الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

أنا رجلٌ يخاف؛ نور دكرلي.



أنا رجل يخاف..

نور دكرلي

أخاف من أحلامي فأضبط المنبه ليرنَّ كلَّ خمسِ دقائقَ ليوقفَ تلك الأحلام.
 أحياناً عندما أستيقظ وأكتشف بأن ما كنتُ أراه مجردَ حلمٍ.. أخاف.
أخاف من الأشياء، من كثرة ما حدقتُ بها صار لها وجهٌ.. وعينان كعينيّ.
مرةً فتحت البرّاد، وبعد لحظةٍ من التأمل والقليل من الخيال تحوّلَ إلى حوتٍ على وشك أن يبتلعني، ثلاثةَ أيامٍ بقيتُ داخلَه وأنا استغيث علَّ أحدَهم يخرجُني من جوفه.
أخاف من حبِّها لي أن يتوقف، أخاف أن أتوقف عن حبِّها يوماً ما، أخافُ من الذكريات ألا تنسى.
أخاف عند موتي أن يقتحم قبري أحد الغرباء، فلا أستطيع طرده.. فيعيدني إلى الحياة.. أخاف الغريب.. أخاف الحياة.
أخاف أن يجفَّ الماءُ فجأةً، لذا أشربُ الماءَ بشكلٍ متواصل، أحياناً أشعر بأنه سيخنقني، لكنني أواصل الشرب مرغما، وأذرف بعضاً منه كدموع، خوفاً من العطش.
الأرانب ذئاب ممسوخة، والعصافير تلقي البراميل، والأشجار أمهات تعبت من الوقوف.
السماء سقفُ سجنٍ، وجروحُه محشوَّةٌ بالقطن، ومع ذلك ما زال الماء ينزّ منه، والمطر دماء....
أنا جيش من الخوف، يخيف كل من يقترب منه، وأحاول دائما أن أرفع يدي ﻷناديه:
لا تخف..تعال..تعال خلصني...

لكنني أخاف...

ليست هناك تعليقات: