الاثنين، 6 فبراير 2017

المحطة الهيغلية في تاريخ الفلسفة؛ محمد الحجيري.




المحطة الهيغلية في تاريخ الفلسفة


 يرى هيغل بأن "الفلسفة بدأت مجردة، وستنتهي متعيِّنة، حيث إن المتعيِّن يحتوي المجرَّد بداخله؛ فكل ما هو موجود كان مجردًا تجريدًا محضًا قبل أن يصير متعينًا ومتجليًا."
تعليق: بين هيغل وماركس.
هيغل فيلسوف جدلي، ويعطي الأولوية للفكر.
 وهو ينحو بالنتيجة نحو وحدة الوجود، وفي هذا الإطار فإن فكرة الإله عنده ليست ناجزة، هي تصير.. الإله هو المآل الأخير.
 وبإعطائه الأولويّة للفكر، فإن "كل ما هو عقلي واقعي" أي أنه بما أنه عقلي ومنطقي، فهو يمتلك القدرة على التحقّق في الواقع، كما يرى إمام عبد الفتاح إمام المتخصص في هيغل.
 هيغل أقرب إلى أفلاطون في إعطاء الأولوية للفكرة (المثال عند أفلاطون)، لكنه ـ على ما أظن ـ يختلف عنه باعتباره المتعيّن أكثر غنى من الفكرة.. تتجلى الفكرة في التاريخ من خلال تعينها وصيرورتها واقعاً.. بينما المتعيّن عند أفلاطون ينتمي إلى عالم الوهم (عالم المادة الحسي المتغيّر) وتقليد العالم المثالي الحقيقي.
 ماركس يأخذ منطق هيغل بحرفيته تقريباً، لكنه يعطي الأولوية للمتعيّن (للمادة) وهو بذلك أقرب إلى أرسطو الذي يخالف أستاذه أفلاطون حول القول بأسبقية المثال أو الفكرة.
 هيغل يطبق منطقه على التاريخ، بما فيه تاريخ الفلسفة: الإيليون أولاً (بارمنيد: الوجود والامتلاء)، ثم العدم عند الفيثاغوريين (كما يرى) والبوذية.. وهيراقليطس (فيلسوف الجدل) كتوليفة بين فلسفة الوجود وفلسفة العدم ما يؤدي إلى فلسفة الصيرورة..
هل كان هيغل متعسفاً أحياناً في تطبيق منهجه؟
 لا أدري.. لكن مؤرخي الفلسفة يرَوْن بغالبيتهم بأن الفلسفة بعد هيغل لا يمكن إلا أن تنطلق منه بشكل أو بآخر... بينما كان هيغل يرى بأن فلسفته هي "الفلسفة" أي نهاية الفلسفة أو ختامها.
(محمد الحجيري؛ 6 شباط 2015)

ليست هناك تعليقات: