السبت، 29 يوليو 2017

"العود الأبدي" عند نيتشه كما يراه لوك فيري، مع تعليقات..




"العود الأبدي" عند نيتشه
كما يراه لوك فيري:


إن “العَوْد الأبدي” هو الفكرة القائلة بأن الرغبة في أن نحيا من جديد، وبلا نهاية، ما عشناه من قبل، هي المقياس الأقصى للحكم بشأن لحظات حياتنا التي تستحق العناء من أجل أن تعاش. إن في هذه اللحظات بعدًا من أبعاد الأبدية ينقذها ويجعلها “أقوى من الموت”.
إن الأصل في المبدأ الجديد للحياة الطيبة يستقي قوته من خاصية اللذة، التي يلخصها (نيتشه) في العبارة الجميلة التالية:
كل لذة تطلب الأبدية“.
فعندما نعرف لحظات قوة وحرية قصوى، عندما يكون المرء محبًا إلى حد الجنون على أساس حب متبادل، أو حين يتوصل إلى إبداع عمل يكشف لنا عن جانب مجهول من العالم أو من التجربة الإنسانية، فإنه يحس ما يسميه (نيتشه) “خفّة الراقص“، يحس شعورًا بالتصالح مع الواقع يبلغ من القوة ما يجعله لا يتمالك عن رجاء استمرار تلك اللحظات إلى الأبد.
إنها لحظاتُ توافُقٍ كامل مع الحاضر الذي يُقيم فيه المرء آنذاك بلا احتراز ودون التفكير في الماضي ولا في المستقبل، بحيث لم تعد اللحظة الراهنة نسبية بالنظر إلى الذكريات أو المشاريع، بل تصبح وكأنها بذرة من الأبدية. ذاك هو العَوْد الأبدي.
وهنا ننجو من الحيرة أمام الموت. ونلامس الأبدية وتزول الحيرة، في تلك اللحظات من التصالح مع الحاضر.



التعليقات
Yasser Abdulqader
Yasser Abdulqader إذن-ووفق خاصية اللذة التي ترفد مبدأ العود الأبدي-فإن كل فعل تتولد عنه،وفيه ومنه وبه،لذة؛هو فعل محفز للعود الأبدي،والعكس صحيح،هل-إذن-يمكن القول:أن مبدأ اللذة،هو المبدأ الرئيس والمتحكم في الفعل الإنساني،وما هي حدود وآفاق وماهية تلك اللذة التي يعنيها نيتشة؟!

محمد الحجيري
محمد الحجيري ليس جديداً الحديث عن إعادة الاعتبار للجسد عند نيتشه. وإعادة الاعتبار لـ ديونيسيوس (إله الخمر) على حساب أبولون (إله الموسيقى). ولا أعرف لماذا اختار أبولون كنقيض لديونيسيوس.
لكن لا أظن أن أي شكل من أشكال اللذة يستدعي فكرة العود الأبدي، وهو يعطي مثالين في المنشور أعلاه: الحب في حدوده القصوى، ولحظة الإبداع التي تجعلنا في حالة تصالح مع الذات ورضى عن الذات أيضاً.. وهو ما يغنينا عن الحنين إلى الماضي الذي ينتقده نيتشه بقوة من خلال نقده للرومانسية.
سؤال وجيه، وخطر في ذهني خلال قراءة المقالة. هذا على الأقل ما فهمته عن نيتشه.

Yasser Abdulqader
Yasser Abdulqader لكن،ألا ترون أ/محمد الحجيري أن كلا المثالين المذكورين-الحب والإبداع-يصحبه،كفعل إنساني،نوع من اللذة،ولو معنويا؛من حيث كون مفهومها-أي اللذة-فضفاضا ويحتمل الحسي منها والمعنوي،الأمر الذي يمكن معه القول:أن نيتشه-بدلا من نقده للرومانسية-قد وقع في فخ استدعاء معني مواز للحنين الرومانسية للماضي؟!

محمد الحجيري
محمد الحجيري طبعاً نحن نناقش أفكار نيتشه كما فهمناها، وقد يكون فهمنا لها غير دقيق، أو على الأقل هو شكل من أشكال متعددة لفهم نيتشه.
حسب تعريف لوك فيري للعود الأبدي على أنه الرغبة في أن نحيا من جديد وبلا نهاية.. فلا أظن أن هناك تناقضاً.
الرغبة في تأبيد لحظة النشوة القصوى التي نحياها الآن في الحب أو في الإبداع، ونيتشه يدعو إلى الانطلاق الكلي الديونيسيوسية، ولا أظن أن ذلك يشبه موقف الرومانسيين، لأنهم يمجدون الألم أساساً والبكاء على الأطلال.

Yasser Abdulqader
Yasser Abdulqader ربما،هي-فقط-مايمكن أن نسميه"مراوغة الدلالة"؛فاستدعاء الرومانسيين لذاكرة الماضي،واستحضارهم للوحاته،وبكائياتهم علي رسومه وأطلاله،إنما هو-في جوهره-استدعاء للذة كانت،ومحاولة تجسيدها ولو علي مستوي اللاشعور والتخيل،وكذا الأمر بالنسبة لنيتشة،ولكنه استدعاء في الحاضر والمستقبل معا في آن،وعلي مستوي والوعي والشعور في آن أيضا!

محمد الحجيري
محمد الحجيري نعم، لكن هذا الاستدعاء للماضي ينغص اللحظة الحاضرة.



محمد الحجيري
محمد الحجيري هو نوع من الاستدعاء المجاني للألم


Yasser Abdulqader
Yasser Abdulqader ولكنه استدعاء أيضا،يرفدنا-ولو لاشعوريا-بشحنة عاطفية،تحاول أن تتجاوز آلام الحاضر،بروح الماضي!


محمد الحجيري
محمد الحجيري ربما يا صديقي ياسر، هنا نصبح في مجال مناقشة فكرة نيتشه، هل نوافق او لا نوافق. وذلك مشروع تماماً. بل إن أي قراءة يجب أن تكون نوعاً من الحوار


Yasser Abdulqader
Yasser Abdulqader حقا،أستاذنا،ويبقي الحوار،هو الطريق الرئيسة،لمحاولة فهم،أو مقاربة،أو قراءة؛شريطة أن تكون القراءة بريئة،وربما كما قال ألتوسير:"ليس ثمة قراءة بريئة"!https://www.facebook.com/images/emoji.php/v9/f4f/1/16/1f601.png😁
وتحاياي لشخصكم الكريم

محمد الحجيري
محمد الحجيري شكراً لك على هذا الحوار المفيد والممتع.


Yasser Abdulqader
Yasser Abdulqader الشكر موصول لكم أستاذنا علي سعة صدركم،وجميل علمكم أ/محمد الحجيري


محمد الحجيري
محمد الحجيري يقول لوك فيري، وأظن بمسحة نيتشوية: الحنين كما الأمل، والماضي كما المستقبل، كلها إن هي إلا عدم لأن الماضي زال والمستقبل لم يحِن بعد. فلا يمثلان إلا تقديرات خيالية تفقدنا البعد الواقعي الوحيد للزمن، وهو الحاضر، فنكاد لا نُقيم فيه أبدًا


محمد الحجيري
محمد الحجيري يبدو لي أن نيتشه متأثر هنا بالبوذيّة.


ليست هناك تعليقات: