الاثنين، 4 ديسمبر 2017

من تاريخ الأحلام: من غلغامش حتى فرويد؛ إعداد محمد الحجيري.



من تاريخ الأحلام
إعداد محمد الحجيري 

"إن تأويل الأحلام هو الطريق الملكية لاستكشاف اللاوعي" يقول فرويد.
رغم التقنيات العديدة التي اعتمدها فرويد في استدراج اللاوعي المكبوت إلى الوعي، في علاجه لمرضاه، إلا أن تأويل الأحلام كان التقنية المفضلة عند فرويد كما يصرح بذلك..
لكن الاهتمام بالأحلام لم يبدأ مع فرويد، بل ربما اهتم الإنسان بالأحلام منذ أن بدأت الأحلام، وربما كان ذلك تاريخ ذلك يعود إلى تاريخ الإنسان ذاته.

إبراهيم

لقد حلم ابراهيم الذي يرى في المنام أنه يذبح ابنه، البعض يرى بأنه اسماعيل، بينما يرى آخرون بأنه إسحق،
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ۚ قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴿١٠٢﴾
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴿١٠٣﴾
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ ﴿١٠٤﴾
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٠٥﴾
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴿١٠٦﴾
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴿١٠٧﴾ (الصافّات)

يوسف 

ثم حلم يوسف بن يعقوب، الذي يحدثنا عنه القرآن بأنه حدّث أباه وقال "يا أبتِ إني رأيتُ أحد عشر كوكباً والشمس والقمر، رأيتُهم لي ساجدين"..

فرعون

وبعد ذلك تخبرنا نصوص الديانات الإبراهيمية عن حلم فرعون، حيث
قال "الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون" كما ورد أيضاً في القرآن..

غلغامش

لكن أقدم النصوص المدوّنة التي تتحدث عن الأحلام هي ملحمة غلغامش قبل أكثر من أربعة آلاف عام، حيث تخبرنا نصوص الملحمة عن غلغامش الذي
"تنبه من نومه يقص على أمه حلمه:
26- (( أماه، رأيت في ليلة البارحة حلماً؛
27- كانت السماء حاشدة بالنجوم،
28- وكشهاب آنو الثاقب، واحد منها انقض علي.
29- زمت رفعه فثقل علي،
30- حاولت إبعاده فصعب علي.
31- تحلق حوله أهل أوروك.
32- تجمهر الناس حوله،
33- تدافع الجميع إليه،
34- أحاط الرجال به.
35- وبينما رفاقي يقبلون قدميه،
36- ملت عليه كما أميل على امرأة.
37- وضعته عند قدميك،
38- فجعلته بنفسك لي نداً)).
39- الحكيمة المحنكة بكل الأمور، قالت لجلجامش:
40- ننسون، الحكيمة المحنكة بكل الأمور، قالت لجلجامش:
41- ((نجم السماء هذا، نظير لك.
42- إن الذي انقض عليك كشهاب آنو الثاقب،
43- والذي رمت رفعه فثقل عليك،
44- وحاولت إبعاده فصعب عليك،
45- الذي وضعته عند قدمي،
46- فجعلته بنفسي لك نداً،
47- الذي ملت عليه كما تميل على امرأة.
العمود السادس:
1- هو رفيق عتي، يعين الصديق عند الضيق.
2- أوقى من في الفلاة ذو بأس عظيم،
3- متين العزم كشهاب آنو الثاقب.
4- لقد ملت عليه كما تميل على امرأة،
5- وهذا يعني أنه لن يتخلى عنك قط.
6- هذا هو معنى حلمك)).
7- تابع جلجامش حديثه لأمه:
8- (( أماه، لقد رأيت حلماً آخر:
9- في أوروك المنيعة، فأس مطروحة، تجمعوا عليها.
10- تحلق أهل أوروك حولها،
11- أحاط أهل أوروك بها،
12- تدافع الناس إليها.
13- وضعتها عند قدميك.
14- ملت عليها كما أميل على امرأة،
15- فجعلتها بنفسك لي نداً)).
16- الحكيمة بكل الأمور، قالت لابنها:
17- ننسون، الحكيمة المحنكة بكل الأمور، قالت لجلجامش:
18- ((إن الفأس التي رأيت، رجل
19- لقد ملت عليها كما تميل على امرأة،
20- ولقد جعلتها بنفسي لك نداً،
21- معنى ذلك: رفيق عتي، يعين الصديق عند الضيق،
22- أقوى من الفلاة ذو بأس عظيم،
23- متين العزم كشهاب آنو الثاقب.
24- فتح جلجامش فمه قائلاً لأمه:
25- (.. ..) فليبتسم لي حظ عميق،
26- (.. ..) فأحظى برفيق."

(نص غلغامش مأخوذ عن فراس السواح)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق