السبت، 16 يونيو 2018

نيتشه، إما أو: إما الإنسان الأعلى أو الإنسان الأخير؛ ليون شتراوس + تعليقات



بين نيتشه وماركس:
بالنسبة لنيتشه هناك شيء واحد فقط لاشك فيه يتعلق بالمستقبل: لقد انتهى الإنسان كما عرف حتى اليوم وما سوف يأتي سوف يكون إما الإنسان الأعلى أو الإنسان الأخير. والإنسان الأخير هو الأحط والأوضع. هو إنسان القطيع بلا مثل عليا ولا طموحات، لكنه جيد التغدية حسن المسكن والملبس، مطبب جيدا من طرف أطباء عاديين كما من طرف أطبـاء نفسانيين. وهذا الإنسان هو إنسان ماركس المستقبلي منظورا إليه من وجهة نظر لا ماركسية.
(ليو شتراوس)
*****
تعليقات:
زياد علّو
نص رائع بس ماذا عن الانسان الاعلى

محمد الحجيري
 نيتشه تعرض لقراءات متباينة جداً. ونصوصه تسمح بذلك.
بحسب قراءة شتراوس، يبدو نيتشه متردداً في موضوع الحتمية في التاريخ. على الأقل هو متردد بين: إما .. أو..
إما الإنسان الأعلى أو الإنسان الأخير.
وصفات الإنسان الأعلى تم فهمها بأكثر من صيغة: منهم من فهمها بالمعنى البيولوجي وغالباً ما تم فهمها بالمعنى الأخلاقي: القوة هي الفضيلة. ولا مكان للمساواة والتسامح ووو. فهو يدين بشكل كامل الأخلاق المسيحية التي تدعو إلى ذلك ويعتبرها أخلاق القطيع.
في الواقع إن عرض أفكار نيتشه كيفما كانت، ربما كان فيه "خيانةٌ" ما لنيتشه نفسه. فهي إما أن تلعب دور الترويج أو التنفير. وأظن أن نيتشه بحاجة إلى تعامل مباشر مع نصوصه بعيداً عن التسرع، بل ربما يكون الجميع بحاجة إلى قراءة نقدية بعيداً عن الانبهار أو الإدانة. لكن في كل الأحوال لا يمكن تجاهل التأثير الذي تركه نيتشه في الفكر من بعده.

الدكتور جمال نعيم:
الانسان الأعلى أو بالأحرى ما فوق الانسان هو من بشّر به نيتشه، هو من يحمل القيم الجديدة. وهو يختلف تمامًا عن الانسان الأخير، انسان العدمية التي استعجلها نيتشه. لذا، علينا التمييز بين 
Le surhomme
و 
L'homme superieur
كما علينا التمييز بين القوة force
والقدرة أو الاقتدار أو حتى السلطان puissance

محمد الحجيري:
 يقول طارق عثمان عن الإنسان الأخير بـ"إن دلالة الأخير هنا، تتمثل في كونه الإنسان الذي يتموقع بالضبط ما بين موت “الإله” وبين ظهور الإنسان الأعلى (أو ما بعد الإنسان إن شئنا الدقة، أو "الفوِنسان")، إنه آخر سلالة العدميين الذين أتوا بعد إعلان موت “الإله”، إنه يمثل خاتمة العدمية الحديثة، إنه يقف على عتبة المستقبل الذي يمكن أن يأتي بما بعد الإنسان."

ـ لكن هل تقترح يا دكتور جمال استخدام مصطلح "إرادة الاقتدار" بدلاً من إرادة القوة عند نيتشه؟

د. جمال نعيم:
ارادة القوة بالتأكيد غير دقيقة. ارادة الاقتدار استعملت هذا المصطلح الدكتورة سعاد حرب وهي التي تعرف أنّه يجب التمييز بين ارادة القوة التي ستفهم بالتأكيد بالمعنى المادي فيكون الأقوى جسديّا وماديّا هو المقصود وهذا ما يهزأ به نيتشه، فقد كان أصلًا ضعيف البنية الجسدية. ارادة السلطان استعملها في وقت من الأوقات الدكتور موسى وهبه على أساس أنّ المقصود هو السلطان ومزيد من السلطان. الآن يبدو أنّ الأغلبية تتجه الى اعتماد مصطلح ارادة القدرة. وقد ميّز الفرنسيون بين الكلمتين، فقد كان دولوز يستهزىء بمن يعتبر أنّ المقصود من ارادة القدرة هو ارادة القوة. ما قلته عن الانسان الأخير دقيق جدًّا.




ليست هناك تعليقات: