القبائل والمذاهب المسيحية في شبه الجزيرة العربية.
مـقـدمـة[1]:
عـنـاصـر الـمـوضـوع :
1– الـقـبائـل الـعـربـيـة
ا – قبيلة الغساسنة
ب – قبيلة اللخميون
2– الـفـرق الـمـسـيـحـيـة الـقـديـمـة :
ا – الآريوسية
ب – النساطرة
ج – اليعاقبة
د – الملكيون
الأوضـاع الـمـسـيـحـيـة فـي شـبـه الـجـزيـرة الـعـربـيـة
ا – الخلافة الراشدية
ب – الخلافة الأموية
ج – الخلافة العباسية
خاتمة
المــقــدمـــة
إن الكثير من المسيحيين يجهل بأنه كان موجود في شبه الجزيرة العربية مسيحيون عرب ، لابل البعض يرفض بأن يكون عربي ويكتفي بالقول "انني اتحدث العربية فقط" ، ولو سألت شخص لبناني هل انت عربي يرفض بشدة ويقول أنا فينيقي ، وكذلك المصري عربي وخصوصا لو كان مسيحي لقال لك أنا فرعوني . فلماذا السبب ؟
أتمنى من خلال هذا البحث القصير أن لمفهوم مشترك عن وجود مسيحيون عرب لعبوا دورٌ اساسيٌ في الحياة على المستوي الديني والسياسي والإجتماعي ، ومن كان منهم في بلاط الخليفة الإسلامي يعملون كوزراء .
أعلم تماماُ بأن كثير من الدارسين تناولو بإستفاضة هذا الموضوع ، وما أقوم به، هو عبارة عن خلاصة ما تناولوه .وسأبين في بحثي هذا معنى كلمة " عرب " مع القبائل العربية ، مثل الغساسنة ، واللخميون التي كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية ، هذا بجانب بعض المذاهب المسيحية مثل النساطرة واليعاقبة ونختم البحث عن نهاية المسيحية العربية في شبه الجزيرة العربية ، القرن الرابع الهجري .
مـعـنـى كـلـمـة عـرب :
تعني كلمة عرب " الترحال " أو البدو علي ما هو معروف في اللغات السامية والكتابات الأشورية ، وقد نجد نص قديم يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد أيام الملك شلمناصر الثالث ملك أشور لفظ كلمة " عـرب " . إتسع إستخدامها حتى صارت تشمل كل العرب على إعتبار أنهم بادية أو البدو . وكذلك إستخدم المؤرخون اليونان واللاتين لفظ العرب على بلاد العرب1 .
وتاريخ العرب يشمله نوع من الغموض ، فهم من الشعوب السامية ويقسمون إلى قسمين :
الـعـرب الـبـائـدة :
مثل عاد وثمود وجد عثر العلماء في شمال الحجاز على نقوش بالخط اللحياني والصفوي ومن خلال ذلك نعرف ان لغتهم تختلف عن لغة العرب .
الـعـرب الـبـاقـيـة :
يشكلون قسمان كبيران
القسم الاول : القحطانيون ويسمون العرب العاربة وينسبون إلى يَعرب بن قحطان وهم اليمينون المعرفون بعرب الجنوب
والقسم الثاني : هو العدنانيون ويسمون العرب الستعربة لأنهم إلى الجزيرة من البلاد المجاورة وإختلطوا بأهلها فتعربوا . يعرف منهم الحجازيون والنجديون والأنباط وأهل تدمر[2] .
على أثر سوء الأحوال الأقتصادية وبعد إنفجار سد مأرب نحو العام 115 قبل الميلاد نزح عدد كبير من قبائل الشمال ومنهم بنو ثعلبة بن عمرو ، وجفنة بن عمرو وبنوه لإلى الشام وسموا غساسنة ، حيث جعل هؤلاء حث إنفجار سد مأرب بداية عهدهم الجديد . اما قبيلة لخم بن عدي توجهت إلى الحيرة بالعراق ، ومنها نصر بن ربيعة ، قبيلة طيئ قد حلت في الجبلين أجا وسلمى إلى الشمال من يثرب ، وعلى أثر هذا الواقع قد تفرقت القبائال في جميع الأنحاء حتى ضرب المثل قد تفرقوا أيدي سبأ . إن إختلاط القبائل بين عرب الشمال وعرب الجنوب أدى إلى التقارب الشديد والجوار والمصاهرة ، والحروب ، والتجارة .
كان العرب قد عرفوا في البداية رحالة لم يكن لهم وسائل العمران وما يتيح لهم العلم في إمور الدين والأمور الأخرى . إلا أنهم إكتسبوا إلماماً وافراً بالحساب والطب وهندسة البناء واساليب الزارعة من خلال ما لاحظوه من خبراتهم عن طريق التجربة والاختبار .
وجد من هؤلاء العرب من يدين باليهودية ولاسيما من هم في اليمن ويثرب وخبير ، ومن كان يدين بالنصرانية التي أنتشرت بين مناذرة الحيرة وغساسنة الشام واليمن [3] .
وإنتشر ايضا بين العرب بعض المعتقدات المختلفة مثل الوثنية والألهة الغريبة فمنهم من كان مشركاً وأخر موحداً . في حين أن أغلب المصادر تؤكد على أن الوثنية كانت سائدة،
فالصنم كان يمثل قوة فوق الطبيعة ، وبجانب إيمان العرب الأخر بوجود قوة إلهية تصدر عن الكواكب واالنجوم ويتعبدون لها . ومن أهم ما تعبد له العرب قبل الميلاد ، الشمس والقمر والأشجار والنار . إذاً فكان للعرب جملة ألهه ولكل قبيلة منهم إلهها الخاص ، بإستثناء فئة قليلة منهم وهم عرب الحجاز كان لديهم فكرة إله قوي يفوق كل هذه الألهة وهو الله الخالق " خالق السماء والارض[4] .فهذا الأله القوي الخالق كانوا يعدونه بعيداً عنهم فكانوا يلجأون الى ماهو قريب منهم ومحسوس من القوى الطبيعية الموجودة [5].
في سفر أعمال الرسل أحد أسفار العهد الجديد وقد دون فيه القديس لوقا الإنجيلي أخبار والرسل وحياة الكنيسة وتاريخها . يرد لفظ كلمة عرب ، ففي يوم العنصرة حضر اناس من مجتمعات مختلفة وبلدان عديدة إلى مدينة أورشليم ، وكان من بين هؤلاء عرب ويهود وكريتيون ، يتحدثون عن أعمال الله العظيمة . ومع ذلك لم يوضح لنا سفر الأعمال عن ما أذ كان هؤلاء العرب تعمدوا أم لا [6] ؟
تبين مصادر التاريخ الكنسي دخول المسيحية إلى شبه الجزيرة العربية من أحد السبعين رسول الذين حملوا البشارة بعد موت وقيامة السيد المسيح من بين الأموات .
كما توضح بعض المصادر القديمة بأن تسمية الجزيرة العربية هى الديار المحدوة بالبحر الاحمر وخليج عدن ن وبحر عمان . أما في الكتاب المقدس لم تكن البلاد العربية تتجاوز الحجاز في الجنوب واليمن في الشمال .
استقبل ملك حمير وفداً رومانياً برأس الاسقف تاوفيل في مطلع القرن الرابع الميلادي وهذا ما نستنتج منه أن المسيحية دخلت اليمن وهي مشبعة بالأفكار الآريوسية المنتسبة إلى آريوس الكاهن الليبي الأصل[7] .
نصل إلى خلاصة بأن المسيحية وجدت لها طريق من خلال التبادل التجاري بواسطة البيزانطيين . وبواسطة شخص أخر يدعى حنان وكان تاجر ونسطوري الفكر [8]
الـقـبـائـل الـمـوجـودة فـي شـبـه الـجـزيـرة الـعـربـيـة :
ا- الغساسنة
يطلق عليهم الغساسنة نسبة إلى ماء هناك يدعى غساناً [9]،ويشكلون قبيلة كبيرة تنحدر من كهلان وقد غادرت اليمن تجاه الشمال إلى الشام في منتصف القرن الرابع وهذا التاريخ ليس نهائيا لأن هناك دراسات تقول بأن بني جفنة ( جفنة بن عمرو وبنوه) إستوطنوا الشام في اواخر القرن الخامس ، وكانو عمالاً لدى الروم وأشتهر منهم الحارث الذي لقب بالأعرج(529-569) المنتصر على الحيرة في يوم حليمة والذي أجتمع ببابه عدد كبير من الشعراء[10]. وبسبب عملهم مع الروم بلغ الغساسنة أوج قوتهم لدرجة أنهم أصبحوا دعامة قوية ليبيزانطيه ضد جميع القبائل المعادية لها[11].لايخلوا تاريخ الغساسنة من عدم التاكيد على أنهم بالفعل كانو من القرن الرابع أم الخامس ، وهذا نفس الوقت يؤكد البعض على أن تاريخهم يعود للقرن السادس لأن أمراء الغساسنة أصبحوا يحكمون الحكم الشرعي على إقليم العربية منذ ذلك التاريخ .
ويبدو أيضا من خلال دراسات واخبار رواها الأخباريون بأن الغساسنة لم يكونوا هم الوحيدين المنتمين إلى كهلان ولم يكونوا القبيلة الوحيدة التي سكنت الشام ، بل هناك أخرون ينتمون إلى كهلان مثل طيئ وعاملة ولخم والتي إقترنت اسمائهم ببعض منذ الخروج من اليمن يأتجاه الحيرة بالعراق[12].ومع ذلك لم تتمتع قبيلة الغساسنة بلقب مملكة بمعنى الكلمة[13].كان للغساسنة عاصمة اسمها بالسريانية "حرته" أي "معسكر[14]، والتي أصبحت فيما بعد الحيرة[15]. بجانب بعض البلاد التي وردت في شعر حسان بن ثابت التي ورد فيفها أهم الأماكن الغساسنية وهما الجواء وعذراء وجبل الثلج[16]
بعد مصادر عربية تشير إلى أن هناك قبائل عربية هاجرت إلى الشام في عهد قريب من مجيئ الإسلام مثل كلب بن وبرة والتي كانت تضم عدداً كبيراً من القبائل البطون الضخمة رفيدة وعرينة وبنو كنانة وغيرهم[17].
بيان بالقبائل العربية وأخر بأمراء غسان :
عرب الجنوب والتي يسموا بالقحطانـيـون
ا- حمير : قبيلة قضاعة ، تنوخ ، كلب ، جهينة وعذراء
2–كهلان : طيئ ن حمدان ، عاملة ، جذام ، ومنها (لخم وكنده ) والأزد
ومنها الغساسنة وخزاعة ، والأوس ، وأنمار.
[18]عـرب الـشـمـال والـتـي يـسمـوا بـالـعـدنـانـيـون :
1– مـضـر : قيس ، عيلان ومنها ( هوزان ، سليم ، عطفان ومن عطفان عبس
وذبيان) تميم ، هذيل ، كنانه ومنها (قريش)
2-ربـيـعـة : أسد ، وائل ومنها ( بكر وتغلب ، ومن بكر بنوحنيفة)
أمـــراء غــســان[19] :
الأمـيـر فـتـرة حـكـمـه
أبو شمر جبله سنة 500م
الحارث بن جبله سنة529-569م
أبو كرب المذر بن الحارث سنة 569-582م
– النعمان بن المنذر سنة582-583م
الحارث الأصغر بن الحارث الأكبر هؤلاء تقع فترة حكمهم
الحارث الأعرج بن الحارث الأصغر مابين عام 583 -614
أبو حجر النعمان أخوه عمرو
حجر بن النعمان سنة614- 635م
جبلة بن الأيهم سنة 635م
في كتاب أخبار العرب يتضح لنا أن بني جفنة أو آل جفنة قد إستولوا على الحكم في سوريا بعد إنتصارهم على " الضجاعمة"[20] من قبائل سليح
الوضع الديني للغساسنة :
الوثائق التي تمثل لغة الحكومة كانت تطلق على الحارث وخلفائه لقب " بطريق" وإننا نجد هذا اللقب في نقوش تعود إلى إبن الحارث وخليفته تحت لقباً رسمياً " الحارث الطريق ورئيس قبيلة" والترجمة السيانية قد أحتفظت باللقب نفسه وقد ورد اللقب في تقارير المجامع الكنائيسة[21].
كان المنذز بن الحارث من أنصار المذهب المونوفيزي ( أصحاب الطبيعة الواحدة ) وفي زيارة المنذر إلى القسطنطينة من تيودورا بتعين أسقفين يقوم برسامتهم بطريرك الاسكندرية ، لمقطعات سوريا ، هذان الآسقفان لعبا دوراً هاماً في دعم الكنائس التي كانت مهددة بالخطر[22] . وكانما المنذر بن الحارث غيوراً أيضاً على مذهب الطبيعة الواحدة ، وكان يشترك شخصياً في المجادلات الدينية ، حيث أن في فترته تم عقد مجمع كنسي للبحث مع القائلين بوجود ثلاثة ألهة ، وقد حكم عليهم المجمع بالهراطقة . في هذه الفترة أيضا لم يكن فقط موجود أصحاب الطبيعة الواحدة بل نجد من خلال بعض المرسلات وفي حاشيتها أسماء أشخاص يتبعون قرارات مجمع خلقدونية[23] .
من خلال ما تعرفنا عليه يمكنا أن نقول :
بأن العرب قد إستوطنو في سوريا منذ القرن الثاني وقد انشاءوا فيها إمارات في حمص وتدمر .
ثم وجود بعض قبائل داخل سوريا تعيش حياة نصف حضارية مثل ( سليح ، تنوخ ، وبني نباته )
تركز الحضور العربي في فلسطين وبادية الشام ( اطراف الشام الجنوبية )[24].
قبيلة اللخميين :
تنسب هذه القبيلة إلى بنى لخم ولخم تقع شمال الكوفة على الضفة اليمنى من الفرات وعاصمتها الحيرة وكانت الحيرة تعتبر مركز للقبائل العربية واحتفظ البعض من ابنائها بطابع الترحال ن أما البعض الأخر فقد أهتدى للمسيحية . ابناء اللخميون يعدون من عملاء الفرس في الحدود الشرقية للصحراء الممتدة بين سوريا والعراق . والحيرة كانت مركزاً هاماً في بداية القرن الخامس الميلادي للمسيحية وكانت ايضاً مركزاً للإبرشية ولها أسقف أسمه هوشع في مجمع سلوقية . وفي هذه الفترة كان هناك إنسان يتوسم فيه الناس النصح والأرشاد هو القديس سمعان العمودي الذي أشتهر في هذه الفترة بالتقوى ، والتواضع ن كان يقصده الناس من ناحية من أطراف الجزيرة العربية لتلقوا منه النصائح ، قد حاول الملك منعه ومن القيام برسالته ونشاطه ويضيق عليه الخناق . لكن قد رأى الملك في المنام القديس سمعان وطلب منه أن يترك المسيحيين أحرارا ، وبناءً على ذلك قد سمح الملك لهم بممارسة شعائرهم الدينية وبناء الكنائس . وقد عمل اللخميون على محاربة البيزانطيين[25].
وبرزت نقطة اخرى مهمة وهى مساهمة مطارنة الحيرة في المجامع التي ربطت مصير الكنيسة عند اللخميين بالنساطرة في حين أنه في بداية القرن السادس حاول أصحاب الطبيعة الواحدة أن لهل الحيرة وكذلك ساويروس الأنطاكي في العام 513م أرسل أسقفين إلى المنذر الثالث لإقناعه بمذهب الطبيعة الواحدة ولكن هذه المحاولات لم تجد نفعاً ، وبقيت الحير على الفكر النسطوري .
من المفارقات الغريبة هى بقاء الملك على الوثنية بالرغم من أن زوجته مسيحية، والمفارقة هى أن الملك كان بشع جداً في تصرفاته لدرحة أنه كان يقدم للألهة الوثنية ذبائح بشرية ، ويسرد لنا التاريخ حادثة وهى إستيلاء الملك على دير للراهبات وأخذ إربعمائة راهبة وقدمهن ذبائح للإلهة .[26] ولهذا السبب أرادت زوجته بناء دير وكنسية تكفيراً وتعويضاً عما إرتكبه زوجها من شرور وخطايا .
نعرف من خلال التاريخ أن اول من أعتنق المسيحية هو الملك النعمان الثالث وتلقى التعليم المسيحي والتربية المسيحية ولكنه أحتفظ ببعض أخلاقه الوثنية .
على أثر خلاف نشب بين الملك النعمان وخسروالثاني ملك الفرس في عام 612م ضعفت إمارة اللخميين .
الـوضـع الــديـنـي لــلــخـمـيـيـن :
قد ذكرت سابقاً بأن الملك شاف في المنام القديس سمعان وعلى إثر هذا الموقف لبس الملك النعمان المسوح وتنصر[27]. الحيرة كانت تستعمل اللغتيين السريانية والعربية واكن بها مدرسة للشعراء ، ولها أهمية دينية جعلت للملك مكانة هامة يلجاء اليه البعض .واللغتيين السريانية والعربية كانتا متقاربتان جداً وكان مسيحيو الحيرة يستعملوهما، وهذا التقارب القادم من اللغات السامية ن ساعد في أشعاع التيار الديني المتجاوب مع الناس الذين يؤمنون بوجود إله واحد [28] . معظم نصارى الحيرة كانوا نسطوري الفكر والمعتقد والحيرة تعتبر من المراكز الهامة في التبشير بالنصرانية بين العرب[29] ومن هذا المنطلق يكون أمامنا شهادة على دخول العرب إلى النصرانية تعود للقرن الرابع والدعوة بالتبشير تمت بواسطة أساقفة ورهبان وبالأخص أساقفة الرها .
قد عرفت المسيحية بالعراق في منتصف القرن الخامس تطورات هامة ومن اهمها تمسكهم بالمذهب النسطوري حتى أصبحت الحيرة مركزاً هاماً سيطر عليه النساطرة . لكن هذه السطيرة النسطورية وجدت مقاومة شديدة من أصحاب الطبيعة الواحدة الذين قد فشلو نوعا ما في تنصير العائلة المالكة في بداية القرن السادس .اما في القرن السادس قد ساهم كل من النساطرة واليعاقبة في تنصير كل أهالي الحيرة التي أصبحت من أبرز معاقل المذهب النسطوري بفضل مساهمة ملك الحيرة النعمان الثالث في ترسيخ أفكار ومعتقدات النسطورية في مملكته[30].
المذاهب المسيحية في شبه الجزيرة العربية :
1- النســـاطرة :
تعود التسمية إلى نسطور بطريرك القسطنطينية سنة 428م وعٌرف عنه عمقه اللاهوتي الذي تعلمه في أنطاكية ،قد شدد كثيراً في تمييز الطبيعتين إلى درجة المبالغة التي جعلت البعض يفهم بأن هناك مسيحاً إلهياً واخر بشرياً ، هذا المذهب يُعد بدعة تسمىّ بالنسطورية ( التي قسمت المسيح إلى جزئين جزء إلهي والأخر بشري[31] ، كان نسطور غيوراً ونشيطاً لمقاومته للبدع والتي كانت سائدة في ذلك العصر ، وخصوصاً البدعة الاريوسية النسموبة إلى اّريوس الذي أصبح كاهن مشهور بإسلوبه الشعري وعظاته التي كانت تجذب الناس لسماعه .
أفكاره حول المسيح
1- تصور بأن المسيح إنساناً مهما كان عظيماً .
2– الله واحد غير مولود ولايمكن أن يشاركه أحد في ذاته .
3– كل ما كان خارجاً عن الله إنما هو مخلوق من ألاشيئ بإرادة الله ومشيئته .
4- الكلمة هو الوسط بين الله والعالم وهو غير أزلي .
5-كلمة الله ليست أزلية بل مخلوقة في الزمن خلقها الله قبل خلق العالم[32] .
ان تعاليم اّريوس هذه قد ردود فعل وتشكيك عند البعض ن كما انها أثارت الجدل ونشاء عنها بدع اخرى مثل البدعة الأوطيخية والنسطورية والمقدونية (نسبةً إلى مقدنيوس الذي أنكر لاهوت الروح القدس .
لكن هل وقفت الكنسية جامدة تجاه هذه البدع ؟ حاشا أن تكون جامدة بل ظهر رجال الله الأقوياء مدافعين بل قواهم الروحية والعلمية والفلسفية واللاهوتية ليعلنوا الأيمان الصحيح .
فاثناسيوس الذي لُقب فيما بعد المدافع وحامي الأيمان قد وضع الإسس الصحيحة للتعليم القويم ومن أهمها قانون الإيمان . الذي ينص على عناصر الإيمان الصحيح :
1– نؤمن بإله واحد خالق السماء والأرض .
2– نؤمن بالإبن الوحيد يسوع المسيح .
3– نؤمن بأن يسوع المسيح مولود غير مخلوق .
4– الإبن مساو للأب في الجوهر ( هو والأب جوهر واحد )
5- نؤمن بالروح القدس المنبثق من الأب .
6- نؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية .
هذه هي إجابة الكنيسة على اّريوس في المجمع المنعقد سنة325م بمدينة نيقية ، بحضور اساقفة من مختلف البلدان . وقد أقر جميع الحضور بأن اّريوس محروم من الشركة الكنسية ، معتبرةً إياه هرطوقي وأفكارة بدعة .
قد حاول نسطور محاربة الآريوسية في سنة 428م إلا إنه وقع هو في الخطاْ ، وظهر بتعليم جديد مخالف التعليم والإيمان القويم قائلاً إن العذراء مريم لايمكن أن نقول عنها بأنها والدة الإله حقاً وأن المسيح لايقوم بشخص واحد بل بشخصين واحد إلهي والأخر بشري . الإلهي هو كلمة الله الأزلية ، والبشري هو المولود من مريم .
لم تصمت الكنيسة ولم توافق على مثل هذا التعليم بل دافع كيرلس بطريرك الأسكندرية في ذاك الوقت ، وعقد مجمع سنة431م في مدينة أفسس لمناقشة أفكار نسطور ، فخرج أباء المجمع وأعلنوا شجب تعاليم نسطور وأفكاره وقالوا أن يسوع هو شخص واحد ولدته مريم العذراء بواسطة الروح القدس معتبرين أيضا أن مريم العذراء والدة الإله . حُرم نسطور ونُفيىّ إلى صحراء الإسكندرية . ولكن نسطور أقر فيما بعد بأنه على خطاْ وموافق على تعاليم الأباء والمجمع ، وقال أن الأختلاف في اللفظ .أما من تبقىّ من اتباعه قد نفتهم الدولة الرومانية إلى بلاد فارس . وأصبح في هذه المنطقة كنيسة نسطورية في بلاد ما بين النهرين قطعت علاقتها مع كنائس العالم الروماني في القرن الخامس[33] .ففي بلاد فارس أصبح لهم كنيسة ومذهب رسمي تحت إسم الكنيسة الفارسية أو الكلدنية ، ومعظمهم إتحدوا بكنسية روما وهم الكلدان ، منهم حتى الأن جزء بسيط ذات فكر نسطوري هم الأشوريون يسكنزن في إيران والعراق[34] .
في العام 489 طرد زينون النساطرة من الرها إلى بغداد (فارس) وفي العام 612م أعتمدوا المبادئ الكاثوليكية ، فاذدهرت الكنيسة بالرغم من الأضطهادات التي واجهتها من غزوات الأتراك ، ودليل هذا الإذهار وجود مدارس لاهوتية في نصبيين وإنتشار أديرة ونموا حركات تبشيرية في جزيرة العرب[35].
إذاً النساطرة هم الذين يرون أن المسيح طبيعتان وشددوا على التمييز بينهما والفصل أيضاً وهذا الفصل ادى بهم إلى فهم بأن العنصر البشري أقل من الإلهي[36].عاش النساطرة في حماية الدولة الفارسية غير المسيحية لذا فقد فقدت الكثير من أبنائها لأنهم اعتنقوا الإسلام ن وخصوصاً في اليمن وعُمان وجنوب إيران . لكن نهضت الكنيسة النسطورية بفضل رجال الدين الذين قاموا بتصليح الأديرة وتثقيف الشعب فإنتعشت روحياً وفكرياً خصوصا مع قيام الدولة العباسية في العراق ، وعظم شانها بفضل تقرب بعض النساطرة إلى حاشية الخليفة[37] .
اشتهر في ذاك العصر أيام الخلافة العباسية البطريرك تيموثاوس ( 780-823) الذي نقل مقره البطريركي من المدائن إلى بغداد . في عهده أمتدت الكنيسة النسطوريةغرباً إلى دمشق والقدس وحلب ، وشرقاً إلى الهند ، في القرن الخامس عشر أنضم بعض النساطرة إلى الكرسي البابوي أثناء إنعقاد مجمع فلورنس سنة1442م ولُقبوا بالكدان ولهم كنائس عديدة في العراق 7كنائس ، إيران2 ، سوريا ، ولبنان ، والقدس ومصر ، وأسطنبول كنيسة واحدة ، مقرها البطريركي بغداد تحت رعاية البطريرك روفائيل الأول بيداويد بطريرك بابل للكلدان . وما تبقى من نساطرة نزحوا من جبال كردستان إلى العراق وتخلصوا من أسم النساطرة وأخذوا أسم جديد أشوريون ليتميزوا فيه عن الكلدان الكاثوليك ، لهم بطريرك ومقره البطريركي في طهران وإسمه ما دنحا الرابع الذي أنتخب بطريركاً عام 1967 م هذا البطريرك يعمل الأن على جمع وتوحيد شعبه المنتشر في القراق وسوريا وإيران وجنوب الهند ، وأن يكون منفتحاً على كل الكنائس شرقاً وغرباً ، فقد حضر حفل تنصيب يوحنا بولس الثاني بابا على الكرسي البطرسي بروما[38] .
2 – الــيــعـــاقــبــة :
نشاْ المذهب اليعقوبي في عهد الملك يوستنسانوس الأول في القرن السادس الميلادي ، وينسب الإسم إلى يعقوب البرادعي أسقف مدينة الرها[39] ، ويؤمن المذهب واليعقوبي بالقول بالطبيعة الواحدة في شخص يسوع المسيح ، لكن المتكون من طبيعتين بدون أختلاط ولاإمتزاج ، وهذا المفهوم للطبيعة الواحدة يختلف عن مفهوم أوطيخا أيضاً حول الطبيعة الواحدة ، فيقول أوطيخا بأن المسيح قبل التجسد كان له طبيعتين ( طبيعة إلهية – طبيعة بشرية)ولكن من بعد الأتحاد لم تبق فيه سوى طبيعة واحدة وهى الطبيعة الإلهية ، أما الإنسانية فقد ذابت في الإلهية وتلاشت تماماً كنقطة اللبن في المياه .
هذا المفهوم الخاطيء قد عُقد بسببه مجمع في مدينة خلقدونية451م حُرمت فيه كل أفكار أوطيخا وحرم هو أيضاً وأعتبرت الكنيسة بأن أفكار أوطيخا بدعة ومذ ذاك التاريخ أنقسمت الكنيسة بين شرق وغرب ، بين خلقدوني وغير خلقدوني . إذاً المذهب اليعقوبي قد تبنى مذهب الطبيعة الواحدة ( المونوفيزية ) الكلمية وهذا هو مفهوم ساويروس الأنطاكي والمقصود منه أن الطبيعة الواحدة في المسيح مكونة من طبيعتين بدون إمتزاج ولاإختلاط[40]. اليعاقبة أنصار الطبيعة الواحدة يُعرفون اليوم بالأقباط في مصر والسريان بسوريا ، والأرمن الغريغورين وهؤلاء لم يعترفوا بقرارت مجمع خلقدونية إذا فهم غير خلقدونيين[41]
اليوم أيضاً يرفض الأقباط بأن يقال عنهم يعاقبة بالرغم من أنهم من اصحاب الطبيعة الواحدة كما أنهم يرفضون تماما أفكار ومعتقدات أوطيخا ويعترفون بأن المسيح إله كامل في إلوهيته وإنسان كامل في إنسانيته وهذا ما أقره بابا روما البابا بولس السادس مع بطريرك الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس البابا شنودة الثالث في روما مايو (أيار 1973) وكذلك مع بطريرك الأسكندرية للأقباط الكاثوليك البطريرك إستفانوس الثاني عظاس في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون في صيف عام 1986م ، وصدر عقب هذه اللقاءات بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية بيان الأيمان المشترك ( نؤمن ونقر بأن المسيح إله كامل في ألوهيتة وإنسان كامل في إنسانيته وهو والأب جوهر واحد متحدين معاً دون اختلاط ولاإمتزاج ولاتغيير ) وتبين أن الخلاف محصور فقط في اللفاظ والمفاهيم الفلسفية لافي المعاني الدينية .وبما أن كنسية الآسكندرية ترفض بأن يعقوبية فأقتصر الإسم على اليعاقبة في سوريا الذي تغيير إسمهم إلى السريان الأرثوذكس .إن نشأة اليعاقبة يعود إلى تنَصر بعض العرب وتعرفهم على حياة الرهبان والنساك في خلال القرن الخامس . وكان يُطلق على المكان الذي يلتقون فيه إسم الخيمة وهذه الخيمة توضع تحت سلطة الأسقف ، والخيمة سُتعرف فيما بعد بالإبرشية .المصادر التاريخية تؤكد لنا عن وجود مراكز هامة تؤكد على دخول المسيحية اليها ، منها مركز شرق القدس وأخر جهة دمشق والثالث في بعلبك واكن أساقفة هذه المراكز مشهورين ن فمنهم أسقف بعليك قد حضر مجمع خلقدونية . وتنصير أهل بعلبك يعود إلىدباية القرن الخامس على واحد إسمه نونوس ، إستمرت المسيحية في هذه المنطقة أو المحلة أو الخيمة إلى عهد الفتوحات الإسلامية[42].وأيضاً من المصادر ذاتها يمكنا أن نعرف إنتشار مذهب الطبيعة الواحدة في بلاد الشام وإذدياد عدد اليعاقبة وثأثر العرب باليعاقبة كثيراً وقد شمل المذهب اليعقوبي عدد كبير من قبائل العرب متل طيئ ، مذجح ، بهراء ، وسليح ، وتنوخ ، وغسان ، لخم من اليمن ، أعتنق الغساسنة المذهب اليعقوبي نتيجة تأثرهم بسلوك بعض الرهبان اليعاقبة ، وتأسست لهم أسقفية يعقوبية عام 543م بإسم أسقفية غسان ، زتؤكد بعض مصادر يعقوبية بأن بني غسان قد نفروا من المذهب الملكاني لدرجة انهم منعوهم من أكل الخبز [43]أحوال المسيحيين في ذاك الوقت كانت متقلبة تارة يتبعون المذهب اليعقوبي وتارةً أخرى يتبعون المذهب الملكاني ، لذا فلايمكنا القول برأي قاطع بأن الغساسنة جميعهم أعتنقوا المذهب اليعقوبي . فهناك مصادر تُبين بأن بعض إخوة المنذر لم يكونوا يعقوبيين ، وفي نقش سرياني عُثر عليه سنة 578م مكتوب عليه دعاء لمباركة أمير يُسمى أبو كرب وغخوته المؤمنين ( أبو كرب هو أحد القاب المنذر بن الحارث ) يدعوا فيه لهداية إخوة المنذر إلى التعليم الصحيح من الضلال أي مَن هم في كنف أو عُرف المذهب الملكاني على حسب رأي اليعاقبة .
هكذا كان السريان اليعاقبة يميلون بصلات الدم واللغة فقد دخل العرب سوريا واستقبلهم السريان ورحب بهم على إعتبار انهم الناجين من الإضطهاد البيزانطي ، وإمتازوا بترجماتهم الفلسفية واللغوية الدقيقة فنقلوا مؤلفات عديدة إلى السريانية وحرفوا حروفها إلى العربية ، وقد اشتهر من بينهم كَتاب ومفكرين ومن بينهم يعقوب البرادعى المنسوب إليه تأسيس الطائفة اليعقوبية . ثم أبو رائطة التكريتي الذي كان له مؤلفات عديدة في الربع الأول من القرن التاسع . من اهمها رسالة في الثالوث ورسالة أخرى في التجسد ن كان هذا العالم يعيش في زمن الخليفة المأمون . ومفكر اخر هو يحي بن عدي ، الذي لعب دور رئيسي في إدخال الفلسفة الأرسطية في فلسفة القرون الوسطي ن وبعدها إنتقل إلى بغداد حيث انه ولد في تكريت سنة 893م وترأس مدرسة فلسفية ، وألبتف حوله نخبة كبيرة من الشباب المسلمين والمسيحيين ، أمضى حياته في بغداد عالماً ومفكراً دؤوباً على نسخ الكتب وترجم الكثير من الكتب الفلسفية والروحية واللاهوتية والأخلاقية[44] ، ومع ذلك قد ضعُف المذهب اليعقوبي بسبب الإنقسامات الداخلية [45].
3– الــمــلــكـيــون :
تدُل هذه الكلمة على الروم الكاثوليك الذين ينتمون الأن إلى بطريركيات أنطاكية وأورشليم والإسكندرية[46]
هؤلاء يثلون أتباع قرارات مجمع خلقدونية وقد سمّوا بالملكيين لآن الملك البيزانطي تبنى قرارت المجمع ومن تبع هذا الملك صار ملكاني . وقد اعلنوا إيمانهم مع إيمان المجمع الذي ينص على أن للمسيح طبعتيين واحد إنسانية والأخرى إلهية متحدين معاً دون إختلاط ولا إمتزاج ولاذوبان ولاتغير ولاإنفصال بينهم ، ولايمكن ان يكون هناك أي إختلاف بسبب الإتحاد الجوهري بين الطبيعتين الأب والإبن في جوهر واحد ، والإبن واحد مع الأب في الجوهر ، وأنا والأب واحد [47]. ومن خلال تاريخ الكنيسة الملكانية نفهم بأن لها نفوذ على جهة شمال دمشق وحمص وبُصري والرصافة وتدمر .وهذا دليل كبير على وجود الكنيسة الملكانية وحضورها بين العرب وقد حاول أساقفتها على إستقطاب كل اليعاقبة وتنصير كل العرب بتلك المناطق والملكان يستعملون اللغة اليونانية في طقوسهم [48]. ومن الصعب تحديد ما هيى القبائل اليعقوبية والقبائل الملكانية .
لكن من المعروف بأن في وسط الكنيسة الملكانية أشتهر رجال أقوياء بعلمهم وفضائلهم ومنهم تاوضروس أبو قرة [49]أسقف حران 740- 820 ويُقال أنه تعرف على القديس يوحنا الدمشقي ألذي يعتبر أخر الأباء اليونان[50] ومرجع مهم في المجالات اللاهوتية أما ما عُرف عن تاوضروس بأنه ناقش اليعاقبة وعلماء المسلمين .[51] وقد سلك أبو قرة طريقة ونهج القديس يوحنا الدمشقي في محاربة البدع والرد عليها بالبراهين والأدلة ، وهو اول من كتب باللغة العربية وقد درجت اعماله ومؤلفاته التي تتخطى ال 43 مؤلف في قاموس أعمال الأباء اليونانيين . وقد أملى أبو قره مقالاته على توما أسقف أورشليم 807م وله مجادلات كثيرة لإثبات الدين المسيحي مع علماء المسلمين بحضور الخليفة المأمون[52] .
ثم عالم أخر هو قسطا بن لوقا الذي كان بارعاص في علوم كثيرة منها الطب والفلسفة والهندسة والموسيقي ، فصيحاً في اللغة اليونانية وكذا العربية وقد نقل الكثير من الكتب والقالات من اليونانية إلى العربية ، فصيح اللسان ، بالعربي ، السرياني ن اليوناني . عاش قسطا بن لوقا أيام الخليفة المقتدر بالله مات ودفن بأرمينيا وأكُرم في قبره كالملوك .
إن الفترة الواقعة بين القرن السادس والتاسع كانت مليئة بالمفكرين وعلماء اللآهوت والفلاسفة ، فهى لم فترة عقيمة بل فترة قوية بفكرها ، وإن ما أنتجه هؤلاء في ذالك الوقت تعمل به الكنيسة اليوم كمرجع .
الكنيسة الملكانية تضم اليوم الأن حوالى ثلاث عشر غبرشية منها أربعة في سوريا وسبعة في لبنان ، وواحدة في فلسطين ، مصر ، الأردن ن وبلاد الأغتراب ، يعمل البطريرك الحالي مكسيموس الخامس حكيم جاهداُ للمزيد من الأهتمام بأبناء الطائفة في الخارج .
3– أحــوال الــمــذاهــب المسـيـحـيـة فــي ظــل :
1- الرسول محمد صلى الله وعليه وسلم .
2- الخلافاء الراشدين .
3- العصر الأموي وبداية العصر العباسي .
1- في أيام الرسول :
هذه الفترة تسمى الفترة النبوية حيث أنه في هذه الفترة كان التعامل مع المسيحيين تضبطه أحكام قرآنية ، هذه الأحكام كانت تعتبر بأن المسيحية تتبنى رسالة عيسى وفقاً لمبدأ التوحيد الذي جاء به القرآن ، وتعتبر أيضاً هذه الأحكام بأن أتباع عيسى الحقيقيين هم الذين آمنوا وصدقوا نبؤة محمد وتعاليمه [53].
أشار القران بعدة تسميات للمسيحيين بأنهم أهل الكتاب ، النصارى ، الحواريون ، الرهبان ، القسيسين . ولكن الأشارة الواضحة في تعامل القرآن مع المسيحيين هى أهل الكتاب ، اما لفظة مسيحية لم ترد في القران بنفس مفهومنا اليوم لمعنى كلمة مسيحية ، وفي الوقت يؤكد القرآن على أن عيسى إبن مريم هو المسيح . هذا التأكيد لم يأتٍ في وقت محدد [ل أُطلق عليه منذ ولادته [54] " إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يُبشرك بكلمة منه إسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة وهو من المقربين " . السبب في تشديد القرآن على إستخدام عبارة أهل الكتاب وجود ذات المفهوم بين اليهود والمسيحيين حول فكرة الأله الواحد ( الواحدنية )[55].
قد تعامل القرآن مع أهل الكتاب بطريقة تختلف في تعامله مع المشركيين ولكنه قد فرض عليهم دفع الجزية ( سورة التوبة 29) تارة كان يعتبر النصارى من المشركين ، لذا فقد بعدم نكاح سيداتهم على إعبارهُن مشركات " نهى نكاح المشركات حتى يؤمن " كما أنه أمر بعدم إتخاذ اليهود والنصارى على حد السواء أنصار وحلفاء " ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم على بعض " سورة المائدة 51 . إذاً قد حدد القرآن حدود التعامل مع المسيحيين بإعتبارهم أهل الكتاب وأمرهم بأن يدفعوا الجزية في حالة تمسكهم بعقيتدتهم وعدم دخولهم للإسلام ، وأيضا يدفون الجزية لو أرادو أن يعيشوا في بلاد الإسلام [56] .
قد توجه الرسول إلى المسيحيين أكثر من مرة داعياً إياهم إلى الإسلام بطرق مختلفة فكان يستخدم أسلوب ديبلوماسي وتارة أخرى إسلوب عسكري . ويُبين لنا كاتب السيرة والتاريخ عن إذا ما كانت هناك لقاءات تمت بين الرسول والجماعات المسيحية التي كانت تقطن الجزيرة العربية أقله لإي أثناء الفترة المكية لم تكن هناك أي لقاءات . أما الكتاب فيُبين [انه في السنة الخامسة من الهجرة عدة لقاءات جرت بين الرسول
( المسلمين والمسيحيين ) من نصارى دومة الجندل الذين إنقسموا لقسمين ، قسم مهنم دخل الإسلام والقسم الأخر تمسك بدينه [57]. حتى وإن كان أبن هشام يُبين في كاتب السيرة النبوية بأن الرسول قام بغزروة دومة الجندل ليس فقط لدعوتهم إلى الإسلام بل لحماية التجار المسلمين ، أما الدعوة للإسلام ستكون في الحملة الثانية المّوجهة من الرسول إلى أهالي دومة الجندل بقيادة عبد الرحمن بن عوف ليلاً لهدف دعوة النصارى إلى الإسلام هذه الحملة جعلت الكثير من دومة الجندل يدخل الإسلام ومن أهم الشخصيات ، رئيس قبيلة كلب الأصبع بن عمرو الذي زوج غبنته لعبد الرحمن بن عوف ، من الواضح أن الإسلام أنتشر بسرعة بين أبناء كلب المقمين في دومة الجندل وفي السنة التاسعة من الهجرة عّين الرسول عليهم والياً [58] .
حملات كثيرة قام بها الرسول الهدف منها إخضاع المنطقة تحت سلطتها ، هذه الطريقة ، بالتالي دخل عدد كبير إلى الإسلام بناءً على دعوة من الرسول ، وأخرون خوفاً من القتل .فكل الحملات التي قام الرسول ادت غلى دخول عدد قليل من بني لخم وبني الدار بجوار فروة بن عمرو الجزامي العامل لدى الروم فقد قبضوا عليه وقتلوه ، هذه الأحداث والإخبار نتيجة مواجهة الرسول لنصارى العرب عند أطراف الشام الجنوبية التي قصد منها الرسول لإخضاع المنطقة لسلطته تدريجياً ، وبعد فتح مكة كانت هناك عدة إتصالات بين الرسول ومن يعيشون في في البحرين خصوصا نصارى العرب ونصارى عبد القيس ، وأسلم منهم المنذر ومن كانوا معه بناءً على دعوة الرسول ، حيث أن نصارى عبد القيس يشكلون اهم مجموعة مسيحية في البحرين[59] . أما المسيحيين غير العرب قد بقوا مسيحيين إلى أواخر القرن السابع الميلادي .
من بين الرويات الكثيرة تبين أحداها موقف اهالى نجران من الإسلام والدعوة المحمدية ففي السنة العاشرة من الهجرة بُعث خالد بن الوليد إلى نجران ليدعوا اهلها إلى الإسلام دون قتال ، ومن المحتمل أن يكون خالد بن الوليد قد نجح في إقناع الحارث بن كعب بالإسلام ومن غير المعروف على وجه التدقيق إذ كانت الدعوة تخص المسيحيين أم موجهة إلى الوثنيين من بني الحارث بن كعب ، فالأمر كان بين إختيارين الأسلام أو القتل . فنحن نعرف بأن أحد أحكام القرآن [ان من يريد ان يبقى على دينه وعقيدته من النصارى فليبق عليه بشرط أن يدفع الجزية . أستعمل محمد أسلوب المناقشة والمسامحة مع وفد نجران فقد سمح لهم بأن يصلوا في مسجده وقت الصلاة ، وكان محمد يقصد من موقفه هذا دعوة النصارى إلى الإسلام وخصوصاً أن نصارى نجران يُعتبرون من ذوي الأملاك ورجال إقتصاد وتجارة ، فمحاولات محمد لم تكن موفقة بالقدر الكافي لآن عدد كبير من نصارى نجران تمسكوا بعقيتدهم المسيحية .[60]نستخلص بأن الأعداد التي تبعت النبي محمد لم تكن متأصلة في المسيحية بالقدر الكافي كالأخرين الرافضين الدخول إلى الإسلام لأنهم كانوا متأصلين في إيمانهم وعقيدتهم [61]
الــعــهــد الــراشــيــدي :
بعد وفاة الرسول حدثت بعض تقلبات وإضطربات في صفوف العرب الذين دخلوا الإسلام ، فمنهم من إرتد عن الإسلام بعودته إلى المسيحية . وبالرغم من التقلبات والإرتداد فشل المسيحيون نوعاً ما في مواجهة المسلمين إلى ان أخضعت المنطقة نهائياً للمسلمين . في الوقت التي ظهرت فيه إمراءة متنبئة إسمها سجاح قد حاولن خلق طائفة جديدة ، حيث أنها راسخة في الإيمان المسيحي ، وحاولت مواجهة الإسلام فضمت إيها بعض العشائر من أجل تحقيق هدف سياسي كان يكمن في ذهن سجاح ولكن لم يتحقق الهدف الذي كانت تقصده سجاح وهو تأسيس طائفة جديدة . وعلى ما تقول بعض الروايات بأن سجاح اعلنت إسلامها في عهد معاوية بن أبي سفيان . أجمعت كتب التاريخ والفتوحات بأن مسيحي نجران بقوا على عهدهم للرسول حتي بعد وفاته، وقد جدد أبوبكر هذا العهد وهو بقائهم على دينهم بشرط دفع الجزية ، في حين أن عمر بن الخطاب قد قرر إخراجهم من الجزيرة العربية ، وجاء هذا القرار تنفيذاً لوصية الرسول محمد التي تنص على عدم وجود دينان في ارض العرب .وموقف عمر من اهل نجران جاء بناءً على فكرته بأنهم أصبحوا يشكلون قوية عسكرية لايستهان بها ومن الممكن أن تتحول إلى خطورة على المسلمين في شبه الجزيرة العربية . وكتب عمر بن الخطاب كتاب إلى مسيحي نجران نفهم منه بأنه أوصى بأن يبقوا على ذمة المسلمين ، وطلب من كل مُسلم أن ينصرهم على كل من يعاديهم. كما انه تفيدنا بعض المصارد بأن مسيحي نجران تفرقوا في إلى الشام والعراق ، ومن هنا يمكنا ان نفهم بأن عمر كان مرن نوعاً ما في تعامله مع المسيحين ، وقد وقف الكثير من المسيحين موقف المؤيد والمناصر للمسلمين في معاركهم ضد الفرس سنة 13 هـ في معركة الجسر حتى معركة تكريت في عام 16هـ ، وذلك بإستجابة عرب تكريت من إياد وتغلب إلى دعوة القائد عبدالله بن المعتم بنصرته على الروم ، وفي سنة 17هـ دخات الجيوش الإسلامية الجزيرة الفراتية ، فقبيلة إياد لجاءت إلى بلاد الروم لحمايتها وهذا ما آثار ردة فعل غير طبيعة لدى عمر بن الخطاب ، إذ طلب من ملك الروم بإخراج بني إياد وغلا يطرد كل المسيحيين المقمين في بلاد الإسلام . هذا الموقف إتخذه عمر بن الخطاب خوفاً من أن يتحول إلى ظاهرة .
خــلاصــــــــة :
تغير وضع الآتصالات التي كانت قائمة بين المسلمين والمسيحيين في فترة النبي والتي عُرفت بالفترة النبوية ، بمجيء عهد الراشدية الذين عملوا جاهدين على زوال المسيحية العربية من شبه الجزيرة العربية . كما أن عهد أبو بكر الصديق شهد إنتصار على المسيحيين العرب في الأطراف الشمالية للجزيرة العربية .
أما عهد عمر بن الخطاب فقد شهد تحول أساسي في تاريخ المسيحية العربية وهو إجلاء مسيحي نجران من الجزيرة العربية ليسكنوا في جنوب العراق . ثم لجوء جماعات إياد وبي غسان إلى بلاد الروم .
وعن عهد عثمان بن عفان فقد شهد زوال المسيحية تماماً من عُمان وبالتالى فالمسيحية العربية لم تصمد أمام ظهور الإسلام ، سوي المسيحيين المتمسكين باليونانية والسريان أيضاً ، وهذا يُعني بأن الإسلام لم يكن في إستطاعته السيطرة على كل المسيحيين[62]. العهد الأموي والعباسي : إتسمت هذه الفترة او هذا العهد بالتسامح والتعامل الحسن مع المسيحيين وبالأخص في الفترة الأموية
5- خاتمه :
إن دراسة موضوع القبائل والمذاهب في شبه الجزيرة العربية مهم جداً لمعرفة تطور ونمو الفكر المسيحي وظهور الأسلام هذا النحو والظهور قد لعب دوراً هاماً واساسياً وهو تحويل بعض القبائل منِ فكرة الأشراك بالله الى التوحيد .إن ما لاحظته في هذا الموضوع هو الصراع القائم بين المذاهب حول مَن يتبعه من القبائل مرأيا الغساسنه يميلون الى المذهب اليعقوبي واللخميون يميلون الى المذهب النسطوري . حتى ان الخلاف بين المذهب اليعقوبي القائل بوجود طبيعة واحدة في المسيح والمذهب النسطوري وجود الطبيعية ورفضه لأن تكون مريم العذراء أم الله فإن أباء الكنيسة لم يقفوا مكتوفي تجاه الأفكار المخرفة عن الإيمان القوي بل أعلن كيرلس الكبير بطريرك الأسكندرية أمومة العذراء وقال إن العذراء مريم هي والدة الأله . هذه الأفكار كانت موجودة بين القبائل المسيحية الموجودة في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الأسلام وبعد ما ظهر الأسلام وجاء النبي محمد التي تقول بعض المصادر إنه تعلم النصرانيه من أحد اقرباء زوجته خديجه وهو ورقه بن نوفل قس النصارى في ذاك العمر قد أحدث النبي محمد تغيرات كثيرة في قبائل الجزيرة العربية ووضع أحكاماً مِن أهمها الدخول في الإسلام سواء بالتراضي أو بالقتال ولكن بناءً الى نص قراني يشترط فيه على مَن يبقى على دينه وعقيدته يدفع الجزية وهذا الخط قد سلكه الخلفاء من بعده فجاء ابو بكر الصديق وشهد عهده انتصار على المسيحين العرب في الأطراف الشمالية لشبه الجزيرة العربية ، كما شهد ايضاً عهد عمر بن الخطاب تحول اساسي في تاريخ المسيحية وهو محاولاته على اجلاء مسيحي تجران من الجزيرة ليسكنوا في جنوب العراق وعهد عثمان بن عفان إزالة قامه لمسيحي عمان وكل هذا لايعني ان المسيحيه تلاشت عَاماً من الجزيرة بل بقي فيها بعض قبائل مثل قبيلة تغلب التي كانت تعتبر ان الخروج عن الدين يعني الخروج من القبيلة ، بجانب المسيحين الذين كانوا مرتبطين بالكنيسة اليونانية والسريانيه ، بقيت المسيحية وستبقى وبقى الإسلام. والإسلام والمسيحية معاً في طريق واحد نحو الله .
مشاكل كانت في طريقي :
قد وجدت صعوبة في الحصول على مراجع كافية لتناول هذا الموضوع بطريقة موضوعية اكثر من ذلك ، ولكن قد عملت بقدر المستطاع على الأستفادة من المراجع التي كانت موجودة بين يدي .
كما اني لم اوفق في أخذ وقت كافى لدراسة الموضوع بطريقة منهجية أكاديمية . وما أقدمه الآن أمامكم ما هو إلا قداوة سريعة للمرجعين الأساسين الذي كان اعتمادي عليهم، إلا وهما كتاب الأب "جورج شحاته قنواتي" المسيحية والحضارة العربية الصادر عن دار الثقافة بالقاهرة، تحت رقم الإيداع بدار الكتب : 5191 / 1992 طبعة ثانية . ويُظهر هذا الكتاب ، عن كيفية تأثير الحضارة العربية في الحضارة الغربية ، ومساهمة المسلمين والمسيحين معاً في بناء حضارة إنسانية، ثم معايشة الطرفان معاً على مدى قرون طويلة . تعايشوا معاً في ظل ظروف واحدة ، إجتماعية وثقافية، وخصوصاً للمسيحين في البلاد العربية، وما لعبه المفكرون المسيحيون مِن دور ايجابي في نقل التراث القديم الى حضارة جديده صرحُها عالي وشامخ . وقد سعى الأب قنواتي لجمع كل البيانات سواء مقالات أو مخطوطات ، ليضع امامنا موسوعة للحضارة العربية التي ساهم فيها المسيحيون بجزء أكبر على مر التاريخ . قد قسم الأب قنواتي كتابه الى قسمين اساسين ، هما ، الأول هو : نشأة المسيحية ، وشمل القسم الأول خمسة ابواب كل باب شمل ما بين ثلاثة وخمسة فصول .
تناول الأب قنواتي في الباب الأول ، محتوى ، لو ص ، الوارد في العهد القديم، ثم المبادىء المشتركة ، إله واحد، قيوم ، مُحب للبشر، غفور ورحيم .
وفي الباب الثاني ، الطوائف المسيحية قديماً مثل الأريوسية، النسطورية، الأقباط، واليعقوبية .
اما في الباب الثالث ، المسيحية في الجزيرة العربية، الغساسنة، اللخميون، النصرانية
الباب الرابع ، التراث اليوناني ، الروماني ، اسكندرية ، انطاكية، الرها ، والأديره النصرانية في الأسلام .
ويختم الأب قنواتي القسم الأول بالباب الخامس ، متناولاً المسيحيون في بغداد ، والعلوم اليونانية عند السريان، وحركات الترجمة، ومساهمة العلماء المسلمين في تعريف التراث اليوناني .
القسم الثاني: يتحدث الأب جورج قنواتي فيه في ثلاثة ابواب، عن شعراء عرب مسيحيون، والثاني عن أطباء وصيادلة مسيحيون، والثالث عن المسيحيون في مصر والعراق .
هذا الكتاب جدير بقراءته لكل من يريد أن يعرف شيئاً عن التراث العربي ، وتأثيره في تكوين حضارة إنسانية . اما الكتاب الثاني فهو المسيحية العربية وتطوراتها .
الــمــراجــع :
1- جورج شحاتة قنواتي ، المسيحية والحضارة العربية – دار الثقافة – القاهرة مارس (أذار) 1992 .
2- سلوى بالحاج صالح ،دكتورة – المسيحية العربية وتطوراتها – دار الطليعة للطباعة والنشر- بيروت آب
(أغسطس) 1997 .
3- حنا الفاخوري ، تاريخ الأدب العربي .
4- نهى نجار، موسوعة الأديان السماوية والوضعية – الديانة المسيحية – دار الفكر اللبناني – بيروت 1995 .
1. [1] – هذا البحث تم العمل عليه وتقديمة إلى جامعة القديس يوسف في بيروت معهد الدراسات المسيحية الاسلامية في العام 2000 وبموجبه حصلت على دبلوم في الدراسات المسيحية الاسلامية من المعهد المذكور على أمل المتابعة .
1- حنا الفاخوري ، " كتاب تاريخ الدب العربي " ص13
[3] حنا الفاخوري ، " كتاب تاريخ الادب العربي " ص16
[4] – سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار اللطليعة ، بيروت ، ص11-14.
[5] – حنا الفاخوري ، " كتاب تاريخ الأدب العربي " ، ص 18.
[6] – جورج شحاته قنواتي ، الأب الدكتور ، المسيحية والحضارة العربية ، دار الثقافة القاهرة ، ص57-58.
[7] – سلوى بالحاج صالح ، دكتوره ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار اللطليعة بيروت ، ص 67
[8] – سلوى بالحاج صالح ، دكتوره ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة بيروت ، ص 69
[9] – حنا الفاخوري ، تاريخ الأدب العربي ، ص13
[10] – حنا الفاخوري ، كتاب تاريخ الأدب العربي ، ص14.
[11] – سلوى بالحاج صالح ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة بيروت ص19
[12] -حنا الفاخوري ، كتاب تاريخ الأدب العربي ، ص13.
[13] – سلوي بالحاج صالح ، دكتوره ، المسيحية العربية وتطوراتها دار الطليعة ن بيروت ، ص22
[14] -جورج شحاته قنواتي ، الأب الدكتور ، المسيحية والحضارة العربية ، ص68
[15] – جورج شحاته قنواتي ، الأب الدكتور ، المسيحية والحضارة العربية ، ص67
[16] – سلوى بالحاج صالح ، دكتور ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة بيروت ، ص21
[17] – -سلوى بالحاج صالح ، دكتور ة ، المسيحية العربية تطوراتها ، دار الطليعة بيروت ، ص24
[18]
[19] – جورج شحاته قنواتي ن الأب الدكتور ، المسيحية والحضارة العربية ، دار الثقافة القاهرة ، ص68
[20] – الضجاعمة هم سلالة زوكوموس الذي عاش في أواخر القرن الرابع المميلادي وهذا كان عاملاً عند الروم في سوريا .
[21] – جورج شحاته قنواتي ، الأب الدكتور ، المسيحية والحضارة العربية ، دار الثقافة القاهرة ، ص68-70.
[22] جورج شحاتة قنواتي ، الأب الدكتور ، المسيحية والحضارة العربية ، دار الثقافة ، القاهرة ، ص71
[22] – مجمع خلقدونية تم عقده في خلقدون سنة 451م ، من أجل التباحث حول مفهوم كريستولوجية المسيح ومناقشة مفهوم الطبيعة الواحدة ن وقد حدد أباء المجمع ن أن تعليم أوطيخا الراهب القائلة بأن الطبيعة الإنسانية ذابت واضمحلت في الإلهية ن مناقضة لمفهوم الإيمان القويم ، ومنذ ذلك التاريخ إنقسمت الكنيسة إلى قسمين أحدهما مونوفيزيتي والأخر خلقدوني .
[23] – سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة بيروت ؛ ص 26
[24] سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ، ص27
[25] – جورج شحاته قنواتي ، الأب الدكتور ؛ المسيحية والحضارة العربية ، دار الثقافة ، القاهرة ص 75
[26] – أسد رستم ، كتاب تاريخ مدينة الله العظمى انطاكية ، ص15
[27] – سلوى بالجاح صالح ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ، ص54
[28] – جورج شحاته قنواتي ، الأب الدكتور ، المسيحية والحضارة العربية ، دار الثقافة ، القاهرة ، ص 77
[29] – جورج شحاته قنواتي ، الأب الدكتور ، المسيحية والحضارة العربية ، دار الثقافة ، القاهرة ، ص79
[30] – سلوى بالحاج صالح ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ص55- 59
[31] – جورج شحاته قنواتي ، الأب الدكتور ، المسيحية والحضارة العربية ، دار الثقافة ، القاهرة ص39
[32] – نهىّ نجار ، موسوعة الأديان السماوية الوضعية ، الديانة المسيحية ، دار اللبناني ، بيروت ، ص153
[33] – نهى نجار ، موسوعة الأديان السماوية الوضعية ، الديانة المسيحية ، دار الفكر اللبناني ، بيروت ، ص173
[34] – نُهى نجار ، موسوعة الأديان السماوية الوضعية الديانة المسيحية ، دار الفكر اللبناني ، بيرو ت ، ص 154
[35] – جورج شحاته قنواتي ، الأب الدكتور ، المسيحية والحضارة العربية ، دار الثقافة ، القاهرة ، ص 42
[36] – سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ، ص 28
[37] – نُهى نجار ن موسوعة الأديان السماوية الوضعية ، الديانة المسيحية ، دار الفكر اللبناني ن بيروت ، ص174
[38] – نُهى نجار ، موسوعة الأديان السماوية الوضعية ، الديانة المسيحية ، دار الفكر اللبناني ، بيروت ، ص 176
[39] – نُهى نجار ، موسوعة الأديان السماوية و الوضعية ، الديانة المسيحية ، دار الفكر اللبناني ، بيروت ، ص132
[40] -سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ، ص29
[41] – نهى نجار ن موسوعة الأديان الوضعية ، الديانة المسيحية ، دار الفكر اللبناني ، بيروت ص155
[42] – سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ص33
[43] – سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار اللطليعة ، بيروت ص37
[44] – جورج شحاته قنواتي ، الدكتور الأب ، المسيحية والحضارة العربية ، دار الثقافة القاهرة ، ص323
[45] – نُهى نجار ، موسوعة الأديان السماوية والوضعية ، الديانة المسيحية ، دار الفكر اللبناني ، بيروت ، ص181
[46] – نُهى نجار ، موسوعة الأديان السماوية والوضعية ، الديانة المسيحية ، دار الفكر اللبناني ، بيروت ، ص176
[47] – إنجيل يوحنا الأصحاح 10/30
[48] – سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ن دار الطليعة ، بيروت ، ص41
[49] – جورج شحاته قنواتي ، الأب الدكتور ، المسيحية والحضارة العربية ، دار الثقافة ، القاهرة ، ص 343.
[50] – نُهى نجار ، موسوعة الأديان المسماوية والوضعية ، الديانة المسيحية ، دار الفكر اللبناني ، بيروت ، ص 175
[51] – نُهى نجار ، موسوعة الأديان السماوية والوضعية ، الديانة المسيحية ، دار الفكر اللبناني ، بيروت ، ص 176
[52] جورج شحاته قنواتي ، الأب الدكتور ، المسيحية والحضارة العربية ، دار الثقافة ، القاهرة ، ص 343-344
[53] – سلوى بالحاج صالح ، دكتوره ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ، ص 119
[54] سلوى بالحاح صالح ، دكتوره ،المسيحية العربية ، وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ، ص104
[55] سلوى بالحاج صالح ، دكتوره ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ، ص120
[56] – سلوى بالحاج صالح ، دكتوره ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ، ص 126
[57] – سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار اللطليعة ، بيروت ص 127
[58] -سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ن بيروت ، ص129
[59][59] – سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ، 132
[60] – سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ، ص 133- 136
[61] – سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ، ص 140
[62] – سلوى بالحاج صالح ، دكتورة ، المسيحية العربية وتطوراتها ، دار الطليعة ، بيروت ، ص131-164
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق