الخميس، 23 فبراير 2017

العقل خادماً؛ محمد الحجيري.



العقل خادماً


منذ أن توصل كانط في كتابه "نقد العقل المحض" إلى القول بأن العقل ليس الأداة الصالحة للبحث في الميتافيزيقا.. لم ياتِ أحد، حسب ما أعلم، لينقض هذا القول.
 العقل يستطيع أن يأتي ببراهين عقلية لإثبات موضوعات الميتافيزيقا، وأقصد بالتحديد مسألة الإيمان، بقدر ما يستطيع أن يأتي ببراهين تنفي هذه الموضوعات.
 الإيمان بهذه الموضوعات موجود. لكنه إيمان. قد يكون مفيداً. وقد يؤمن لصاحبه نوعاً من الراحة النفسية.. قد يكون صحيحاً، وقد يكون خاطئاً.. وفي كل الأحوال، لا يمكن الوصول إلى صحة هذا الاعتقاد بالعقل.
لكن المؤمن بهذه العقيدة يستخدم العقل للدفاع عنها.
يُستَخدَم العقلُ للدفاع عن قضايا ليس متأكداً منها.
 لماذا لا يكتفي المؤمن بعقيدة ما بالقول بأنه يؤمن بها فقط. لماذا يحاول الإثبات بأن ما يعتقده يقارب أو يفوق المعرفة العلمية؟ بل يحاول أن يثبت بأن قناعته حقيقة كونيّة. وهو في كل ذلك يسخر العقل زوراً لإثبات ما لم يتوصل إليه. (أي ما لم يتوصل إليه العقل).
لماذا نقبل أن نستخدم أرقى ما نملك ليكون شاهد زور؟
وهو شاهد زور في أكثر من ساحة.
 بدلاً من أن نستعين به ونستشيره حيث يمكن له أن يُستشار، نستخدمه كمرتزق لتبرير مواقفنا المسبَقة.. في الدين وفي السياسة وفي كل القضايا التي لا علاقة له بالتوصل إليها.

محمد الحجيري 
23 شباط 2016

ليست هناك تعليقات: