السبت، 28 يوليو 2018

مشاكلُنا ومشاكلُـ(ـهم) ـ وجهة نظر؛ محمد الحجيري. (مع تعليقات)


مشاكلُنا ومشاكلُـ(ـهم)
وجهة نظر.
محمد الحجيري


على كل مجتمع، أو على المفكرين والمثقفين فيه، أن ينظروا في مشاكلهم بحثاً عن حلول لمآزقهم.
لقد ساد التفاؤل المفرط في الغرب مع مجيئ عصر الأنوار وانتصار العقل في القرن الثامن عشر، ومع مجيء الثورة الفرنسية والقضاء على سلطة الكنيسة..
ثم كانت الصدمة مع مطلع القرن العشرين ومنتصفه، إذ شهد العالم، والعالم الغربي تحديداً، حربين "عالميتين" ذهب ضحيتَها ملايين البشر.. مما وضع العالم الغرب في ورشة عمل فكرية لمراجعة تفاؤلهم المبالغ به بالعقل وبسيرورة التاريخ نحو الأمام والأفضل.
هل يحق لنا في العالم العربي والإسلامي الاتكاء على تجربة الغرب والخلوص باستنتاج مفاده أن العقلنة لا بد ستأتي بالكوارث معها؟
هذا الإنسان الذي يجهد لفهم نفسه، لكنه عند كل مفترق يكتشف أن هناك زوايا مظلمة في داخله لمّا يستكشفها بعد.. ويختلف ثمن قصوره عن فهم ذاته والسيطرة عليها بين تجربةٍ وأخرى.
وأخيراً جاء كارل بوبر ليقول لنا بأن معرفة المستقبل وسياق التاريخ أمرٌ متعذر عقلياً، وبأن التطوّر ما هو إلا الوقوع في الخطأ أولاً، ثم تجاوزه بعد ذلك.
وإذا صحت فكرة بوبر، وأظنها صحيحة، فهل يحق لنا مداواة أمراضنا بعلاجاتٍ شُخِّصت لأمراضٍ أخرى، أو لأمراض الآخرين؟
المقصود: هل يحق لنا الاستغناء عن العقلنة في مجتمعاتنا، لأنها لم تكن كافيةً وحدها في الغرب لتحل المآزق التي واجهها العالم الغربي؟ ربما ليس لخللٍ في العقلانية، التي اعتُمِدت كعلاج وحيد، ربما منذ ديكارت الذي بشّر بالسيطرة على الطبيعة من خلال العقل، وهو محقٌّ في ذلك. لكن المشكلة ذات طابع أخلاقي، وهي التربية على ضبط هذه القوة التي يتيحها العقل وتوجيهها في الطريق المناسب لمصلحة البشريّة.
مشاكلنا نحن في مكانٍ آخر.
من مشاكلنا أننا ما زلنا في مرحلة ما قبل العقل، أو مرحلة ما قبل سيادة العقل. مشاكلنا متأتيّة أساساً من افتراقنا واحترابنا بسبب العقيدة والقبيلة والفهم الخُرافي للتاريخ، ومن بقائنا خارجه.. وبسبب الحرّيات المصادرة والمقموعة ما يؤدي إلى انفجارات ناتجة عن التراكم المزمن لهذا القمع وتلك المصادرة.
ليس من المناسب الدعوة غير المباشرة والمبطّنة إلى البقاء داخل كهوفنا الطائفية والقبلية بحجة أن العقلنة في الغرب لم تمنعهم من أن يكونوا استعماريين ومن أن يرتكبوا الجرائم بحق أنفسهم وبحق الشعوب الأخرى.
ولا أظن أن العقل هو المسؤول عن ذلك، بل يجب البحث عن السبب الذي منع ارتقاءً أخلاقياً بالموازاة مع الارتقاء المعرفي والعقلي وازدياد القوّة.
(28/7/2016)

محمد الحجيري:
 النقطة الأساسية التي رغبت في قولها، هي أن لكل مجتمع سياقاته ومشاكله التي عليه أن يبحث عن حلول لتجاوزها، وبأن مشاكلنا نحن تكمن في ضعف دور العقل وفي الانتماءات الطائفية والقبلية، وبالتالي من غير المفيد الانتقاد بأن العقلانية لم تحل دون حصول مشاكل في المجتمعات الغربية، كتبرير للاستغناء عن العقلنة في مجتمعاتنا، بل إنها تشكل حاجة ملحّة ضمن قائمة أخرى من الحاجات.
أحمد المنزلاوي عبد القادر
أزعم أن كثيرا من محاولات نخبنا،للخروج من أزماتنا-ومآزقنا-كانت تتمحور حول إسقاط آلي،لتجارب الغرب علي واقعنا بشكل مباشر،ودونما مراعاة للاختلافات بين بيئتنا وبيئاتهم،وظروفنا وظروفهم!
وربما،ما تطرحونه،يمكن بلورته في تساؤل واحد:هل ما نواجه هو أزمة فكر،أم فكر أزمة،أزمة عقل،أم عقل مأزوم؟!
ربما نحن لم نفد من مفهوم التطور-حسب فكرة بوبر والذي أراه مرادفا لمفهوم التعلم بمصطلحات علم النفس التربوي-ولم نتعلم من أخطائنا،وتجاربنا..
وربما التعقلن-حسب المفهوم الغربي-قد أسهم في ارتقاء معرفي،لكن كيف لنا أن نقول:أن هذا الارتقاء العقلاتي،قد منع ارتقاء أخلاقي،هل هذا مرجعه أخطاء في التنظير والتقعيد،أم في التطبيق والتفعيل،أم لأسباب أخر،وهل لو تم التوصل لتفسيرات لتلك الاشكاليات،فسيكون ذاك فاتحة خير لتطبيق فعلي للنموذج الغربي علي واقعنا،أم سيتطلب الأمور مراجعات أخر،حسب سياقنا الثقافي؟!
لم أقل يا صديقي بأن الارتقاء العقلاني منع الارتقاء الأخلاقي، بل قلت بأن الارتقاء العقلي والعلمي لم يوازِه ارتقاء مقابل على المستوى الأخلاقي، النسبة لم تكن واحدة.
بالمقابل قلت في نهاية المنشور بأنه علينا ألا نحمّل مسؤولية ذلك للعقل، وإذا كان هناك من مسؤولية، وهي على الأرجح مسؤولية قائمة، أنه كان على العقل الذي دفع بالمعرفة وبالسيطرة على الطبيعة أشواطاً إلى الأمام، كان عليه في المقابل أن يقوم بجهد مماثل في التربية وفي مجال الأخلاق

 أحمد المنزلاوي عبد القادر
 لكن هل يمكن توصيف "تقصير"العقل في حقلي التربية والأخلاق بأن مرجعه إنما هو إلي قصور في العقل ذاته،وبالتبعية فما سينتج عنه من أخلاق وضعية،تختلف في طبيعتها عن الا أخلاق الدينية،أم أن قيم العقل التي أفرزتها العقلنة،كانت تسعي-وفقط-إلي مجرد السيطرة علي الطبيعة،حتي ولو كان ذاك علي حساب الأخلاق؟!
ومازال تساؤلي مطروحا:
هل مانعانيه هو:"أزمة فكر"أم"فكر أزمة"،وهل توصيف"أزمة"هو الصحيح،أم أن الأصح هو توصيف "مأزق"؟!
في الحقيقة لا أعرف بدقة الفارق بين الأزمة والمأزق. لكن في كل الأحوال هناك حالة غير سويّة.
هل هذا الوضع ناجم عن "قيم العقل التي أفرزتها العقلنة"؟
برأيي أن التهمة ليس على هذا النحو.
مسؤوليته في تقصيره، في عدم اهتمامه أو عدم الوضوح لديه بما ستؤدي إليه قوة الإنسان.
ربما كان قصوره هو في فهم الطبيعة البشرية. وفي محاولته لتثقيفها بما يقلل من خطورة امتلاك الإنسان لهذا القدر من القوة بفضل العلم والتقنية.
وهذا ما يحاول أن يتداركه ويقومَ به بعد أن وقعت كارثة الحربين.. ولا أعرف مدى النجاح الذي توصلنا إليه.
العقل هو أداة الإنسان في المعرفة والفعالية. وحين تحدث المشكلة، نسارع من خلاله لتجاوزها. مسؤوليته أو مسؤوليتنا تكمن في عدم استباق الأمور، أو في عدم إعطاء الأولوية لذلك في ما سبق.
لو كان الإنسان يعرف ما ستؤول إليه الأمور، أرجح أنه كان سيوليها من الأهمية بشكل استباقي أكثر مما فعل. وهذا يذكرنا بمقولة سقراط من أن الفضيلة معرفة.

هاشم ابراهيم:
لكل شعب امراضه ولذا لا يجوزقياس امراضنا على امراض الآخرين،،، اعتقد ان لدينا اشتراكات امراض ،،المهم ان نبدأ بمرض ونحاول تطبيبه ،والا سنموت ونحن نبدو لأنفسنا احياء،،،المرض الأول والأساس هو اننا ندعي اننا اصحاء وان الآخر هو المريض،،( لنبدأ بتربية النفس والذوق والعقل على قبول الآخر والعمل على اجتياز انا نيتنا الى الإنسان




ليست هناك تعليقات: