الخميس، 3 نوفمبر 2016

الانتخاب الطبيعي وبقاء الأصلح عند دارون.




دارون: الانتخاب الطبيعي وبقاء الأصلح (الأنسب)

"يبدو أن هذين الصيادَيْن كانا يعبران حرشاً عندما صادفا دبّاً رماديّاً غاضباً جداً (وجائع جداً).
بدأ أحد الصّيادَين يتخلّص من عتاده ملقياً به إلى الأرض.
سأله الثاني: ما الذي أنت فاعله؟
ـ سأجري...
+ لا تكن سخيفاً.. لا يمكنك أن تجري أسرع من الدبّ!
ـ ليس عليّ أن أجري أسرع من الدبّ، فقط عليّ أن أجري أسرع منك أنت" !
(مؤلّف مجهول)

إن قصة الدبّ والصيادَيْن هي مثال جيّد لتوضيح مبدأ الانتخاب الطبيعي وبقاء الأصلح الذي قال به تشارلز دارون.
تخيّل التقدّم بالزمن ثلاثين أو أربعين عاماً بعد ذلك اللقاء في الغابة.
الصيّاد الذي كان قادراً على الجري بشكلٍ أسرع كان قد نجا، وهو الآن محاطٌ بالأبناء والأحفاد الذين يحملون مورّثاته، بما في ذلك مورّثاته التي ساعدته على النجاه عند مقابلة الدبّ..
إن العدْوَ بسرعة أكبر سمةٌ تمنح صاحبها امتيازات بقاء واضحة.
لكن لا تبقى هذه السمة دائما هي التي تعطي الأفضلية للبقاء بالانتخاب الطبيعي.
على سبيل المثال، بمجرد أن يغدو أفراد الجماعة بكاملهم قادرين على الركض أسرع من الحيوان المفترس، لا تعود القدرة على السرعة أكثر، سمةً مساعدة على البقاء، فلا جدوى تُذكر من الركض أسرع من الآخرين بعد هذا الحَدّ من السرعة.
تغيّر البيئة ومفهوم الأصلح:
وكثيراً ما تتغيّر البيئة الطبيعيّة. على سبيل المثال، إذا كان لحشرةٍ لونٌ قريبٌ من لون نوعٍ معيّن من الأشجار فإنها قد تختبئ بذلك عن عيون الطيور .. في هذه الحالة، الانتخاب الطبيعي سيحبّذ ذلك النمط من اللون.
لكن، إذا جاءت آفةٌ وقضت على هذا النوع المعيّن من الأشجار، فإن الميزة تختفي.
في الواقع، عندما تحط هذه الحشرات على أغصان الأشجار الأخرى قد تبدو واضحةً، لذا فإن ما كان ميزةً يغدو معوّقاً.
بعبارة أخرى، إن الصفات الجسديّة المعيّنة ليست جيّدة أو سيّئة بحدّ ذاتها، لكنها جيدة أو سيّئة بالنسبة إلى البيئة التي يجد الكائن نفسه فيها.
أو، الأصلح ليس هو لا الأجمل ولا الأقوى، بل هو ما يتناسب مع ظرف محدّد، فإذا تغيّر هذا الظرف، تغيّرت صفات الأصلح أيضاً.
(عن سلسلة عالم المعرفة؛ هل نحن بلا نظير؟ الصفحة 105 وما بعدها)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق