذلك ضرورةٌ نظريّة وسياسيّة. ومع ذلك هذا العمل ضخم وصعب، إذ تخلّفت الفلسفة وراء علم التاريخ في النظرية الماركسية.
هذه هي الصعوبة «المُهيمنة» في بلداننا اليوم.
3. أنت بالتالي تميّز بين علم وفلسفة في النظرية الماركسية؟ هذا التمييز، كما تعلم، كثيرًا ما يُتنازع عليه اليوم.
أعلم. لكن ولكنّ هذا «الخصام» قصّةٌ قديمة.
لو بسّطت المسألة بشدّة، يمكن القول أنّه في تاريخ الحركة الماركسية أَعرَبَ قمعُ هذا التمييز إمّا عن انحرافٍ يمينيّ أو عن انحراف يساري. الانحرافُ اليمينيّ يقمع الفلسفة: يبقى العلم فقط (الفلسفة الوضعية). وأمّا الانحراف اليساري فهو يقمع العلم: تبقى الفلسفة فقط (الذاتانيّة). هناك «استثناءات» لهذه (حالات «التحوّل»)، لكنّ هذه الاستثناءات «تؤكّد» القاعدة.
لطالما قال زعماء الحركة العمالية الماركسية مِنْ ماركس وإنجلز حتى قيادات يومنا هذا: هذه الانحرافات هي نتيجة تأثير وهيمنة الأيديولوجيا البرجوازية على الماركسية. ودافعوا هم بدورهم دائمًا عن التمييز ما بين علم وفلسفة، ليس فقط لأسباب نظرية، بل أيضًا لأسبابٍ سياسية مهمّة. فكّر في لينين في كتابيه «المادية والمذهب النقدي التجريبي» أو «الشيوعية “اليسارية”: مرض طفولي»؛ أسبابُه واضحة تمام الوضوح.
4. كيف تبرّر هذا التمييز بين العلم والفلسفة في النظرية الماركسية؟
سأجاوبك من خلال صياغة عدد من الأطروحات المؤقتة والمبسّطة.
أولًا: الالتحام بين النظرية الماركسية والحركة العمالية هو الحدث الأكثر أهميّة في كلّ تاريخ الصراع الطبقي، أي عمليًا في كل التاريخ البشري. (آثارُه الأولى: الثورات الاشتراكية)
ثانيًا: تمثّل النظرية الماركسية (علمًا وفلسفة) ثورةً لم يسبق لها مثيل في تاريخ المعرفة البشرية.
ثالثًا: أسّس ماركس علمًا جديدًا: وهو علم التاريخ. دعيني استعير صورة مجازيّة هنا. تمّ تركيب العلوم التي نعرفها في عدد من «القارّات» العظيمة. قبل ماركس، افتتحت المعرفة العلميّة اثنتين من هذه القارات: قارّة الرياضيات وقارّة الفيزياء. الأولى من قِبَل اليونانيين (طاليس)، والثانية عبر غاليليو. افتتح ماركس القارة الثالثة للمعرفة العلمية: قارة التاريخ.
رابعًا: افتتاح هذه القارة الجديدة قد سبّب ثورة في الفلسفة. هذا هو القانون: ترتبط الفلسفة دائمًا بالعلوم.
ولدت الفلسفة (مع أفلاطون) عند افتتاح قارة الرياضيات. تمّ تحويلها (مع ديكارت) عبر افتتاح قارة الفيزياء، واليوم يجري تثويرُها عبر افتتاح قارّة التاريخ من قبل ماركس. وهذه الثورة تسمّى بالمادية الجدلية.
إنّ التحولات في الفلسفة هي دائمًا ما تأتي كصدىً لاكتشافات علمية عظيمة. وبالتالي في جوهرها تنشأ بعد وقوع الحدث. هذا هو سببُ تأخر الفلسفة وراء العلم في النظرية الماركسية. هناك أسباب أخرى نعرفها جميعًا، لكن في الوقت الحالي هذا هو السبب المُهيمِن.
خامسًا: كجماعة، الوحيدون الذين أدركوا المدى الثوريّ لاكتشاف ماركس العلمي هم المناضلون الكادحون، وبذا تحوّلت ممارستهم السياسية عبر هذا الاكتشاف.
وهنا نتطرّق إلى أكبر فضيحة نظرية في التاريخ المعاصر.
لم يدرك المثقفون كمجموع – على العكس تمامًا من الكادحين – وحتى المرتبطين «مهنيًا» بذلك (المتخصصين في العلوم الإنسانية والفلاسفة) أو رفضوا إدراك نطاق الاكتشاف العلمي لماركس الذي لم يسبق له مثيل، إذ قد أدانوه واحتقروه، وها هم يشوّهونه عند مناقشته.
مع وجود استثناءات قليلة، لا يزالون يعبثون كالهواة في الاقتصاد السياسي وعلم الاجتماع وعلم الأجناس وعلم الإنسان وعلم النفس الاجتماعي، إلخ إلخ، وحتى في يومنا هذا، بعد مئة سنة من صدور كتاب رأس المال، تمامًا كما عبث بعض علماء الفيزياء الأرسطويين بالفيزياء، خمسين سنة بعد غاليليو. نظرياتهم هي مفارقات تاريخية أيديولوجية، تجدّد نفسها بجرعة ضخمة من تفاصيلٍ الفكرية صغيرة وتقنيات رياضية حديثة جدًا.
لكن هذه الفضيحة النظرية ليست فضيحة أبدًا. إنّها إحدى آثار الصراع الطبقي الأيديولوجي: إذ أنّها أيديولوجية برجوازية، «ثقافة» برجوازية في السلطة التي تمارس «الهيمنة». تسيطر على نظريات المثقفين كمجموع – بما في ذلك العديد من المثقفين الشيوعيين الماركسيين مع وجود استثناءات – الأيديولوجيا البرجوازيةومع وجود الاستثناءات، يحدث الشيء نفسه في علوم «الإنسان».
سادسًا: الوضع المخزي ذاتُه موجودٌ في الفلسفة. من فَهِمَ الثورة الفلسفية المذهلة الناجمة عن اكتشافات ماركس؟ المناضلون والقادة الكادحون فقط. على العكس من ذلك، لم يشتبّه الفلاسفة المحترفين، كمجموع، بذلك. دائمًا عندما يذكرون ماركس – مع وجود استثناءات نادرة – يكون ذلك لمهاجمته وإدانته و«امتصاصِه» واستغلاله أو لتصحيحه.
يتمّ معاملة الذين يدافعون عن المادية الجدلية، مثل لينين وإنجلز، كعديمي الأهميّة فلسفيًا. الفضيحة الحقيقية هي أن بعض الفلاسفة الماركسيين قد استسلموا لنفس «العدوى»، وذلك باسم «مكافحة الدغمائية». لكن هنا السبب هو نفسه أيضًا: تأثير الصراع الطبقي الأيديولوجي. وذلك لأنّ الأيديولوجية البرجوازية – «الثقافة» البرجوازية – تمسك بزمام السلطة.
سابعًا: المهام المصيرية للحركة الشيوعية نظريًا هي:
  • إدراك ومعرفة النطاق النظري الثوري لعلم وفلسفة الماركسية-اللينينية.
  • النضال ضدّ النظرة البرجوازية والبرجوازية الصغيرة للعالم، والتي دائمًا ما تهدّد النظرية الماركسية، والتي تلقّحها بعمق اليوم. الشكل العام لهذه النظرة للعالم:الاقتصادويّة (تأتي اليوم بمسمى «التقنوقراطيّة») و«مكمّلُها الروحيّ» المثالية الأخلاقية (وتأتي اليوم بمسمّى «الإنسانويّة»). شكّلت الاقتصادوية والمثالية الأخلاقية المعارضة الأساسية في النظرة البرجوازية إلى العالم منذ نشأة البرجوازية. الشكل الفلسفي الحالي لهذه النظرة إلى العالموضعية الجديدة و«مكمّلها الروحيّ» الذاتانيّة الوجودية-الظاهرية. والبديل الغريب عن العلوم الإنسانية:أيديولوجية تدعى بـ’البنيوية’.
  • فتح أغلبية العلوم الإنسانية من أجل العلم، وأهمّها العلوم الاجتماعية التي – مع وجود استثناءات – قد احتلّت (دجلًا) قارة التاريخ، تلك القارة التي أعطانا ماركس مفاتيحها.
  • تطوير العلم والفلسفة الجديدين بكل الدقّة والجرأة اللازمتين، وربطهما مع متطلبات واختراعات ممارسة الصراع الطبقي الثوري.
من الناحية النظريّة، الرابط الحاسم في الوقت الحالي: الفلسفة الماركسية-اللينينية.
5. لقد قلت أمرين متناقضين أو مختلفين ظاهريًا: 1الفلسفة سياسية في الأساس؛ 2. الفلسفة مرتبطة بالعلوم. كيف يمكنك تصوّر هذه العلاقة المزدوجة؟
هنا سأعطي جوابي مرّة أخرى على شكل أطروحات مبسّطة ومؤقتة.
أولًا: المواقف الطبقية خلال المواجهة في الصراع الطبقي «تتمثّل» في مجال الأيديولوجيات العملية (الدينية والأخلاقية والقانونية والسياسية الأيديولوجيات المصطنعة) من خلال نظرات التوجُّهات المتخاصمة لهذا العالم: وهما في آخر المطاف، التوجّه المثالي (برجوازيّ) والتوجّه الماديّ (بروليتاري). الجميع كان لديه نظرة إلى العالم بشكل عفوي.
ثانيًا: تتمثّل النظرات لهذا العالم [أو النَظَرات العالميةفي مجال النظريّة (العلم + الأيديولوجيات «النظرية» التي تحيط العلم والعلماء) عبر الفلسفة. تُمثّل الفلسفة الصراع الطبقي من الناحية النظرية. ولهذا السبب، الفلسفة هي صراع (كانط سمّاها «كِفاح») وفي الأساس صراعٌ سياسي: أي صراع طبقي. الجميع ليسوا فلاسفة من تلقاء نفسهم، لكنهم قد يصبحوا كذلك.
ثالثًا: الفلسفة توجد حال وجود المجال النظري. أي بمجرّد وجود العلم (بالمعنى الدقيق للكلمة). بدون العلوم، لا وجود لفلسفة، إنّما نظراتٌ عالميّة فحسب. ويجب التمييز بين الرِهان في المعركة والرِهان في ميدان المعركة. الرِهانُ الأكبر في الصراع الفلسفي هو الصراع من أجل الهيمنة ما بين أكبر توجّهين في النظرات العالمية (المادية والمثالية). ساحة المعركة الرئيسية في هذا الصراع هي المعرفة العلمية: معها أو ضدّها. وبالتالي فإنّ المعركة الفلسفية الرئيسية تجري على الجبهة الحدوديّة ما بين ما هو علمي وما هو أيديولوجي. هناك تتصارُع الفلسفات المثالية التي تستغلّ العلوم ضدّ الفلسفات المادية التي تخدم العلوم. النضال الفلسفي هو قطاع من الصراع الطبقي بين النظرات العالميّة. في الماضي، كانت المثالية دائمًا تهيمن على الماديّة.
رابعًا: العلم الذي أسّسه ماركس قد غيّر الوضع برمته في المجال النظري. إنّه علم جديد: علم التاريخ. لذلك، وللمرة الأولى على الإطلاق، قد مكّننا من معرفة النظرات العالميّة التي تمثلها الفلسفة نظريًا؛ لقد مكنّنا من معرفة الفلسفة، فهو يوفّر لنا وسائل تحويل النظرات العالمية (الصراع الطبقي الثوري يجري وفق مبادئ النظرية الماركسية). ولذلك تحدث ثورتين في الفلسفة. تصبح المادية الميكانيكية – «المثالية في التاريخ» – مادية جدلية. يتمّ عكس توازن القوى: الآن يمكن للمادية أن تهيمن على المثالية في الفلسفة، وإذا تمّ تحقيقُ الظروف السياسية، يمكنها أن تحمل الصراع الطبقي من أجل الهيمنة بين النظرات العالمية.
تمثّل الفلسفة الماركسية-اللينينية – أو الماديّة الجدلية – الصراع الطبقي البروليتاري في النظريّة. في اتّحاد النظرية الماركسية والحركة العماليّة (الواقع النهائيّ للاتحاد ما بين النظرية والممارسة) تكفّ الفلسفة – كما أشار ماركس عن «تفسير العالم»، وتصبح سلاحًا يُستخدم «لتغييرة»: تُصبِحُ ثورة
6. هل هذه هي الأسباب التي تجعلك تقول أنّ قراءة كتاب «رأس المال» أمرٌ جوهري اليوم؟
نعم. قراءة ودراسة «رأس المال» أمرٌ ضروريّ، وذلك من أجل:
  • أن نفهم ما فهمه المناضلون الكادحون لمدّة طويلة في الممارسة، بكل نطاقه وآثاره العلمية والفلسفية: الطابع الثوري للنظرية الماركسية.
  • وكي ندافع عن تلك النظرية ضدّ كل التفسيرات البرجوازية والبرجوازية الصغيرة، أي «التصحيحات» التي تهدّدها جديًّا اليوم: في المقام الأوّل المعارضة الاقتصادوية/الإنسانوية.
  • ومن أجل تطوير النظرية الماركسية وتطوير المفاهيم العلمية الضرورية بالنسبة لتحليل الصراع الطبقي في بلداننا وغيرها في وقتنا الحالي.
من الضروري قراءة ودراسة «رأس المال». ويجب أن أضيف أنّه من الضروري أيضًا قراءة ودراسة لينين وكلّ النصوص العظيمة – القديمة منها والجديدة – التي قد أودعتها تجربة الصراع الطبقي لحركة العمال الأممية. لا بدّ من دراسة الأعمال العملية لحركة العمال الثورية في واقعهم ومشاكلهم وتناقضاتهم: ماضيهم، وقبل كل شيء، تاريخهمالحالي.
هناك موارد هائلة في بلداننا اليوم للنضال الطبقي الثوري. ولكن يجب أن نأتيهم في مكانهم: في الجماهير المُستَغَّلة. لن يتمّ «اكتشافها» بدون اتّصال وثيق مع الجماهير، وبدون أسلحة النظرية الماركسية-اللينينية. المفاهيم الأيديولوجية البرجوازية مثل «المجتمع الصناعي» و«الرأسمالية الجديدة» و«الطبقة العاملة الجديدة» و«مجتمع الوفرة» و«الاغتراب» وبقيّتهم هي مضادة العلم والماركسية: بنيت لمحاربة الثوريين.
لذا أود أن أضيف ملاحظة أخرى: الأهمّ على الإطلاق.
من أجل أن نفهم ما «يقرأه» المرء ويدرسه في هذه الكتابات النظرية والسياسية والتاريخية، لا بدّ للمرء من تجربة مباشِرة لهذين الوّاقِعّين اللذان يحدّدان تلك الكتابات: واقع الممارسة النظرية (العلم، الفلسفة) في حياتها الملموسة؛ واقع ممارسة الصراع الطبقي الثوري في حياتها الملموسة، باتصالٍ وثيق مع الجماهير. فإذا تُمَكِّننا النظرية من فهم قوانين التاريخ، فليس المثقفون ولا حتى المنظّرون، بل الجماهير هم من يصنعون التاريخ. من الضروري أن نتعلّم مع النظرية – ولكن في نفس الوقت وبشكل حاسم، لا بدّ لنا أن نتعلّم مع الجماهير.
7. أنت تعطي قدرًا كبيرًا من الأهمية للدقّة، بما في ذلك مفردات الدقيقة. لماذا؟
كلمة واحدة تلخص الوظيفة الرئيسية للممارسة الفلسفية: «رسم خطٍّ فاصل» بين الأفكار الصحيحة والأفكار الخاطئة. هذه كلمات لينين.
لكن هذه العبارة ذاتها تلخص إحدى العمليات الأساسية في اتجاه ممارسة الصراع الطبقي: «رسم خطٍّ فاصل» ما بين الطبقات المتخاصِمة. بين أصدقاء طبقتنا وأعداء طبقتنا.
إنها نفس العبارة: خطٌّ نظري فاصل بين الأفكار الصحيحة والأفكار الخاطئة. خطٌّ سياسي فاصل بين الشعب (الطبقة الكادحة وحلفائها) وأعداء الشعب.
تمثل الفلسفة الصراع الطبقي للشعب من الناحية النظرية. وفي المقابل إنها تساعد الشعب على التمييز في النظرية وفي جميع الأفكار (السياسية، الأخلاقية، الجمالية، إلخ) بين الأفكار الصحيحة والأفكار الخاطئة. من حيث المبدأ، الأفكار الحقيقية (الصحيحة) تخدم الشعب دائمًا؛ بينما الأفكار الزائفة (الخاطئة) تخدم أعداء الشعب دائمًا.
لماذا تتصارعُ الفلسفة حول الكلمات؟ «تتمثّلُ» وقائع الصراع الطبقي بـ«الأفكار» التي «تتمثّلُ» بدورها عبر الكلمات. وفي المنطق العلمي والفلسفي، الكلمات (المفاهيم، التصنيفات) هي «أدواتُ” المعرفة. ولكن في النضال السياسي والفكري والفلسفي، الكلمات هي أيضًا أسلحة ومتفجرات أو مهدئات وسموم. في بعض الأحيان، يمكن للصراع الطبقي كلّه أن يتلخّص بالصراع من أجل كلمة واحدة ضد كلمة أخرى. تتصارع كلماتٌ معيّنة فيما بينها كالأعداء. الكلمات الأخرى تقع في حالة غموض: رِهانٌ في معركة حاسمة غير مقررة بعد.
على سبيل المثال: يناضل الشيوعيون من أجل إزالة الطبقات ومن أجل مجتمع شيوعي، حيث في يوم ما، كل الرجال سيكونون أحرار وأخوة. ومع ذلك، فقد رفض كامل التقليد الماركسي الكلاسيكي القول بأنّ الماركسية فلسلفةٌ إنسانوية. لماذا؟ لأنّه عمليًا، أي استنادًا إلى الحقائق، استُغِلّت كلمة «إنسانية» من قِبَل أيديولوجيا تستخدمها لمحارَبة وتقتل كلمة صحيحة ومهمّة بالنسبة للطبقة الكادحة، ألا وهي: الصراع الطبقي.
وفي مثالٍ آخر: يعرف الثوريون أنّ كل شيء لا يعتمد – في آخر المطاف – على التقنيات والأسلحة وما إلى ذلك بل يعتمد على المناضلين ووعيهم الطبقي وإخلاصهم وشجاعتهم. ومع ذلك، فقد رفض كامل التقليد الماركسي القول أنّ «الإنسان» هو الذي يصنع التاريخ. لماذا؟ لأنّه عمليًا، أي استنادًا إلى الحقائق، استُغِلّ هذا التعبير من قبل الأيديولوجية البرجوازية التي تستخدمها من أجل محاربة وقتل تعبيرٍ صحيح آخر ومهمّ بالنسبة للطبقة الكادحةالجماهير هم الذين يصنعون التاريخ.
في نفس الوقت، تتصارع الفلسفة، حتى في النصوص الطويلة – حيث هي الأكثر تجريدًا وصعوبة – حول الكلمات: ضدّ الكلمات الكاذبة، ضدّ الكلمات الغامضة، من أجل الكلمات الصحيحة. إنها تحارب على «أظلال الرأي المختلفة».
قال لينين: «فقط الناس قصيرة النظر يمكنها اعتبار النزاعات العصبوية والتفرقة الصارمة بين أظلال رأيٍّ ما أنّها غير ملائمة أو غير مجدية. يمكن لمصير الاشتراكية الديمقراطية الروسية أن تعتمد لسنوات عديدة على تقوية “ظلٍّ” واحد أو الآخر». (من كتاب «ما العمل؟»)
المعركة الفلسفية حول الكلمات هي جزءٌ من المعركة السياسية. تستطيع الفلسفة الماركسية-اللينينية استكمال عملها النظري المجرّد والدقيق والمنهجي فقط بشرط أنّ تتصارع حول كلٍ من الكلمات «الأكاديمية» جدًا (المفهوم، النظرية، الجدل، الاغتراب، إلخ.) وحول الكلمات البسيطة جدًا (الإنسان، الجماهير، الشعب، الصراع الطبقي).

مقابلة أجرتها معه ماريا أنطوانييتا ماتزوكي شهر شباط/فبراير 1968
منقول عن موقع ما العمل: https://ma-alamal.com/2015/11/04/الفلسفة-كسلاح-ثوري-لوي-ألتوسير