بين العلم والفلسفة، أو: ما يشبه النقد
الذاتي.
محمد الحجيري.
هل الفلسفة تؤسس للمستقبل أم أنها تعكس ثقافة الحاضر فقط؟ وبالتالي
فإن ثقافة العصر التي أنتجت هذه الفلسفة هي التي تؤسس للمستقبل.
لقد ورد في مقابلة مع الدكتور محمد
التركي قوله بأن "العصر الحديث.. عرف العديد من الأفكار والتيارات الفلسفية
مثل العقلانية التي بادر بها ديكارت وتفرّعت عنها الثورتان العلمية والصناعية أو
الأنوار التي تمخّضت عنها "الحرّيات وحقوق الإنسان" والثورتان الأميركية
والفرنسية في القرن الثامن عشر".
لقد تبادر إلى ذهني وأنا أقرأ هذه العبارة السؤال التالي:
هل فعلاً أن الثورة العلمية والصناعية "تفرّعت" عن العقلانية الديكارتية؟
إذا كان غاليليه يعتبر من أهم الشخصيات التي ساهمت في إنتاج العلم الحديث، فلا يمكن الادعاء بأنه من "تفرعات" العقلانية الديكارتية. فهو قد وُلِد قبل ديكارت بحوالي ثلاثة عقود. (غاليليه: 1564ـ 1642م. بينما ديكارت: 1596ـ 1650م).
ومن المعروف أيضاً أن ديكارت قد توصل إلى ما توصل إليه غاليليه، ثم حين حكمت الكنيسة على غاليلية، تراجع ديكارت عن نشر كتابه عن الكون الذي توصل فيه إلى نتائج تتوافق مع ما توصل إليه غاليليه..
في كل الأحوال لا يمكن القول بأن ما توصل إليه غاليليه كان بفضل العقلانية الديكارتية.
وما ينطبق على غاليليه ينطبق أيضاً على العالم الألماني يوهانس كبلر (1571 ـ 1630م) الذي اكتشف قانون المدارات الإهليلجية للكواكب وسرعاتها المتغيرة.. بعد أن تحدث كوبرنيك عن المدارات الدائرية والسرعات الثابتة للكواكب.
ورغم الخطأ الذي وقع فيه كوبرنيك، فهو صاحب الثورة العلمية التي نزعت الأرض عن عرشها وجعلت منها كوكباً بسيطاً يطوح في الفضاء حول الشمس.
من المفيد هنا التذكير بأن كوبرنيك سبق ديكارت بأكثر من قرن من الزمن (1473ـ 1543م)
فلماذا إذاً هذا القول بأن العقلانية الديكارتية هي التي أنتجت الثورتين العلمية والصناعية؟
وهل لو صح لنا التخيل بتاريخ لا وجود فيه لديكارت، بأن تاريخ العلم كان سيكون مختلفاً؟
طبعاً من الصعب الحكم بمدى تأثير الفلسفة في العلم ومدى تأثرها به، والتي هي على الأرجح علاقةٌ جدلية. لكن أظن أحياناً ببعض المبالغات في دور الفلاسفة، ربما لأن العلماء يعملون في مختبراتهم، بينما يدبج الفلاسفة خطاباتهم حول العقلانية، تحديداً في المجال العلمي..
هل فعلاً أن الثورة العلمية والصناعية "تفرّعت" عن العقلانية الديكارتية؟
إذا كان غاليليه يعتبر من أهم الشخصيات التي ساهمت في إنتاج العلم الحديث، فلا يمكن الادعاء بأنه من "تفرعات" العقلانية الديكارتية. فهو قد وُلِد قبل ديكارت بحوالي ثلاثة عقود. (غاليليه: 1564ـ 1642م. بينما ديكارت: 1596ـ 1650م).
ومن المعروف أيضاً أن ديكارت قد توصل إلى ما توصل إليه غاليليه، ثم حين حكمت الكنيسة على غاليلية، تراجع ديكارت عن نشر كتابه عن الكون الذي توصل فيه إلى نتائج تتوافق مع ما توصل إليه غاليليه..
في كل الأحوال لا يمكن القول بأن ما توصل إليه غاليليه كان بفضل العقلانية الديكارتية.
وما ينطبق على غاليليه ينطبق أيضاً على العالم الألماني يوهانس كبلر (1571 ـ 1630م) الذي اكتشف قانون المدارات الإهليلجية للكواكب وسرعاتها المتغيرة.. بعد أن تحدث كوبرنيك عن المدارات الدائرية والسرعات الثابتة للكواكب.
ورغم الخطأ الذي وقع فيه كوبرنيك، فهو صاحب الثورة العلمية التي نزعت الأرض عن عرشها وجعلت منها كوكباً بسيطاً يطوح في الفضاء حول الشمس.
من المفيد هنا التذكير بأن كوبرنيك سبق ديكارت بأكثر من قرن من الزمن (1473ـ 1543م)
فلماذا إذاً هذا القول بأن العقلانية الديكارتية هي التي أنتجت الثورتين العلمية والصناعية؟
وهل لو صح لنا التخيل بتاريخ لا وجود فيه لديكارت، بأن تاريخ العلم كان سيكون مختلفاً؟
طبعاً من الصعب الحكم بمدى تأثير الفلسفة في العلم ومدى تأثرها به، والتي هي على الأرجح علاقةٌ جدلية. لكن أظن أحياناً ببعض المبالغات في دور الفلاسفة، ربما لأن العلماء يعملون في مختبراتهم، بينما يدبج الفلاسفة خطاباتهم حول العقلانية، تحديداً في المجال العلمي..
ويمكن أن نطرح السؤال بصيغة أخرى: هل الفلسفة الحديثة أنتجت العلم
الحديث، أم إن العلم الحديث قد أنتج الفلسفة الحديثة، أم ربما هناك ظروف أنتجت أو
ساهمت في إنتاج الاثنين معاً؟
تساؤلات برسم أنصار الفلسفة الذين أعتبر نفسي واحداً منهم.
تساؤلات برسم أنصار الفلسفة الذين أعتبر نفسي واحداً منهم.
2017/4/10
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق