الوعي واللاوعي وما قبل الوعي.
برغسون:
كان برغسون يعتبر بأن الوعيَ من طبيعةٍ روحية لا يفنى.كلُّ حالاتِ الوعي الماضية محفوظةٌ منذ بدايات وعيِنا الأولى في مرحلة الطفولة حتى الآن. وهي بما هي كذلك، أي من طبيعة روحية، فإنها تبقى حتى بعد تحلّل الجسد.
كل ما في الأمر بحسب الفيلسوف الروحاني برغسون، أن الأداة التي كانت تتحكّم في استحضار الوعي لم تعد موجودة، ويقصد بذلك الدماغ، الذي هو أداةٌ لتنظيمِ حضورِ الوعي بحسب حاجة الفعل الحاضر.
لكن قبل استحضار الخبرات الماضية والذكريات في الوعي الحاضر، أو قبل استحضار الوعي الماضي في اللحظة الحاضرة، ماذا يمكن أن نسمي ذلك الوعي الغائب الآن؟
بحسب برغسون، يكون لاواعياً.
فاللاوعي عنده هو احتجاب الوعي الماضي عن اللحظة الحاضرة بسبب عدم الحاجة إليه، لكنه جاهزٌ للاستحضار من جديد، إذا كانت آلة الاستحضار (التي هي الدماغ) سليمة.
فرويد:ما يسمّيه برغسون "اللاوعي" يعطيه فرويد لقب "ما قبل الوعي".
يقول فرويد في كتابه "الأنا والهو" بـ "أن العنصر النفسي (كالفكرة مثلاً) لا يكون شعورياً دائماً. فالفكرة التي تكون شعوريةً الآن لا تظل شعوريّةً في اللحظة التالية، مع أنها تستطيع أن تصبح شعوريّةً مرّةً ثانيةً تحت شروطٍ معيّنة من السهل توفّرها. أما عن حالة الفكرة في الفترة الواقعة بين هاتين الحالتين فلسنا نعرف شيئاً. نستطيع أن نقول إن الفكرة كانت "كامنة"...".
أما اللاوعي عند فرويد فيكتسب معنىً آخر. إنه الخبرة التي لا نعرف أنها قد حصلت معنا.
إنه الوعي الذي يستحيل عليه الحضور، أو هي "الدينامية العقلية" أو "العمليات العقلية أو الأفكار" التي تظهر آثارُها في السلوك، لكنها هي نفسها لا تظهر. ببساطة لأن هناك من يمنعها من الظهور: أي الرقابة. (الأنا الأعلى).
واللاوعي هنا هو الوعي "المكبوت" الذي تساعدنا تقنيات التحليل النفسي على استعادة الوعي به..
يقول فرويد في كتابه "الأنا والهو" بـ "أن العنصر النفسي (كالفكرة مثلاً) لا يكون شعورياً دائماً. فالفكرة التي تكون شعوريةً الآن لا تظل شعوريّةً في اللحظة التالية، مع أنها تستطيع أن تصبح شعوريّةً مرّةً ثانيةً تحت شروطٍ معيّنة من السهل توفّرها. أما عن حالة الفكرة في الفترة الواقعة بين هاتين الحالتين فلسنا نعرف شيئاً. نستطيع أن نقول إن الفكرة كانت "كامنة"...".
أما اللاوعي عند فرويد فيكتسب معنىً آخر. إنه الخبرة التي لا نعرف أنها قد حصلت معنا.
إنه الوعي الذي يستحيل عليه الحضور، أو هي "الدينامية العقلية" أو "العمليات العقلية أو الأفكار" التي تظهر آثارُها في السلوك، لكنها هي نفسها لا تظهر. ببساطة لأن هناك من يمنعها من الظهور: أي الرقابة. (الأنا الأعلى).
واللاوعي هنا هو الوعي "المكبوت" الذي تساعدنا تقنيات التحليل النفسي على استعادة الوعي به..
ديكارت: الملفتُ في أحد نصوصِ ديكارت، والذي كان ينكرُ أيَّ وجودٍ للاّوعي في الحياة النفسية، فالحياة النفسية بحسب ديكارت هي حياة واعية بالكامل، وكل حديث عن اللاوعي النفسي هو تناقض في التعبير.. الملفت هو اعرافُه بهذا اللاوعي في أحد نصوصه.
يقول ديكارت في إحدى رسائله مفسراً حالة الانجذاب لفتاةٍ معيّنة دون أن نعرف السبب، رغم أنها قد لا تكون جميلةً. يردّ ديكارت ذلك إلى خبراتٍ ماضية منسيّة: أن يعيش الشخص حالة حبٍ في فترة الطفولة.. ثم في فتراتٍ لاحقة من عمره، تجذبه فتاة بطريقة لاواعية لأنها تشبه فتاةَ حبِّه القديم بشكل ما، دون أن يدري. بل إن معرفة سبب الانجذاب قد يقضي على الانجذاب ذاته..
يقول ديكارت في إحدى رسائله مفسراً حالة الانجذاب لفتاةٍ معيّنة دون أن نعرف السبب، رغم أنها قد لا تكون جميلةً. يردّ ديكارت ذلك إلى خبراتٍ ماضية منسيّة: أن يعيش الشخص حالة حبٍ في فترة الطفولة.. ثم في فتراتٍ لاحقة من عمره، تجذبه فتاة بطريقة لاواعية لأنها تشبه فتاةَ حبِّه القديم بشكل ما، دون أن يدري. بل إن معرفة سبب الانجذاب قد يقضي على الانجذاب ذاته..
الملفت للانتباه ايضاً، أن إحدى الدراسات التي تطبق منهجية التحليل النفسي (الفرويدية) على جبران خليل جبران، تظهر أنه قد أقام خلال حياته العديد من العلاقات مع النساء، وأن الجامع المشترك بين كل تلك العلاقات، أنها كانت مع نساء يكبرنه سناً، وأنهنّ كنّ يشبهن أمه بشكل أو بآخر.. وهي الحالة التي تدرسها مدرسة التحليل النفسي تحت اسم "عقدة أويب": أي الرغبة اللاواعية بامتلاك الأم.
فهل هذه "الهفوة" التي ارتكبها ديكارت في رسالته تكشف مكابرته في إنكار وجود اللاوعي النفسي، بينما هو يعترف به بطريقة غير مقصودة أو "غير واعية"؟؟
فهل هذه "الهفوة" التي ارتكبها ديكارت في رسالته تكشف مكابرته في إنكار وجود اللاوعي النفسي، بينما هو يعترف به بطريقة غير مقصودة أو "غير واعية"؟؟
محمد الحجيري 30/1/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق