الجمعة، 22 يوليو 2016

تاريخ الديانات الرئيسية الكبرى/ محطات




تاريخ الديانات الرئيسية الكبرى.


 مع التحفظ على بعض ما ورد في المقالة، بخاصة في ما يتعلق باليهودية
لكن المقالة تتضمن الكثير من المعلومات الأولية المهمّة. 

مختصر 

تاريخ الهندوسية

يُشتق اسم الهند لدى بعض الباحثين والمهتمّين في تاريخ الحضارة الهندية من الأندوس، وأما البعض الآخر من الباحثين يعتقد أن الاسم مشتق من الكلمة السنسكريتية القديمة (إند)، والتي تعني الأرض، وربما هذا هو الرأي الأرجح، كون الهند تعدّ بلادا شاسعة(الهند مع باكستان وبنغلادش والنيبال) وتبدو للساكنين فيها وكأنها الأرض التي لا نهاية لها. 


يبدأ تاريخ الهندوسية مع تاريخ الهند والثقافات التي دخلت فيها منذ ما قبل التاريخ المدّون، عندما كانت تنتشر فيها الديانات الطوطمية، حيث كان الناس يعبدون الطبيعة والأجداد منذ حوالي ( 9000 ـ 8000 ق.م). إذ تجمّعت في تلك الفترة الزمنية عناصر الحضارة البشرية الأولى في الوادي المسمى (وادي السند).

 

ونمت تلك الأفكار وتبلوّرت وامتزجت مع الثقافات المحيطة والدخيلة في مزيج حضاري وثقافي وروحاني واحد يُدعى بالهندوسية، أو ديانة الفيدا في حوالي 2000 ـ 1700 ق.م. ومن ثم زحفت تلك الثقافة الحضارية الروحية الى المناطق الجنوبية في حوالي 1200 ق.م.

 


بعض التواريخ المهمّة:

 


1700 ق.م ـ 1500 ق.م، هجرة القبائل الآرية الى الهند


• 1200 ـ 900 ق.م، الفترة التي جُمع فيها أول نسخة من الكتاب
المقدس(الفيدا).
ارتقاء وتطوّر في الهندوسية في تجميع العقائد من قبل الرهبان البراهميين وانشاء ما يُسمى بالبراهمية في القرن الثامن قبل الميلاد وما رافق ذلك من تنظيم للديانة وطقوسها ولاسيّما طقوس القرابين الحيوانية للأجداد

 

• 950 ق. م، وقوع حوادث ملحمة مهابهارتا الكبرى والتي تصف حربا بين أمراء اسرة ملكية واحدة. وتتميز هذه الملحمة بكونها انشودة حماسية نادرة لأحتوائها على القصص التعليمية والتهذيبية.


• 900 ـ 600 ق.م، تطوّر الديانة الفيدية في عهد نشوء الكهنة البراهميين وظهور الطقوس الروحية والنسكية والتقشفية وبروز الحاجة الى النظم الدينية والمدنية.
• استقرار الآريين في وادي نهر الغانج واقامتهم عدداً من المقاطعات المستقلة وتغيير الحكم الى الملكي الوراثي ونشوء أربع طبقات، ثلاثة منها آرية هي الأشراف والرابعة هي طبقة العبيد.


600 ـ 300 ق.م، ظهور الكتابات المقدسة الأخرى عن التناسخ الروحي والكارما والتي سميّت(أوبانيشاد).


• 300 ق.م ـ 1000 ميلادية، ظهور الملاحم الدينية الطويلة التي تعكس التقوية الروحية للآلهة (شيفا وفيشنو وديفي).


• 180 ميلادية، نشوء السلسلة الملوكية(الموريان) التي أسسها (شاندرا كوبتا) والتي دامت الى سنة 320 ميلادية. واستمرار مملكة كوبتا الى القرن الخامس الميلادي.
• نشوء الديانات (البوذية والجاينية) كمذاهب إنشقت عن الهندوسية في القرن الخامس قبل الميلاد.


• 500 ـ 650 ميلادية، انقسام مملكة كوبتا الى ممالك صغيرة، مما أدت الى ضعف الدولة وبالتالي الى ضعف الديانة الهندوسية.


• 600 ـ 1600 ميلادية، نشوء الحركات الروحية المسمّات (بوجا) والتي تعني العبادة وظهور الطقوس الدينية الخاصة بها والتي تؤكد على المساواة في العبادة وفي القضايا الروحية. 


• نشوء الحركات الروحية السريّة من ضمن الديانة الهندوسية في القرن السابع الميلادي الى القرن الحادي عشر الميلادي.


• 870 ـ 1280 ميلادية، انتشار الهندوسية الى الجنوب من الهند والسيطرة الروحية على تلك المناطق.


• 1498 ـ 1540 ميلادية، ظهور الموجات الأوروبية الإستعمارية بعد اكتشاف (فاسكو دي غاما) وزحف القوات البرتغالية الى المناطق الجنوبية لقارة آسيا، ووصول المبشرين الكاثوليك.


• ظهور بوادر النهضة الهندية الجديدة على غرار النهضة العلمية الاوروبية في القرن السابع عشر والتي استمرت الى القرن التاسع عشر وتأثيرها الإيجابي والسلبي على الديانة الهندوسية وانفتاحها على الغرب المسيحي.


• تأسيس الشركة البريطانية الهندية الشرقية في القرن السابع عشر.
1720 ميلادية، انحطاط الدولة المغولية الاسلامية في الهند واستلام بريطانيا الحكم بعد ذلك.


• 1828 ميلادية، تأثر الهندوسية الحديثة بالديانات الزرادشتية والبوذية والمسيحية والاسلام والذي يظهر في نشوء حركة جديدة من قبل "رام موهان" في كلكتا اسمها " البراهمانية"، وغايتها التأكيد على وحدانية الله.


• 1830 ميلادية، منع حرق المرأة مع جثمان زوجها بشكل نهائي بعد اصدار قانون الاستعمار الانكليزي. وكذلك تغيير في قوانين الإرث واعطاء حقوق المرأة التي كانت محرومة منها وبتأثير الانكليز الذين ساعدوا في إستصدار هذه القوانين. 


• 1857 ميلادية، ظهور البوادر الأولى للثورة الاستقلالية ضد بريطانيا بعد تعدي الانكليز على الرمز الألهي المقدس لدى الهندوس "البقر" وذلك باستعمال دهونها في البنادق والمدافع.


• 1860 ميلادية، إنشقاق حركة البراهمية على يد (كيشاب تشاندرا سن) الذي دعا الى ازالة الطبقات وتشجيع الزواج المختلط ومن ثمّ إنشقاق جماعة (سن) التي نتجت عنها الجماعات المتأثرة بالروحانية المسيحية. 


• 1876 ميلادية، إعلان الملكة فكتوريا(امبراطورة للهند) مما أغضب الأهالي وتشجّعوا بالقيام بالثورة ضد الانكليز. 


• 1883 ـ 1824 ميلادية، نشوء الحركات القومية الهندوسية وبالعودة الى الكتب المقدسة ومن هذه الحركات (أريا ساماج).


• 1886
ـ 1834 ميلادية، نشوء الحركات التسامحية التي تدعو الى السلام واللاعنف بين الناس، من قبل (راما كريشنا)، والتي يُسمى الاله (كريشنا). 


• 1895
ميلادية، اعلان(فيفكانادا) المؤسس الأول لحركة (فيدانتا) الهندوسية عن أن الهند أمة واحدة وأن الهندوسية هي ديانة وطنية وعالمية.


• 1915
ميلادية، اشتراك المهاتما غاندي في الحركة القوميّة الهندية والتي نادت باستقلال الهند عن بريطانيا.


1947 ميلادية، حصول الهند على الاستقلال عن بريطانيا وبروز حالة الانشقاق والحرب بين الهندوس والمسلمين والسيخ.


• 1948 ميلادية، إغتيال المهاتما غاندي من قبل متعصّب هندوسي بعد النضال الشاق والطويل للحصول على الاستقلال. ونشوء أول دستور جمهوري ديمقراطي للهند سنة 1950. 


مختصر تاريخ الزرادشتية


بدأت الشعوب الآرية بالهجرة الى ايران والهند من المناطق الأوروسيوية منذ مطلع الألف الثاني قبل الميلاد واستقرّت في السهول الايرانية خلال أواسط الألف الثاني قبل الميلاد وذلك في المناطق الميدية والفارسة والبارثية. وبدأت هذه الشعوب تحكم المنطقة بالتناوب بإقامة تحالفات مع الشعوب السامية في بابل والجزيرة العربية ومناطق الشام وفلسطين واسرائيل ومصر والسيطرة عليها. 

 


بعض التواريخ المختصرة للديانة الزرادشتية:
• 5000 ق.م، بدء الحضارة في الشرق الأدنى.


• 3000 ق.م، هجرة العيلاميين الى ايران وبناؤهم أول حضارة فيها. 


1700 ق.م ـ 1500 ق.م، هجرة القبائل الآرية الى ايران، من نهر الفولغا شمال بحر القزوين واحتلالهم للمنطقة التي عرفت بإسمهم(ايران).


• 648 ق.م ـ 330 ق.م، تطوير الأخمينيين الديانة الزرادشتية باضافة الأفكار اللآهوتية الجديدة عليها مثل الجنة والجحيم والدينونة الفردية والعامة، والاستفادة من التقاويم البابلية والشرائع اليهودية والسومرية والأكدية الموجودة في العراق. 


628 ق.م، تاريخ ميلاد زرادشت. [ملاحظة: كيف يمكن تطوير الزرادشتية قبل ولادة زرادشت؟]


• 614 ـ 612 ق.م، تدمير آشور في عهد الميديين الذي دام قرابة قرن من الزمان وانتهاؤه بمجىء الملك الفارسي كوروش وتمرّده على حميه ملك ميديا. 


• 551 ق.م، تاريخ وفاة زرادشت.


• 550 ق.م، تأسيس الامبراطورية الفارسية الكبيرة من قبل كوروش (سيروس) الثاني(الكبير).


• 549 ق.م ـ 529 ق.م، اخضاع الملك كوروش الكبير لكل المناطق الميدية والايرانية وتأسيسه حكم الاسرة الأخمينية وإلحاق بابل وسوريا والمناطق الليبية غربا وآسيا الوسطى والمناطق الباكستانية شرقا بالامبراطورية والسماح لليهود الأسرى بالرجوع الى اسرائيل بعد سيطرته على بابل سنة 539 ق.م.


• 539 ق.م، استيلاء الملك كوروش الكبير على جميع [مناطق] النفوذ البابلية في بلاد الشام وآسيا الصغرى. وتشجيعه لنهضة تطوّرية عمرانية واقتصادية في ربوع الامبراطورية وتوفيره الحريّة الدينية والتجارية مع التنقل الحرّ بين الأقاليم ومحاولة توحيد العشائر الآفروـ آسيوية القاطنة في ما يُدعى(ايران) في أول امبراطورية قويّة من نوعها وتشجيعه لانتماء الممالك الصغيرة سلميّا الى إمبراطوريته. 


• 490 ق.م، إرسال القوات الفارسية بقيادة داريوس لمحاربة اليونان وفشلهم في ماراثون وتحوّل المذهب الزرادشتي إلى دين رسمي لبلاد فارس في عهد الملك (داريوس الأول)، الذي اعتنق الزرادشتية والذي أثرت تعاليمها السمحة على اسلوبه في الحكم حيث كان متفتحا مع الآخر ومخلصا لديانته. ومن تبعه من الأباطرة الأخمينيين الذين اعترفوا بإيمانهم الزرادشتي وعُرفوا بتقواهم وعباداتهم لأهورامزدا. 


• 480 ق.م، انتصار الفرس من قبل كساركس في الحرب على اليونانيين في معركة ضارية في (تارموبيلا) واحتلال الأراضي اليونانية.


• 479 ق.م، إنحطاط الدولة الأخمينية بعد فشلها في اليونان، إثر هزيمة تاريخية كبيرة. 


• 460 ق.م، بدء عهد أرتاكسركس الأول وظهور التقويم الزرادشتي لأول مرة بتأثيرات بابلية ويهودية.


384 ق.م ـ 322 ق.م، تقليد الفيلسوف آرسطو مبدأ الثنوية الزرادشتي. [؟]


• 331 ق.م، انتصار الكسندر المقدوني على الملك داريوس الثالث، واخضاعه للبلاد الايرانية بعد معركة(اربيل). وإنهائه لحكم السلالة الأخمينية وتدميره للعاصمة(بيرسيبوليس)، التي كانت العاصمة المهمّة للأمبراطورية منذ 550 ق.م. وحرق عدد كبير من الكتب المزدية والزرادشتية المقدسة. وإلغاء تعاليم (آفيستا) وشرائعها القانونية، ومحاولة فرض الديانة الأغريقية على سكان المنطقة الذين بقوا ملتزمين خفية في عقائدهم الزردشتية. [؟]

 


• 1ـ 7 ميلادية، ظهور بعض الملوك المجوس في المغارة التي ولد فيها يسوع المسيح وتقديمهم الهدايا الثمينة له من البخور والذهب واللبان.


• 226 ميلادية، قيام المملكة الفارسية المستقلة بعد اعلان ثورة بابك ضد البارثيين واستلام أرداشير الأول وتأسيس السلسلة الملوكية الساسانية ولمدة أربعة قرون، والتي انتهت في عهد الملك الأخير خسرو أنوشروان (كسرى) سنة 531 ميلادية. [أظن أن ذلك قد حصل سنة 651م وليس سنة 531] وحدوث تغيير كبير بمجىء الساسانيين الى الحكم في تعاملهم مع المسيحية إذ بدأوا بحملة عنيفة من الاضطهادات ضد أتباعها. ومحاولتهم لنشر الزرادشتية في المناطق الرومانية التي إحتلوها بالقوة ودعمهم فصل الكنيسة الشرقية عن الكنيسة الأم في الغرب والتي انفصلت فعلا في القرن الخامس الميلادي.


• 224 ميلادية، حُكْم البارثيين للبلاد الفارسية واستيلائهم على الأراض الشاسعة في شرق آسيا الصغرى وجنوب غرب آسيا. وإمتداد الامبراطورية البارثية من حدود الهند شرقا الى نهر الفرات غربا وذلك من أواسط القرن الثاني الى أوائل القرن الثالث الميلادي. وجمع النصوص المزدية المقدسة في عهد أرداشير الأول وابنه شاهبور الأول الذي أضاف التعليمات والقوانين الجديدة والذي غير التقاويم وجعل عدد أيام السنة 365 يوما وذلك بسبب وجود خلل في توقيت الأعياد والاحتفالات الايرانية الدينية والقومية.

 

241 ميلادية، بدء تبشير النبي ماني بالمانوية (المسيحية ـ الزرادشتية)، والتي كانت مزيجا فلسفيا من الزرادشتية والمسيحية ومحاولة الساسانيين لتقويتها لغرض إضعاف دور المسيحية التي كانت تهدّد الديانة الزرادشتية في عقر دارها في القرن الثاني الميلادي. [هل فعلاً كانت المسيحية تهدد الزرادشتية في تلك الفترة؟]


• 276 ميلادية، بدء حكم بهرام الأول واستشهاد ماني في السجن. 


• 451 ميلادية، انتصار الدولة الساسانية على أرمينيا المسيحية.


• 460 ميلادية، اضطهاد الملك الفارسي فيروز لليهود الذين هاجروا اثر ذلك الى الجزيرة العربية.


• 484 ميلادية، توقيع الوثيقة السلميّة بين المسيحية الأرمنية والزرادشتية الساسانية بالتعاون المتبادل وبعدم الإعتداء على بعضهم البعض وبإعطاء الحرية للأرمن في ممارسة ديانتهم المسيحية.


• 494 الى 524 ميلادية، حدوث ثورة الفقراء بقيادة (مازداك) والتي كانت ذات قيّم عادلة ولغرض خلق المساواة بين الناس.


• 600 ميلادية، جمع الكتب المقدسة وإيجاد قانون خاص يُحدّد عددها ويمنع بعضها من التداول، وذلك بتنظيم وترتيب الكاهن (تانار) وبعض معاونيه.


• 614 ميلادية، استيلاء الساسانيين على أورشليم من البيزنطيين. وقيام البزنطيين بتدمير المعابد الزرادشتية سنة 623 ميلادية، انتقاما لتدنيس الفرس لمعابدهم في اورشليم.

[الحروب البيزنطية/ الفارسية]


631 ميلادية، حكم يزدجرد الثالث الذي شهد معركة القادسية بعد هزيمته الشنيعة مع العرب المسلمين في معركة نهاوند وسيطرة العرب الكاملة على ايران سنة 652 ميلادية وبدء عهد جديد في ايران وذلك بفرض الاسلام على الشعوب الايرانية وهروب عدد كبير من الزرادشتيين الى كوجارات في الهند. 


697 ميلادية، إجبار الفرس بترك حروفهم اللغوية وبإستعمال الحروف العربية في الكتابة.


• 900 ميلادية، هجرة مُعظم الزرادشتيين الفرس الى الهند.


• 1010 ميلادية، تأليف كتاب(الشاه نامة) من قبل الكاتب الفارسي المشهور (فردوسي).


• 1477 ميلادية، إعادة العلاقة الدينية والمراسلات بين الطائفة الزرادشتية الايرانية والطائفة الزرادشتية الهندية.


• 1258 ميلادية، اكتشاف مخطوطة مزدية مترجمة الى الفارسية والمنسوبة الى زرادشت نفسه. 


• انقطاع الأواصر الدينية والعلاقات التجارية بين الزرادشتيين في الهند واخوانهم في ايران بسبب الاضطهادات القاسية ضدهم في ايران في العهود الاسلامية المختلفة ورجوع هذه العلاقات الى طبيعتها في عهد الحكم البريطاني للهند.


• 1572 ميلادية، سيطرة الأمبراطور أكبر على منطقة كوجارات، والمعروف بتفتحه للأديان الأخرى وحكمته وحبه للمعرفة وأقامته مجلسا للحوار والنقاش مع أتباع جميع الديانات في ديوانه وإختيار الكاهن(ميهيرجي رانا) من قبل الطائفة الزرادشتية ليتكلم عنهم في حوار ديني شيّق وعميق أعجب الامبراطور بعلمه الواسع وحكمته العظيمة مما أدى بالامبراطور الى إعطائه منصبا حكوميا في مجلسه وجعله أحد الحكماء والمرشدين.

ومكافأة لخدماته الجليلة في المحبة والعلم والسلام، قرر الامبراطور رفع الجزية عن كاهل أتباع الزرادشتيين والسماح بإشعال الشعلة الزرادشتية في ديوانه ليلا ونهارا. 


• نمو الطائفة الزرادشتية في كوجارات بتأثير التسامح الامبراطوري وبقاء شعلتها موقدة الى يومنا هذا. واستمرار الطائفة في ممارسة طقوسها الدينية بحرية ومن دون ازعاج، بالاضافة الى ممارسة رحلة الحج ورؤية النار المقدسة والتبرك برمادها لأعتقادهم بأن المكان القديم يحتوي على الشعلة الملكية الحقيقية التي بقيّت موقدة منذ أيام زرادشت والى اليوم. 

 


• 1661 ميلادية، وقوع (بومباي) تحت السيطرة البريطانية وتطوّر مينائها ونمو طائفتها الزرادشتية، مع نمو اقتصادها وإزدياد عدد معابدها في كراتشي وكلكتا وعدد آخر من المدن الهندية. 


وتجدر بالاشارة، أن كل هذه التواريخ في الآداب العالمية هي مُستمدة من قبل المؤرخين الأغريق الذين كتبوا عن ايران والفرس وعن ديانتهم الزرادشتية المزدية وعن الشعوب التي كانت تحت حكمهم وعن فنونهم وملحماتهم الشعرية وحروبهم وذلك بعد الحملة العسكرية من قبل القائد التاريخي (أسكندر المقدوني).


مختصر تاريح اليهودية
يبدأ تاريخ اليهود بدعوة الله لأبراهيم بن تارح الذي هو من أور الكلدانيين التي كانت مدينة عظيمة في العالم القديم، وقد كشف الأثريون عن وجود دلائل حضارية زاهرة فيها في عصر ابراهيم الذي عاش في سنة 1850 ق.م، في الحقبة التي تسميها الكتابات المسمارية بالهابيرو أو العبيرو(العبرانيون)، وكانت التسمية تطلق على القبائل الرحل من السامييّن الذين عاشوا حياة البدو الرحل طوال قرون على غرار عدد من القبائل الاخرى والذين اختلطوا مع الآراميين.

 

 وتطوّر اسمهم الى عبري أو عبراني ومن ثمّ الى يهودي واسرائيلي. وآمن اليهود أو العبرانيون بالله الواحد ولذلك كان عليهم أن يتركوا المجتمع الذي يؤمن بقوى الطبيعة والأرواح الشريرة والذي كان يعبد الشمس (شمش) والقمر أو الهلال (الاله الذكرـ سين) والآلهة الاخرى التي كانت تمثلها التماثيل العديدة.


بعض الحوادث التاريخية لشعب اسرائيل:
• 1850 ق.م، انتقال ابراهيم بن تاراح من أور الكلدانيين في جنوب العراق الى حاران شمالا وتبنيّه الايمان بالله الواحد(يهوه ـ أيل شداي) ومن هناك الهجرة جنوبا الى كنعان بناء على نصيحة من الله.


• 1750 و1580 ق.م، نزوح أحفاد ابراهيم الى مصر في عهد حكم الهكسوس الذين عاملوهم معاملة حسنة واعتبروهم حلفاء.


1580 ق.م، ثورة المصريين على الهكسوس وطردهم من مصر واستعادتهم السيطرة والحكم فيها واستغلالهم للاسرائيليين في أعمال البناء. 


• 1225 ق.م، بدء الحقبة التي يهمّ فيها اليهود بالخروج من اسرائيل والتي تدوم حوالي أربعين سنة.


• 1185 ق.م، دخول الاسرائليين أرض كنعان وتأسيسهم لمجتمعات وتجمّعات بشرية بعد جهد وعناء كبيرين.


• 1130 ق.م، دخول يشوع بن نوع الى كنعان عن طريق شرقي الاردن، بعد استلامه قيادة شعب اسرائيل بعد النبي موسى.

 


• 1185 ـ 1035 ق.م، فترة القضاة الواقعة بعد نهاية قيادة يشوع لشعب اسرائيل والتي دامت بحوالي قرنا ونصف القرن.


• 1050 ق.م، انتصار الفلسطينيين على اليهود واستيلائهم على تابوت العهد لمدة أربعين سنة، وتفوق الفلسطينيين على اليهود، بسبب نوعية السلاح المستخدم، لمهارتهم في طريقة صهر الحديد. 


• 1035 ـ 1004 ق.م، المدة التي بقي شاؤول ملكا على اسرائيل والتي تتميز بالحروب العديدة مع الفلسطينيين. 


1004ـ 975 ق.م، الفترة التي حكم فيها داود الملك الثاني لأسرائيل والذي بنى قصره بالحجارة والخشب الخاص من أرز لبنان. وشيّد معبدا لليهود في عاصمته وجعل اليهودية الديانة الرسمية للدولة الموّحدة.


• 975 ـ 935 ق.م، الفترة التي حكم فيها الملك سليمان وبنى الهيكل التاريخي المشهور لوضع تابوت العهد فيه وكذلك اشتهاره ببناء قصره الجميل. وانتشار روح الوثنية، إذ عاش مع مئات الزيجات والجواري، وانتشار الأدب والغناء والتقدم الاقتصادي.


• 935 ق.م، انقسام مملكة اسرائيل الى مملكة في الشمال وتسمى اسرائيل وعاصمتها السامرة والى مملكة يهوذا في الجنوب وعاصمتها أورشليم (القدس).


• 880
ـ 850 ق.م، الفترة التي عاش فيها النبي ايليا والذي تصدّى لعبادة البعل وقاد الحملة الروحية لإرجاع اسرائيل الى جذورها الأصلية ونجح في إرجاع الملك آحاب من ضلاله


• رسالة أنبياء اسرائيل في القرنين التاسع والثامن(ايليا وعاموص وهوشع).
• رسالة انبياء يهوذا في القرن الثامن (اشعيا).
• رسالة انبياء يهوذا في القرن السابع (صفنيا وارميا والمراثي وباروخ وناحوم وحبقوق). 


• 735 ق.م، نشوء الحرب السورية الأفرائيمية ضد آحاز، الذي أراد أن يبقى على الحياد، والتي انتهت الأمور بسقوط مملكة اسرائيل سنة 721 ق.م.


721 ق.م، استيلاء الملك الآشوري سرجون الثاني لمملكة إسرائيل وتدمير السامرة.


• 701 ق.م، اشتباك حزقيا ملك يهوذا مع سنحاريب ملك آشور.


• 640 ـ 609 ق.م، اصلاحات دينية كبيرة قام بها يوشيا وقرب سقوط الامبراطورية الاشورية وانهزام الملك يوشيا على يد الفرعون(نكو) في معركة مجّدو.
586 ق.م، إنهيار مملكة يهوذا على يد(نبو خذ نصّر) بعد حصار دام ثلاثة أشهر وتدمير اورشليم وسبى معظم أهلها الى بابل.


• رسالة أنبياء الجلاء (ارميا وحزقيا والقسم الثاني من اشعيا).


538 ق.م، احتلال الملك الفارسي(كورش) مملكة بابل واسرائيل بمساعدة الأسرى اليهود، والسماح لهم بالعودة الى بلدهم اسرائيل.


• 320 ق.م، زحف أسكندر المقدوني على الشرق وانتصاره على الامبراطورية الفارسية وبدأ حكم البطالسة في اسرائيل.


• 312 ق.م، نجاح بطليموس في ضمّ المدن الفلسطينية وجوارها الى مملكته بعد تغلبه على أنتيغوس في غزة بمساعدة سلوقس.


• 166 ـ 160 ق.م، قيام ثورة المكابيين بقيادة (يهوذا المكابي) ضد السلوقيين واستعمالهم حرب العصابات ضد المستعمرين والمتعاونيين معهم من اليهود. واستمرار الثورة الى عهد(الاسكندر بالاس) على العرش السلوقي والذي أستطاع بدهائه إخماد الثورة الشعبية. 


66 ق.م، احتلال الرومان لأسرائيل بقيادة القيصر(بامبيوس) وقتله آلاف من اليهود الرافضين لحملته واعتقاله ملكها السلوقي اليوناني أرسطو بوليس الثاني وارساله مقيّدا الى روما.


• 47 ق.م، اعتراف روما بهرقانُس ملكا على اليهود، ونيل أنتيباطر لقب الحاكم وابناه لقب وكلاء: فازائيل لأورشليم وهيرودس لليهودية.


40 ق.م، حصول هيرودس على لقب ملك اليهودية بحيلة ودهاء وتزوّجه من أميرة من سلالة الحشمانيين اسمها ماريام ابنة أخي أنتيغونس.


• 37 ق.م، استيلاء هيرودس على اورشليم وغزة والسامرة بمساعدة الكتائب الرومانية واشتهاره في الوسط اليهودي بالقساوة والوحشية وبتشجيعه على المصالح الرومانية على حساب المصالح القومية اليهودية. ولم يكن بنائه الهيكل في اورشليم إلا دعاية لترضية الشعب وكسب تأييده. وتوفي في السنة الرابعة قبل التقويم المسيحي.

 


• 6 ميلادية، خلع أرخيلاوس وتعيين الحاكم الروماني بيلاطس البنطي في عهد المسيح.


• 67 ـ 68 ميلادية، تشديد الحصار القاسي على اورشليم بقيادة فسباسيان ومن ثمّ تولي القيادة (تيطس) على رأس جيش قوامه خمسون ألف جنديّ ولمدة خمسة أشهر.


• 70 ميلادية، تدمير الملك تيطس مدينة اورشليم وإحراق الهيكل وازالة الدولة اليهودية سياسيا من الوجود وتشتت اليهود في كل أنحاء العالم.


• 132ـ 135 ميلادية، فشل الثورة اليهودية التي استمرت ثلاث سنوات والتي كانت بشكل حرب عصابات في عهد الامبراطور أدريانوس وتغيير اسم اورشليم الى (أيليوس) وإزالة معالم مدينة أورشليم وهيكلها تماما، والقضاء على معظم اليهود الموجودين فيها والقضاء على ثورتهم.


312 ـ 321 ميلادية، إعتراف الامبراطورية الرومانية بالديانة المسيحية وقيام الملكة هيلانة والدة الملك قسطنطين ببناء كنيسة القيامة في مدينة اورشليم.


395 ميلادية، انقسام الامبراطورية الرومانية الى قسم شرقي وقسم غربي وبقاء اسرائيل تحت حكم الامبراطورية البيزنطية الشرقية.


• بدء الدعوة الاسلامية في مقتبل القرن السابع الميلادي ومقاومة أكثرية اليهود في الجزيرة العربية للدعوة الجديدة ومجابهتهم بسرعة وقسوة من قبل الرسول محمد(ص) قبل أن يتهيّأوا للانقضاض على دعوّته الاسلامية. 

 


• 638 ميلادية، عهد الفتوحات العربية الاسلامية لإسرائيل وتسلم الخليفة عمر بن الخطاب مدينة اورشليم (القدس).


626 ميلادية، تخلص الرسول محمد(ص) من بني قريظة(اليهود) بقتل رجالهم وسبي ذريتهم ونساءهم والاستيلاء على أموالهم في السنة الخامسة للهجرة


• 627 ميلادية، سقوط خيبر بيد المسلمين وقضائهم على الوجود السياسي لليهود في الحجاز.


1099 ميلادية، دخول الصليبيين مدينة اورشليم (القدس)، وسيطرتهم على اسرائيل (فلسطين).


1187 ميلادية، استرداد صلاح الدين الأيوبي لفلسطين بعد انتصاره في معركة حطيّن وجعلها تحت حكم المماليك.


• 1516 ميلادية، احتلال فلسطين(اسرائيل) من قبل الأتراك العثمانيين.


• 1769 ـ 1821 ميلادية، استغلال اليهود للحملة الفرنسية على الشرق في تأسيس الوطن القومي لهم في فلسطين وبإعادة بناء مجد إسرائل الضائع فيها. 

وتركيزهم على مساعدة البريطانيين بعد فشل الفرنسيين في تحقيق ذلك الحلم.


• 1882 ميلادية، وصول نفر قليل من المهاجرين اليهود الى فلسطين بغية الاستقرار في أرض الأجداد وانشاءهم المستعمرات الزراعية والتي سميّت بالهجرة الاولى في منطقة يافا.


• 1895 ميلادية، دعوة هرتزل(الأب الروحي للصهيونية العالمية) والصحفي اليهودي النمساوي، الى تجميع اليهود في مكان ما في العالم. 


• 1897 ميلادية، نشوء الحركة اليهودية الجديدة المسماة (الصهيونية) في مؤتمر بال في سويسرا، لغرض بناء دولة اسرائيل في فلسطين وانشاء الصندوق القومي اليهودي لمساعدة المشاريع والمجمّعات الزراعية الاسرائيلية في فلسطين والتي سُميّت(ريشون).

 


• 1905 ميلادية، حدوث الهجرة الثانية لفلسطين نتيجة للثورة الروسية وأنشاء عدة مستعمرات في مناطق الخليل والسامرة.


• 1917 ميلادية، وعد بلفور وتعييّن المندوب السامي اليهودي (هربرت صموئيل) من أجل تنفيذ المخطط الصهيوني.
1919 ميلادية، احتلال الانجليز لفلسطين بقيادة الجنرال اللمبي وبقاءها تحت الانتداب البريطاني ثلاثين عاما.

 

• 1947 ميلادية، صدور قرار تقسيم فلسطين واعلان قيام دولة اسرائيل في 15/5، وذلك بعد إنسحاب بريطانيا مباشرة تاركة الأرض بيد اليهود وتسليمهم القرار والحرية في إتخاذ زمام الأمور في إنشاء الوطن اليهودي في ما يُسمى بأرض الميعاد بعد إنقضاء حوالي عشرين قرنا على خراب أورشليم.


• 1967 ميلادية، احتلال اسرائيل لمدينة القدس (اورشليم) في ما يسمى بيونيو(حزيران) الأسود في حرب الأيام الستة.


• 1973 ميلادية، عبور القوات المصرية قناة السويس وإقتحام خط بارليف الحصين، واعلان وقف اطلاق النار بعد فترة قصيرة من بدء الحرب. 


• 1978 ميلادية، توقيع اسرائيل ومصر اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع خلق نوع من الألفة والتفاهم بين اليهود في اسرائيل والعرب.

 


• 2005 ميلادية، فرض اتفاق خارطة الطريق من قبل الولايات المتحدة على الطرفين ورفضها من قبل معظم الدول العربية والاسلامية.


مختصر تاريخ المسيحية
كان وضع الرسل والمسيحيين الأوائل قلقا جدا بعد أن صُلب يسوع معلمهم، حيث كانوا في حالة الهلع مما سوف يُصيبهم بعد موته. وكانوا يجتمعون في العليّة والأبواب موصدة من خوف اليهود. ينتظرون الفرصة السانحة للرجوع الى بيوتهم والألتحاق بعوائلهم التي تركوها لأكثر من ثلاث سنوات منذ أن دعاهم يسوع الناصري للتلمذة والتبشير.

 


ولكن الخبر السار الذي انتشر بين الرسل حول قيامة المعلم جعلهم ينتظرون في اورشليم، وشجعهم على مواجهة السلطات الرومانية والقادة اليهود بدون خوف.
من الممكن القول أن تاريخ نشوء المسيحية الحقيقي كان في يوم العنصرة(الخمسين)، وهو اليوم الذي تعده الكنيسة المسيحية عالميّا، يوم ميلادها، إذ نزل فيه الروح القدس على الرسل والمسيحيين الأوائل لتثبيتهم وتقويّتهم روحيّا.

وهو اليوم نفسه بالنسبة الى الكنيسة الكاثوليكية التي تحتفل به في كل سنة طقسيّة، وتؤمن بأن الرسل قبلوا قوّة الروح القدس وانتشروا بعد ذلك في العالم كله كي يبشروا بالمسيح القائم من بين الأموات ويُعمّدوا الناس بأسم الآب والأبن والروح القدس، ويُؤسسوا الكنائس والجماعات المسيحيّة أينما وصلوا بشجاعة إيمانية وبدون خوف من اليهود ومن السلطات، بالرغم من كل المُضايقات والإضطهادات ضدهم كما جاء في يوم العنصرة في اورشليم أمام جمع من اليهود إذ صرّح بطرس قائلا:

((اسمعوا هذه الأقوال: إن يسوع الناصري ذلك الرجل الذي أيده الله لديكم بما جرى عن يده بينكم ... صلبتموه وقتلتموه الذي أقامه الله ناقضا أوجاع ... ونحن جميعا شهود لذلك ... فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة ... فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس لان الموعد هو لكم ولأولادكم ولكل الذين يدعوه الرب إلهنا ... فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة الآف نفس)) أعمال الرسل 2 . وهكذا ولدت الكنيسة المسيحية في يوم العنصرة ولا تزال الكنائس التقليدية وغير التقليدية تحتفل بهذا اليوم. 


فالتاريخ المسيحي يبدأ إذن بالأحداث التي يرويها العهد الجديد كما هو بيّن في أعمال الرسل والأناجيل والرسائل الرسولية وسفر الرؤيا، التي هي وثائق تاريخية لايُمكننا تجاهلها لمعرفة بدايات المسيحية وتطوّرها في القرن الأول الميلادي إضافة الى التقاليد الكنسيّة التي وصلت الينا عن طريق الآباء مثل أوسابيوس القيصري وغيره من الآباء. 


ففي سنة(70) ميلادية يُدّمر الرومان مدينة اورشليم ويشعر المسيحيون بثقة ويقين، من أنهم أبناء العهد الجديد، عليهم أن يُبشروا للوثنيين واليهود من دون تفرقة [؟]  وعليهم أن يقطعوا أواصرهم بالمجامع اليهودية وبيوم السبت اليهودي ويؤسسوا لأنفسهم مجامع خاصة بهم، وأن يختاروا يوما خاصا للعبادة وهو يوم الأحد أو يوم الرب بدلا من السبت اليهودي. وفي نهاية القرن الأول الميلادي كانت المسيحية قد قرّرت الإنتشار غربا، وكان عدد المُعمّدين قد وصل في تلك الفترة بين 300 الف الى 500 الف، في العالم المعروف آنذاك. 


يرى المسيحيون أن الوقت قد حان لتأسيس قيادة كنسيّة بسبب انتشار الرقعة الجغرافية، وكانت الكنائس تدار من مدن مثل أنطاكيا وأفسس والإسكندرية. وأصبحت روما، المركز المسيحي الأهم بسبب كونها عاصمة الامبراطورية الرومانية والمدينة التي استشهد فيها بطرس أول الرسل.

 

وأختارت الكنيسة في روما المطران كليمنت رئيسا ثالثا وخلفا لبطرس (البابا الأول)، وأعطت الكنائس في المدن الأخرى ولاءها له، وذلك لإيمانها بوحدة الكنيسة التي أسسها المسيح. وفي تلك الأثناء كانت الامبراطورية الرومانية يحكمها الامبراطور دوميتيان( 81 ـ 96 ) حيث كان يُحاول إجبار المسيحيين بترك المسيحية والسجود للآلهة الوثنية، وقتل الآلاف منهم بسبب ذلك. وبعد حكم دوميتيان تعلن الامبراطورية عن سياسة رسمية بتعذيب وقتل المسيحيين أينما وجدوا في الامبراطورية والاستيلاء على ممتلكاتهم.

 

 وتستمر هذه السياسة في عهود الامبراطور تراجان (98ـ 117 ) وعهد ماركوس أورليوس ( 161 ـ 180) وديسيوس (249 ـ 251) وديوكليتيان (284 ـ 305). ويُقدّر عدد الذين قتلوا في سبيل إيمانهم المسيحي في تلك العهود بعشرات الآلاف.

 


نبذة عن تاريخ المسيحية:
• 1 ـ 7 ميلادية، ميلاد يسوع المسيح الناصري في بيت لحم. 


• 30 ـ 37 ميلادية، هو يوم العنصرة أو يوم الخمسين من قيامة يسوع من بين الأموات في مدينة أورشليم، حيث يجتمع بطرس مع أعضاء الكنيسة الأولى الذين كانوا يتكلمون الآرامية (اللغة السامية الأكثر إستعمالا في الشرق الأوسط آنذاك)، وهي لاتزال تستعمل من قبل المسيحيين في العراق وسوريا وايران وتركيا ولبنان. وكانوا يتميّزون عن اليهود بالعماد وبمواظبتهم على سماع تعاليم الرسل وكسر الخبز في جماعات أخوية(أعمال الرسل 2/41 ـ 47 و4/32 ـ 35). 


54ـ 63 ميلادية، وقوع أشد الأضطهادات ضد المسيحية بقيادة الملك الروماني نيرون والقضاء على حياة الرسولين بطرس وبولس في هذه الفترة الزمنية، كما يقول التقليد.


70 ميلادية، ثورة اليهود على الرومان لغرض إقامة دولة مُستقلة تعبد الله بحسب الشريعة الموسوية والتي يؤدي فشلها الى اشتعال حرب ضروس والى خراب أورشليم والهيكل والى هجرة الجماعة المسيحية الاولى الى شرق الأردن والقضاء نهائيا على علاقة المسيحية بالديانة اليهودية.


• 98 ـ 117 ميلادية، إصدار قرار من حاكم بلينس الأصغر في آسيا الصغرى على مطاردة المسيحيين ليس كونهم أشرارا أو غير صالحين بل لمُجرّد كونهم مسيحيين.


• 161 ـ 180 ميلادية، شن حملة اضطهادات ضد المسيحيين في بلاد الغال(فرنسا) ولاسيّما في مدينة ليون حينما قتل الرومان إثر مظاهرة شعبية خمسين مسيحيّا والذين تمّ إعدامهم ومن بينهم الأسقف بوتينس الشيخ ابن التسعين سنة. 


• 193ـ 211 ميلادية، منع اليهود والمسيحيين من التبشير بدياناتهم ومنع العماد وقتل الاكليروس في هذه الفترة التي عُرفت بعهد سبتيمس ساويرس.


216 ـ 277 ميلادية، ظهور الديانة المانوية التي كانت تعتقد بثنائية مطلقة بين الخير والشر وبين النور والظلمة والتي كانت نوعا من التأليف بين التعاليم الفارسية الزرادشتية والتعاليم المسيحية. وقد أسست من قبل ماني الذي كان ينحدر من بلاد ما بين النهرين(بابل)، ومن تعاليمها أن يسوع هو الذي يهدي الطريق وماني هو رسوله، والبارقليط ـ المُعزي(الروح القدس) الذي بشر بمجيئه المسيح. 


240 ـ 272 ميلادية، نفي الملك شهبور الأول للمسيحيين وأساقفتهم داخل الامبراطورية الفارسية وقتل قادتهم الكبار وذلك لأضعاف الكنيسة وشلّ حركتها ورسالتها.


• 251 ـ 356 ميلادية، ظهور الناسك أنطونيوس أبو النساك والحبساء الذين عاشوا في براري مصر. وتبعه الراهب باخوميس الذي أسس الحياة الجماعية والذي أسس 9 أديرة للرجال في صعيد مصر الى يوم وفاته. وتبعته شقيقته مريم التي أسست الحياة الجماعية للراهبات في الفترة نفسها والتي أسست ديرين للراهبات الى يوم وفاتها. 


• 258 ميلادية، استشهاد عدد كبير من المسيحيين بسبب الإضطهاد العام الذي شُن عليهم من قبل(فاليريانيس) الذي كان يرى وجود المسيحيين خطرا على وحدة بلاده وامبراطوريته، فاتخذ الإجراءات القاسية ضد الأكليروس بإعدام عدد كبير منهم. 


• 261 ميلادية، إصدار الامبراطور غاليانس مرسوما تسامحيا بعدم الإعتراض للمسيحيين مما أدى الى ازدياد عددهم السريع في هذه الفترة التي دامت حوالي أربعين سنة. 


301 ميلادية، اعتناق الدولة الأرمنية للمسيحية في عهد الملك تيريدات واعتبار القديس غريغوريوس المُنوّر شفيعا لكنيستها، وترتيب الأبجدية الأرمنية بمساعدة القديس مسروب


• 303 ـ 304 ميلادية، رفض الجنود المسيحيين الاشتراك في شعائر العبادة الامبراطورية للآلهة الرومانية في عهد الامبراطور غاليريوس مما أدى الى أعنف الاضطهادات ضد المسيحيين وإتلاف كتبهم المقدسة وهدم كنائسهم وتجريدهم من كل الحقوق بالاضافة الى تعذيبهم وقتلهم. 


• 304 ـ 305 ميلادية، ظهور الاضطهادات القاسية ضد الطبقات المسيحية المؤمنة، وكذلك بروز الأخلاقيات المسيحية الرائعة ومحبتهم لبعضهم البعض وتعاونهم مع السلطات الحاكمة بالرغم من المُضايقات والإضطهادات، ووصول عددهم الى حوالي 50 % من عدد سكان الامبراطورية الرومانية.

 


312 ميلادية، إهتداء الامبراطور قسطنطين الى المسيحية بعد رؤيتة الصليب علامة للنصر. وإعلانه مرسوم ميلان في سنة 313، الذي أوقف فيه كل أنواع الاضطهادات ضد المسيحيين، وإعطائهم حقوقهم الدينية في العبادة والتبشير والحرية في كل ربوع الامبراطورية الرومانية. والبدء بحملاته العسكرية بعد ذلك تحت راية الصليب. وإعلان نفسه حامياً للأيمان المسيحي في كل مكان في العالم.


325 ميلادية، عقد المجامع الكنسيّة بتأيد من الامبراطور ورعايته وذلك لتثبيت الايمان ضد الهرطقات وضد الخارجين عن الايمان الارثوذكسي. ومنها مجمع نيقية سنة(325) ميلادية، الذي أدى الى توثيق الروابط التي أقامها مرسوم ميلانو(313) بين الامبراطورية الرومانية والكنيسة.


• 325 ميلادية، تنظيم الحياة الدينية والاجتماعية المسيحية بجعل يوم الأحد يوم عطلة وتحريم الزنى رسميا مع وضع العقبات أمام الطلاق للحفاظ على قدسية العائلة والأطفال.

 

• 330 ميلادية، إحتفال الشرق بعيد الظهور في 6 كانون الثاني الذي كان عيد ميلاد الاله المصري(رع) والذي أصبح عيد ظهور الله على الأرض(عيد الميلاد والعماد). وأما في الغرب فقد حلّ عيد الميلاد محل عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر والذي كان في 25 كانون الأول. 

340 ميلادية، انتشار المسيحية بين الأحباش وقبول ملكها العماد بتأثير من (فرومطيوس) الذي أصبح أول اسقف لتلك البلاد


• 380 ميلادية، تحريم الوثنية وكل ممارساتها وملاحقة أهل البدع وتدمير المعابد الوثنية وإعلان الكاثوليكية الديانة الرسمية في الامبراطورية الرومانية. 


• 381 ميلادية، قيام الكنيسة بعقد مجامع مسكونية مثل مجمع القسطنطينية حول(الثالوث الأقدس والتجسّد)، الذي كان هدفه محاربة تعليم آريوس، الكاهن الاسكندري المصري، الذي أنكر أزلية الإقنوم الثاني من الثالوث الاقدس.


• 410 ميلادية، شن الفرس أشرس حملة من الأضطهادات ضد المسيحيين الذين كانوا يظهرون نشاطا تبشيريا قويّا في الشرق المحكوم من قبل الفرس. 


• 431 ميلادية، تحريم النسطورية وإعتبارها فكرا هرطوقيا في مجمع أفسس الذي كان يُنادي بإنفصال الطبيعة الألهية عن الطبيعة البشرية أثناء الصلب.


• 449 ميلادية، إنفصال الكنيسة المصرية والحبشية بسبب تحريم الفكرة التي أعلنها البطريرك ديسقوروس من أن للمسيح طبيعتين ممتزجتين في طبيعة واحدة، فيما تدعى بالمونوفيزية(ذي الطبيعة الواحدة).


• 476 ميلادية، خلع البرابرة للأمبراطور الروماني الذي كان آخر إمبراطور قبل سقوط الامبراطورية الرومانية وتفتيت الغرب الروماني وانقسامه الى ممالك بربرية صغيرة.


• 496 ميلادية، دخول ملك كلوفيس(ملك الأفرنجة ـ فرنسا) الديانة المسيحية ومساعدته على نشر المسيحية في عموم البلاد الأفرنجية.


• 590 ميلادية، إهتمام البابا غريوريوس الكبير (
Gregory the Great) بتبشير العشائر الالمانية، وإرساله الرهبان البندكتيين بتأسيس الأديرة الرهبانية بقيادة القديس بونافيس. 


• 600 ميلادية، إهتداء الشعوب الموجودة على أرض انجلترا وايرلندا والمانيا والمناطق الأخرى من اوروبا الى المسيحية.


638 ميلادية، دخول المسلمين أورشليم وبعدها الى دمشق والاسكندرية في 642 وبلاد فارس في سنة 651 ميلادية، وآسيا الصغرى وشمال أفريقيا 658 ميلادية وبلاد اسبانيا في القرن السابع الميلادي (732 ميلادية).

 

732 ميلادية، نجاح الملك الفرنسي (شارل مارتيل) بصدّ المسلمين من دخول فرنسا سنة 732 ميلادية من أمام أسوار بواتييه. وصدهم في الطرف الآخر من اوروبا في الشرق وذلك في معركة ليبانت البحرية سنة 718 ميلادية.


• 800 ميلادية، توحيد ملك الأفرنجة (شارلمان) معظم دول اوروبا وإعلان نفسه امبراطورا على الامبراطورية الرومانية ومساهمته في تجديد الايمان المسيحي وصدّه هجوم العرب في شمال اسبانيا.


• 963 ميلادية، تأسيس الراهب أثناسيوس أول دير في جبل آثوس في شمال اليونان. وجعل الجبل فيما بعد جمهورية للرهبان التي أصبحت فيما بعد فخر الروحانية الأرثوذكسية.


1059 ميلادية، وضع القواعد الشرعية لإنتخاب البابا وذلك بإختيار الكرادلة وحدهم. والإكتفاء بالمصادقة في الهتاف للمُنتخب الجديد (البابا) من قبل الشعب والأكليروس.


• 1076 ميلادية، زوال الوجود المسيحي تماما في مطلع القرن الثاني عشر في شمال أفريقيا وإنتقال مركز الثقل المسيحي من جنوب البحر الأبيض المتوسط الى شماله.


• 1096ـ 1270 ميلادية، بدء الحملات الصليبية على الشرق لأنقاذ الأراض المقدسة. وإتخاذ القرار الأول في مجمع كليرمون بطلب من البابا أربانس الثاني ونزولا عند طلب امبراطور بيزنطية(ألكسي الأول)، الذي كان الأتراك السلاجقة يُهددون مملكته.


1171 ـ 1221 ميلادية، 1226 ـ 1182 ميلادية، مساهمة الكنيسة في بناء المدارس والأديرة والجامعات الكبيرة وتأسيس الرهبانيات العالمية مثل الرهبنة الدومنيكية 1171 ميلادية والرهبنة الفرنسيسكانية 1226 التي أسسها فرنسيس الأسيزي. 


• 1294 ميلادية، وصول أول راهب كاثوليكي فرنسيسكاني الى الصين أسمه يوحنا واستقراره في بكين، وتعينه أول رئيس أساقفة بكين. 


• 1215 ميلادية، فرض الإعتراف بالخطايا مرةً واحدة في السنة على أقل تقدير وذلك في زمن الفصح وأعياد القيامة في المجمع اللاتراني الرابع في 1215. 


• 1445 ميلادية، اطلاق تسمية الكلدان لأول مرة على المسيحيين المشرقيين من قبل البابا أوجين الرابع عند انضمام كنيسة قبرص النسطورية الى الكثلكة وذلك لتميزهم عن النساطرة.


1453 ميلادية، استيلاء الأتراك على مدينة (القسطنطينية) عنوة في 29 أيار ودخول السلطان التركي العثماني محمد الفاتح في كنيسة القديسة آيا صوفيا راكبا على حصانه.


1492 ميلادية، عودة اسبانيا الى العالم المسيحي بعد سقوط آخر مدينة اسلامية في الأندلس وهي غرناطة. وفقدان أوروبا المسيحية للقسطنطينية في نفس الفترة الزمنية. 


(1517) ميلادية، ظهور تباشير الصراعات الكنسيّة الكبيرة في الفترات اللاحقة، ونشوء حوادث مهمّة في تاريخ المسيحية الغربية، كان لها دورها في تلك الصراعات في الكنيسة الرومانية مع حدوث نهضة فلسفية ولاهوتية في العقيدة المسيحية. ومن تلك الصراعات، الحركة التي قادها الراهب الألماني (مارتن لوثر) حيث نادى بالاصلاح في الكنيسة الكاثوليكية، وبالإنشقاق عنها وبتأسيس ما يُسمى بالحركة البروتستانتية.

وتبعه أشخاص آخرون مثل جان كلفن (سويسرا) وجان كنوكس (اسكتلندا) والملك هنري الثامن في (انجلترا). وإصطدام الكنيسة بهذه الإنشقاقات ومحاولتها تصليح الأمور وعقد مجمع ترانت ( 1554 ـ 1563) الذي كان في حقيقة الأمر حملة تثقيفية وتجديديّة في الايمان الكاثوليكي ومن إحدى نتائجه نشوء الرهبنة اليسوعية من قبل القديس أغناطيوس دي ليولا(1540) والتي ساهمت في إنشأء الجامعات الكاثوليكية العلميّة في العالم أجمع.


1542 ميلادية، نشوء محاكم التفتيش في اوروبا ضد الهراطقة والملحدين الخارجين عن الكنيسة. وكانت المحاكم تتألف من ستة كرادلة واثني عشر عضوا، يُرسلون المفتشين الى الجهات المختلفة من اوروبا لمكافحة الخارجين عن الكاثوليكية. 


• 1551 ميلادية، ترشيح الراهب يوحنا سولاقا الذي كان رئيسا لدير الربان هرمزد للرئاسة البطريركية لكنيسة المشرق والذي سافر الى روما برفقة وفد من الأعيان، ورسمه بطريركا للكنيسة الكلدانية في الموصل في 20 نيسان 1553 بإسم (يوحنا سولاقا). وتقليده درع الرئاسة المعروف بالباليوم من قبل البابا يوليوس الثالث.
• 1509ـ 1564 ميلادية، بروز حركات الاصلاح الديني في معظم بلدان اوروبا وانتشارها في عموم اوروبا بقيادة (يوحنا كالفن) ووصول الحركة الى انجلترا ونشوء ما يُسمى بالكنيسة الانكليكانية. 


• 1597 ميلادية، إعدام مسيحيين في ناغازاكي اليابان مما يدل على وجود مسيحية ناشئة في اليابان. وقتل خمسة وثلاثون ألف مسيحي في (شيمبارا) في سنة 1635 ميلادية وغلق أبواب هذا البلد بعد تلك الفترة أمام المُبشرين المسيحيين حتى القرن التاسع عشر. 


• 1542ـ 1591 ميلادية، قيام حركات روحيّة تجديديّة من داخل جدران الكنيسة بقيادة الراهبة القديسة (تريزا الأفيلية) وتأثيرها إيجابيا على الروحانيات النسكية للرهبنة الكرمليّة واللآهوت العقائدي في الكنيسة الكاثوليكية. 


• 1615 ميلادية، ترجمة الكتاب المقدس والنصوص الطقسيّة الى اللغة الصينية وانتشار المسيحية السريع في هذه الفترة والتي أوقفتها الاضطهادات القاسية من قبل الأباطرة الصينيين.


• 1776 ميلادية، انطلاق الكنيسة في حملة تبشيرية خارج الحدود الاوروبة في أفريقيا وأمريكا وآسيا وتأسيس مناطق وقرى مسيحية على أسس الأخلاقيات المسيحية. والانتشار السريع للكنيسة في الصين وكوريا واليابان، إضافة الى الصحوّة الدينية المسيحية في أمريكا وتأسيس الكنائس والأبرشيات المسيحية فيها والمنافسة بين البروتستانت والكاثوليك في تبشير السكان الأصليين في الأمريكتين. 


• 1784 ميلادية، إهتداء تاجر كوري للمسيحية عندما كان مارا ببكين، ونشره للإيمان المسيحي في بلده بعد رجوعه إليها وتنظيمه جماعة مسيحية اولى تبشر بالمسيحية في عموم كوريا بمساعدة المسيحيين الهاربين من الاضطهاد في الصين.


• 1804 ـ 1860 ميلادية، نشوء نهضة إيمانية أرثوذكسية في القرنين الأخيرين في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بظهور عدد من المفكرين الروحانيين ومن أبرزهم ألكسندر خوياكيف، ويوحنا سرجيوف(1829ـ 1908 )، اللذين ركزا على الصلاة وإحياء الطقوس الدينية.


• 1869 ـ 1870 ميلادية، عقد المجمع الفاتيكاني الأول والخروج بنوع من التوضيح العقائدي بخصوص علاقة العقل بالوحي ومحاولة الكنيسة بفتح المجال للدراسات الكتابية والخروج من اللغة التوماوية (توما الأكويني) القديمة في تفسير الايمان والعقيدة والبحوثات العقلية والايمانية وكيفية التآلف بينهما. 


• في القرن الثامن عشر تشهد الكنيسة تحديّا جديدا ألا وهو التوجه نحو العالم الجديد وتبشير الشعوب الهندية الأمريكية هناك.


• في نهاية القرن الثامن عشر تشهد الكنيسة اضطهادا من نوع جديد من قبل قادة الثورة في فرنسا الذين حاولوا تهميش دور الكنيسة وقتل وإبعاد الكهنة والرهبان فيها، والهجوم على روما وأسر البابا بيوس السادس وحجزه الى يوم مماته في السجن.


• 1902 ميلادية، تشريد الكهنة والرهبان في فرنسا بسبب حكم (إميل كومب) وهو طالب أكليريكي سابق، والذي بدأ بغلق جميع المؤسسات الدينية وتحريم الجمعيات الدينية والرهبانية.


• 1905 ميلادية، صدور قانون فصل الدولة عن الكنيسة فصلا نهائيا في جمهورية فرنسا، مع الإعتراف بحرية الضمير والإستيلاء على كل الممتلكات الكنسية وإلغاء جميع المعاهد الدينية. 


• 1917 ميلادية، وقوع الكنيسة الأرثوذكسية تحت نير الحكم الشيوعي في روسيا والدول الشرقية الاوروبية وإلغاء دور الكنيسة الارثوذكسية لمدة 70 سنة الى مجىء عهد غورباتشوف في نهاية القرن العشرين وتحرير الكنيسة من السجن الذي كان يُحيطها ويُجرّدها من كل قواها الروحية والرسولية.


• 1926 ميلادية، فصل البابا بيوس الحادي عشر بين الكنيسة والعمل الرسولي والمصالح السياسية وإرسال المندوبين الى مختلف البلدان كرجال للدين وليس كرجال للسياسة. 


• 1929 ميلادية، محاولة إصلاح الكنيسة علاقاتها مع الحكومات الاوروبية في القرن التاسع عشر وفشلها في ذلك ووصولها الى حالة من القطيعة مع الدولة الايطالية وتأسيس دولة الفاتيكان التي بدأت بإدارة الكنيسة الكاثوليكية في العالم الى يومنا هذا وجعل الكنيسة في الفاتيكان المركز الدبلوماسي الكاثوليكي العالمي، داعية الى السلام والعدل والمحبة بين شعوب العالم.


• 1948 ميلادية، تأسيس المجلس المسكوني للكنائس العالمي في مدينة أمستردام. والذي كان خطوة جبارة في العمل المسكوني وكان من قراراته: الإيمان والنظام والعمل والاعتراف بيسوع المسيح ربا وإلها ومخلصا. وكان تأييد(مجمع إنتشار الإيمان) الكاثوليكي بهذا العمل كونه خطوة رائعة وعمل إيماني مُثمر نحو الوحدة والتقارب بين الكنائس العالمية.


• 1962 ميلادية، حضور معظم المطارنة والأساقفة والكرادلة في العالم والبالغ عددهم 2800 مطرانا وكاردينالا، في تجمّع كاثوليكي مسيحي، للتكيّف مع العالم ومع أفكاره الجديدة وخلق الحوار المسكوني مع الكنائس والأديان والعودة الى ينابيع الكتاب المقدس والى الجذور المسيحية الأصيلة في ما يُسمى بالمجمع الفاتيكاني الثاني.


• 1967 ميلادية، احتفال في الطقوس الدينية باللغات المحلية كخطوة أولى في التطبيق العملي لقرارارت المجمع الفاتيكاني الثاني وخلق نوع من التآخي بين الكنائس الشقيقية والأديان العالمية والثقافات المختلفة بالحوار معهم والابتعاد عن روح الإتهام والتجريح والإعتذار عن الماضي والأخطاء المُرتكبة من قبل الكنيسة ورجالاتها عبر القرون الماضية.

ولقاء البابا مع الشخصيات الدينية التاريخية مثل بطريرك القسطنطينية وبابا الأقباط ورئيس أساقفة كانتربري وقادة الأديان الأخرى.

وشهدت الكنيسة كذلك في نهاية القرن العشرين تطوّرات عظيمة في العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم، مع تبوء الكرسي البابوي في الفاتيكان، عددا من البابوات الكبار المشهود لهم في دعوتهم الى تجديد الكنيسة من الداخل، وخلق روح التآخي والتقارب والحوار بين الشعوب والأديان ودعواتهم المتكرّرة الى نشر السلام والعدالة والأخلاق الحميدة بين الشعوب.

ليست هناك تعليقات: