الثلاثاء، 28 مايو 2019

بين الثقافة والنبوّة (وجهة نظر)؛ م. ح.



 بين الثقافة والنبوّة (وجهة نظر).

لطالما اهتمت الأبحاث والدراسات بالبيئة التي عاش فيها النبي محمد، البيئة الثقافية والدينية والمعرفية..
الديانات التي كانت سائدةً في الجزيرة العربية وبلاد الشام، الأشخاص الذين التقى بهم وتعرّف إليهم..
خديجة وورقة وبحيرا الراهب والأحناف وغيرهم..
لقائلٍ أن يقول، إن هذه الأبحاث تضمر فرضيّةَ أن محمداً قد جاء بما جاء به من خلال تلك المعارف التي تعرّف إليها وتأمّل بها. وبمعنىً آخر، إن خلفية تلك الأبحاث هي إنكار الوحي الإلهي عن النبيّ محمد، وهذا غالباً صحيح. لكن ليس بالمطلق.
هل افتراض وجود الوحي الإلهي، أو الإيمان به، يفترض انفصال ذلك الوحي عن معارف النبي وآرائه وتأملاته؟
هل افتراض الوحي الإلهي يستلزم القول بأن معارف النبي كانت جديدة عليه ولم يتعرّف إليها قبل الوحي؟ وهل جاء الوحي ليلغي عنده معتقداته السابقة؟ أم إن تأهله للنبوّة وللوحي كان بسبب اقتراب معارفه ومعتقداته مما سيأتي به الوحي؟
وما هو الوحي؟ هل هناك فرق بين تأملات النبيّ والوحي، أم إنه هي؟
حتى حين كان يتراجع (النبيّ) عن مواقف سابقة، بفضل ما جاء به "الوحي"، ألا يمكن افتراض أن الوحي كان ناتجاً عن مراجعات وتأملاتٍ عميقة في ما تراجع عنه، وأن هذه التأملات العميقة هي الوحي؟
هل النبوّة هي هذا النضج الشخصي للأنبياء بفضل اهتمامهم وتأملاتهم ومعاناتهم، أم إن شخصيتهم قبل الوحي كانت تشبه شخصية أي فرد في مجتمعهم، وفجأة جاء "الوحي" فصاروا أنبياء، واستبدِلت شخصيةُ النبي بشخصيتهم العاديّة السابقة؟
هل كان الأنبياء مثلاً عبدة أصنام، وفي ليلة وحي جاء الإلهام فجأة ليصبح من كان مثله مثل بقية القوم في يومٍ نبياً ومؤمناً بالتوحيد في اليوم التالي؟
هل كانت النبوّة انقلاباً في حياة الأنبياء، أم كانت المرحلة التي أُترِعَ فيها إناءُ شخصيتهم ففاض نبوّةً بعد مسارٍ من التأمّل والنضج والبحث؟


26/5/2019 

(عن الفيسبوك)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق