الاثنين، 17 يوليو 2017

أصل الكون بين أرسطو والنصّ القرآني: هل هناك خلقٌ من عدم؟ (م.ح)



أصل الكون بين أرسطو والنص القرآني:
 هل هناك خلقٌ من عدم؟

من المعروف أن السبب الأول عند أرسطو، لم يخلق الكون.
 فالمادّة قديمة غير مخلوقة.
أما في الإسلام (وربما لدى غالبية الديانات)، فإن الإله خالقٌ للكون من عدم.
على الأقل هذا ما أظن أنه الشائع لدى غالبية الناس.
لكن خلال تتبعي لاستخدام كلمة الخلق في النصّ القرآني، تفاجأت أنني لم أجد ما يؤكّد هذه الفكرة.
 ولا أدّعي أني قد أحطت إحاطةً شاملة بالموضوع، لذلك آمل من أصحاب الرأي العارفين، المشاركة بالإضاءة على الموضوع لنستفيد من رأيهم ومعرفتهم.
بعض الآيات يتحدّث عن الخلق بشكلٍ محايد، أقصد أنها لا تتحدث عن الخلق من العدم، كما أنها لا تتحدث عن ذلك كانتقالٍ من شكلٍ من أشكال الوجود إلى شكلٍ جديد.
ومن الأمثلة عن هذه الآيات:
(والذي خلق الأزواج كُلها... ) (سورة الزخرف: 12).
(خلق السماوات والأرض بالحق) (سورة الأنعام: 73).
(سبح اسم ربك الأعلى، الذي خلق فسوّى) (سورة الأعلى: 2).
 وفي هذه الآيات لا توجد إشارة إذا كان الخلق قد تمّ من مادّة سابقة أم أن الخلق قد تمّ من عدم..
أما القسم الآخر من الآيات، فإنه يتحدّث عن الخلق، ليس كإيجاد من العدم، بل كانتقال من شكلٍ من أشكال الوجود إلى شكلٍ جديد. (لست متأكداً إذا كان الشكل الجديد هو شكل مسبوقٌ أم جديد وغير مسبوق).
من هذه الآيات:
(... كان علقة فخلق فسوى) (سورة القيامة: 38).
(أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا) (سورة الكهف:37).
 (وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من حمأ مسنون، فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) (سورة الحجر: 28-29).
(الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثم سوّاه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون) (سورة السجدة: 7-9).
(إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) (سورة ص: 72).
(ثم كان علقة فخلق فسوّى، فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى) (سورة القيامة: 39).
(قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سوّاك رجلاً) (سورة الكهف: 37).
(خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين) (سورة النحل: 4).
(خلق كل دابة من ماء) (سورة النور: 45).
(وهو الذي خلق من الماء بشراً) (سورة الفرقان: 54).
(خلق الإنسان من نطفة... ) (سورة النحل: 4).
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً... ) (سورة الروم: 211).
وكل هذه الآيات تدلّ على أن الخلق قد تمّ انطلاقاً من مادّة سابقة كانت موجودة قبلاً: التراب صار نطفةً. الصلصال صار بشراً. الطين صار إنساناً. العلقةُ صارت ذكراً وأنثى. الماء صار دابّةً...
ـ ويرى غالب حسن الشابندر بأن "كل الآيات التي تتحدث عن خلق السماوات والأرض إنما تشير إلى ابتداعها حيث لم تكن موجودة... وهنا ملاحظة دقيقة..
 إن هذا لا يعني أن السماوات والأرض مخلوقة من عدم، بل هي مسبوقة بعدم، وفارق كبير بين المعنيين."

(م.ح)
16 أيار 2015 

ملاحظة: لقد وردت الآية التالية: 
"أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا."[مريم: 67].   في تعليق أحد الأصدقاء. 
وبالتالي يجب أخذ مثل هذه الآية في الاعتبار قبل الاستنتاج.


ليست هناك تعليقات: