الأحد، 3 يونيو 2018

تجسّد العقل في التاريخ عند هيغل؛ نقاش.



نقاش حول تجسد العقل في التاريخ عند هيغل.

منشور على الفيسبوك وتعليقات:

 

المنشور: "كل وجود غير مطابق للعقل والواجب هو وجود مؤقت وطارئ.
وكل أمرٍ عقليّ ينبغي أن يتجسّد في الواقع إن عاجلاً أم آجلاً."
(شرح على هيغل)


طلال جابر:
أو لا يتجسّد. ليس بالضرورة.
 
 بالنسبة لهيغل سوف يتحقق.
لكن أظن أن هيغل يميز بين أمرين: الطبيعة والتاريخ.
فما يحكم الطبيعة هو قوانينها الثابتة، أو ما يسميه هيغل بـ "العقل المتحجر" (وهي تسمية استعارها من شلنج).
أما ما يحكم التاريخ فهو العقل والحرية، والتاريخ هو هذه السيرورة نحو المزيد من العقل والمزيد من الحرية.
أحياناً نرى فتراتٍ في التاريخ، يتراجع فيها العقل وتتراجع الحرية.. ربما هيغل سيقول بأن المحصلة النهائية لتاريخ البشرية هي المزيد من الحرية والعقلنة، وإن كان التاريخ خلال سيرورته سيواجه بعض المطبات المرحلية.
ربما كان هيغل محقاً في النهاية، لكن يبدو لي أن البشرية محكوم عليها أن تدفع مقابل كل نقلة بسيطة نحو العقلنة والحرية المزيد من المآسي والمعاناة.

 طلال جابر:
هذه الحتمية تبين انها فاشلة وغير صحيحة وما يحدث في هذا الكوكب يؤكد ذلك .الماضي والحاضر والمستقبل الذي قد يكون اسوا منهما .والا لكان صاحب كتاب نهاية التاريخ على حق .
 

الحتمية.. ربما كانت صحيحة: بمعنى أن ما حدث ما كان إلا ليحدث، هناك معطيات سابقة جعلته حتمياً.. وإن كان من الصعب البرهنة على ذلك.
لكن هل يمكن توقع ما سيحدث، أظن لا. وهذا ما ذهب إليه كارل بوبر.
هل المستقبل أفضل من الماضي؟ لا أدري.
هيغل يرى أننا نتقدم نحو الأفضل ونحو المزيد من الحرية
من الصعب على من يعيش هذه الأيام أن يصدق هذا الكلام..

 القول بـ "نهاية التاريخ" لا أظنه يلزم هيغل في شيء. ما هو إلا توظيف أيديولوجي كاريكاتوري للجدل الهيغلي.
أنا أظن أن فكرة الجدل هي فكرة غنية وصحيحة. لكن لا أجدني مقتنعاً بفكرة النهايات. ليس ثمة نهايات. ليس هناك إلا السيرورة التي لن تنتهي بحالة نهائية تحل فيها التناقضات. لن تتوقف هذه التناقضات عن تحفيز المسار التاريخي إلا بكارثة تنهي كل حياة.
وفكرة النهايات لم أستطع استيعابها والاقتناع بها منذ أرسطو (السبب الأول، واستحالة سلسلة الأسباب إلى ما لا نهاية، وصولاً إلى هيغل..)


الدكتور جمال نعيم:
كل ما هو عقلي هو واقعي. وكل ما هو واقعي هو عقلي.
بصياغة أخرى:
كل ما هو عقلي سيكون واقعًا، سيتحقق ولو بعد حين. وكل ما هو واقعي فعلًا ، كل ما يتمتع بوجودٍ أصيل، لا عابر ولا موقّت، هو عقلي.
بصياغة أخرى:
كل ما هو عقلاني، كل ما هو ينسجم مع العقل في فترة معيّنة، سيجد طريقه الى الواقع ويتحقق مهما كانت الصعوبات. وكل ما هو واقعي، كل ما هو متحقق فعلًا، ولا يكون عابرًا ولا موقَّتًا، هو عقلاني، أي سيجد صيغته العقلانية.
هذه تعبيرات مختلفة عن مقولة هيغل الشهيرة: كل ما هو عقلي هو واقعي، وكل ما هو واقعي هو عقلي.
إعطاء أمثلة؛
النظام الجمهوري، قبل الثورة الفرنسيّة، كان نظامًا عقلانيًّا ومنسجمًا مع العقل، لكنّه لم يكن متحقِّقًا بعد. لذا، كان على الأحداث أن تجري لكي يتحقق ويتجسّد. فكانت الثورة الفرنسية، وتدريجيًّا انتشر هذا النظام في كل أوروبا.
اذًا، النظام الجمهوري هو النظام الذي ينسجم ويتوافق مع العقل. لذا، وجوده راسخ وليس عابرًا. فعندما يتغيّر الرئيس لا يتغيّر النظام معه. النّظام الملكي الآن لا يتمتّع بأسس عقلانية. لذا، فإنّ وجوده الآن هو وجود موقّت وزائل
لكن الآن ألا نرى أنّنا بحاجة الى فهمٍ جديدٍ لكي نفهم ما هو عقلاني وما هو راسخ في الواقع وما هو عابر وزائل. ونحن نعتبر أنّ هناك تغيّرات وتحولات كبيرة تحدث.







 

ليست هناك تعليقات: