ما هي الفلسفة
الوضعية المنطقية؟
شادي عبد الحافظ (محرر علوم)
خلال القرن العشرين، سيطرت
على فلسفة العلم اتجاهات ثلاثة رئيسة، تفرع منها فيما بعد وتطور عنها عدد أكبر من
الفلسفات التي (تفسر/تنتقد) العلم، هذه الاتجاهات هي: الوضعية المنطقية، فلسفة
كارل بوبر، فلسفة توماس كون، بدأت
الوضعية المنطقية عقب الحرب العالمية الأولى متأثرة بالانتصارات العلمية التي
حققتها النظرية النسبية على يد ألبرت أينشتين؛ لكن بحلول العام الخامس والخمسين من
نفس القرن كان الأمر قد انتهى تقريبا بالنسبة لها.
يبدأ الأمر دائما
حينما نقوم بإلقاء سؤالين غاية في الأهمية على طاولة النقاش: "كيف نعرف؟"، ما هي الطريقة التي تمكنك من
معرفة أن الحديد يتمدد بالحرارة، أو أن الشعر الجاهلي حلو،
والسؤال الثاني هو "ما هي حدود المعرفة؟"، عند أي نقطة يمكن لنا
التوقف؟، هل بالفعل يمكن التعرف على العالم خارج ذواتنا أم أن هناك حدودا لذلك
تتعلق بحواسنا؟
شوكة هيوم
لكي نفهم ما يعنيه اصطلاح "الوضعية
المنطقية" دعنا نبدأ بشوكة هيوم (Hume's Fork) (1)، وهو تعبير أطلقه
الفلاسفة فيما بعد على تقسيم هيوم للمعرفة إلى فئتين منفصلتين، تتعلق الأولى
بـ"مسائل الواقع والوجود الحقيقي"، وتعني الأمور المتعلقة بالواقع
وقدرتنا على اختبار وجوده، كأن أقول "الحديد أقوى من الخشب"، هنا كل ما
نحتاجه هو إحضار قطعة حديد وقطعة خشب واختبار قوة كل منهما لمعرفة مدى صحة تلك
الجملة.
الفئة الثانية تتعلق بـ"العلاقات بين
الأفكار"، أي أمور لها علاقة بعالم الفكر فقط، ولاحاجة لنا أن ننزل لأرض
الواقع كي نختبر صحّتها، كالعبارات الرياضياتية أو المنطقية، مثل 1+1=2،
و"أحمد" هو "أحمد"، و"العزّاب غير متزوجين"، بالطبع
هم العزّاب غير متزوجين، تلك العبارات لا تحتاج للتحقق منها تجريبيا في أرض
الواقع؛ لكنها فقط صحيحة بتعريفها.
دعنا -لكي نفهم ذلك
التقسيم بشكل أفضل- نختبر معًا بعض العبارات لنرى قدر المعرفة الذي يمكن أن تقدمه
لا، عبر فكرة هيوم:
1- أحمد في غرفة المكتب
2- القطط بثلاثة أرجل
3- أشعار نزار قبّاني رائعة
4- 5+6=11
5- كل البجع أبيض اللون
6- الغروب عظيم
يتضح هنا أن العبارة الأولى تخضع لتقسيم هيوم فهي شيء يمكن اختباره حينما نذهب لغرفة المكتبة ونرى إن كان أحمد هناك، لاحظ كذلك أن العبارة الثانية يمكن اختبارها؛ لكننا نعرف أنها غير صحيحة، هنا يجب أن نفرق بين كون الجملة ذات معنى وكونها صحيحة، لا يهم إن كانت صحيحة أو خاطئة فتلك ليست المشكلة، المشكلة هو أن تكون العبارة ذات هدف، معنى، يمكن لها تقديم قدر من المعرفة.
العبارات رقم 3 و6، بطريقة هيوم أعلاه، لا
تعبر عن شيء، فكلمة "رائعة" هي أمر لا يمكن اختباره، ولا يمكن تحقيق
اتفاق حولها، سوف يقرأ ألف رجل أشعار نزار قباني؛ ولن يتفق أي منهم مع الآخر حول
درجة روعة أشعاره أو عظمة الغروب، هنا يرفض ديفيد هيوم كل ما يمكن اعتباره
ميتافيزيقا، أو جمل غير ذات هدف، فوجود الشياطين مثلا بالنسبة له هو أمر لا يمكن
اختباره، وليس جملة منطقية، سوف يعامله إذن بنفس الطريقة التي يعامل بها عبارات كـ
"الشعر حلو".
ازدهار الوضعية المنطقية
ظهرت مدرسة الوضعية المنطقية حينما
اجتمع مجموعة من الفلاسفة المهتمين بالعلم والعلماء المهتمين بالفلسفة بعد الحرب
العالمية الثانية (2)، في العشرينيات، للتحاور
حول إنشاء منهج بحث فلسفي جديد، متأثرة بالحرب، والحاجة لتجاوز ضبابية الفلسفة
السابقة، هيغل وهايدغر، والتطور الرهيب للعلوم في تلك الفترة التي مثّلت انطلاقة
للعلم الحديث، وعرفت فيما بعد تلك الاجتماعات باسم حلقة فيينا، ضمت الحلقة كلا من:
مورتس شيليك، أوتو نيوراث، هانز هان، فيليب فرانك، ورودولف كارناب.
أسست تلك المجموعة فلسفتها على أفكار هيوم ثم كتاب لودفيغ فيتغنشتاين الأشهر "رسالة منطقية فلسفية" والذي أشار فيه إلى أن اللغة هي طريقة لـ"تصوير" العالم في أذهاننا؛ أي أنها تعطينا صورا عن العالم الحقيقي، وهذه الصور هي نموذجنا الذي نعرفه عن الواقع، وبذلك تتعلق كلماتنا بحقائق، فأنا أقول إن "الكتاب في غرفة الجلوس" بينما أتصور وجود الكتاب -تجريبيا- في غرفة الجلوس، يقول فيتغنشتاين:
"تهدف
الفلسفة إلى التوضيح المنطقي للأفكار، وليست الفلسفة علمًا إنما هي نشاط. حصيلة
الفلسفة ليست عبارات فلسفية وإنما توضيحا للعبارات، يجب أن تعمل الفلسفة على توضيح
الأفكار وتحديدها تحديدا قاطعا، وإلا ظلت تلك الأفكار مبهمة وغامضة".
قسمت الوضعية المنطقية
العبارات في هذا العالم إلى ثلاثة أنواع، تقترب كثيرا مما أشار إليه هيوم منذ
قليل:
1- عبارات
تحليلية (Analytic): وتعني
تلك الجمل ذات المعنى الصوري، المنطقي، التي يصح معناها بتعريفها، كما قلنا منذ
قليل "كل العزاب متزوجين" أو "2+2=4"، فلو افترضنا أن هذا
العالم قد خلا تماما من البشر، سوف تظل "2+2=4".
2- عبارات تركيبية (Synthetic): جمل يمكن التحقق
منها تجريبيا، كأن أقول إن "المعادن تتمدد بالحرارة"، أو أن "الماء
يغلي عند 100 درجة"، تعني تلك الجملة أنه حينما أضع الماء على النار سوف يبدأ
في الغليان حينما يقرأ ترمومترا ما 100 درجة.
3- عبارات غير ذات
معنى: أي لا تتعلق بالتقسيم السابق مثل: الشعراء أحرار، روايات أحمد مملة، الأشباح
مخيفة، ما أجمل الربيع.. إلخ.
كانت الوضعية المنطقية هي الصورة الأكثر
تطورا لمبادئ التجريبية القائلة -بتعبير لوك- إنه يجب على الفيلسوف تصفية الأرض
المفاهيمية من تلك الأفكار غير ذات المعنى.
الوضعية المنطقية إذن هي محاولة للدمج بين
المنطق الرياضي "أعمال ديفيد هيلبرت ثم برتراند راسل"، وفلسفة اللغة
"لودفيغ فيتغنشتاين"، والتطور العلمي الأخير في النظرية النسبية وقتها،
حتى إن برتراند راسل بعد أن تابع تجربة أرثر إيدنغتون التي أكدت صحة النسبية
العامة باهتمام وانفعال بالغين، قال إنه يرى أن أي شيء بخلاف النسبية لا يستحق
اهتمامًا.
كانت الوضعية المنطقية هي
الصورة الأكثر تطورا لمبادئ التجريبية القائلة -بتعبير لوك- إنه يجب على الفيلسوف
تصفية الأرض المفاهيمية من تلك الأفكار غير ذات المعنى، والوضعية التي أسسها أوغست كونت، والتي تقول إن العالم يتقدم باتجاه
"موجب" (Positive) لكشف الحقائق في
النهاية، ثم في النهاية نصل إلى القول إن
"العبارات ذات المعنى هي فقط تلك التي يمكن لنا التحقق من صحتها أو عدم
صحتها"، أو كما يقول شليك "إن معنى فرض ما هو قابليته للتحقق".
يعني ذلك أن محتوى المعنى من العبارة
يتطابق تماما مع الخطوات التي تحتاجها لإثباتها، وهو ما نعرفه باسم "مبدأ
التحقق" (Principle
of Verification)، حينما -إذن- نتحدث عن
التحقق من "معنى جملة ما"، لا يهم إن كانت تلك الجملة مكتوبة بالعربية
"أحمد في المدرسة" أو بأي لغة أخرى، يقف المعنى فقط عند القدرة على
التحقق منه؛ لذلك لا يتحدث مبدأ التحقق عن
"حقائق"، أو عن "صواب" و"خطأ"، لكن فقط عن معنى
اللغة.
دعنا هنا نقارن بين ما تعنيه الجملتين
"أنا أرى بيتًا"، و"هذا المفتاح مصنوع من الحديد"، تتعلق
الجملة الأولى بحالة تحقق مباشر؛ حيث يمكن حالا أن نتأكد من أنك ترى بيتا، أما
الجملة الثانية فنحتاج أثناء محاولتنا للتحقق منها أن نتحقق مما يعني
"الحديد" أيضا، وهكذا نستمر في التحقق، في النهاية يبقى جانب التحقق من
الادعاءات هو مهمة العلماء التجريبية؛ لكن جانب الفلسفة هو فحص الادعاء نفسه إن
كان قابلا للتحقق أم لا، كونه ادعاءً صحيحا أو لا ليس هو المشكلة.
كل قضية تركيبية لا بد أن تكون تجريبية، فأي ادعاء لا يمكن التحقق من صحته عبر ملاحظات حسّية يعتبر إنشاء بلا معنى، لا يضيف للعالم شيئا.
لذلك، تعامل الوضعيون المناطقة إذن مع العلم على أنه النشاط العقلي الأوحد (3)، والذي ينقسم بين فئتين فقط من الباحثين، العلماء الذين يقومون بجمع البيانات وعمل التجارب، والفلاسفة الذين يقومون بتحليلات منطقية تساعد على تقدم العلم وتطوره، يؤدي ذلك إلى مفهوم غاية في الأهمية وهو أن الفلسفة بذلك تصبح بالكامل علمية، تنطلق من العلم وللعلم، أما عن الميتافيزيقا، الجماليات، الأخلاقيات، الفضائل، السياسة، كل تلك العبارات الانفعالية الوجدانية التي تمثل عوالم السبح الطويل في التأمل، فلا معنى لها.
كل قضية تركيبية لا بد أن تكون تجريبية، فأي ادعاء لا يمكن التحقق من صحته عبر ملاحظات حسّية يعتبر إنشاء بلا معنى، لا يضيف للعالم شيئا.
لذلك، تعامل الوضعيون المناطقة إذن مع العلم على أنه النشاط العقلي الأوحد (3)، والذي ينقسم بين فئتين فقط من الباحثين، العلماء الذين يقومون بجمع البيانات وعمل التجارب، والفلاسفة الذين يقومون بتحليلات منطقية تساعد على تقدم العلم وتطوره، يؤدي ذلك إلى مفهوم غاية في الأهمية وهو أن الفلسفة بذلك تصبح بالكامل علمية، تنطلق من العلم وللعلم، أما عن الميتافيزيقا، الجماليات، الأخلاقيات، الفضائل، السياسة، كل تلك العبارات الانفعالية الوجدانية التي تمثل عوالم السبح الطويل في التأمل، فلا معنى لها.
يعتبر معيار التحقق هو مركز
انطلاق فكرة الوضعية المنطقية للتمييز بين العلم واللاعلم، وبالتالي بين المعنى
واللامعنى، فكل قضية تركيبية لا بد أن تكون تجريبية، فأي ادعاء لا يمكن التحقق من
صحته عبر ملاحظات حسّية يعتبر إنشاء بلا معنى، لا يضيف للعالم شيئا.
يمكن
إذن حصر الوضعية المنطقية في عدة نقاط أساسية:
1- الفلسفة تحليلية: مهتمة
فقط باللغة وتحليلاتها للتخلص مما يشوب التعبيرات اللغوية من لبس وغموض وخلط وزيف.
2- الفلسفة علمية: ولكي تكون
كذلك يجب أن تلتزم بحدود المنطق وتعمل بأدواته، وهي علمية لأنها تقصر التحليل
المنطقي على العبارات العلمية فقط.
3- القضايا إما تحليلية أو
تركيبية: التقسيم السابق أعلاه.
4- الميتافيزيقا لغو: لا
يمكن التحقق من صحتها.
5- معيار التحقق يفصل
بين العلم واللاعلم.
سقوط الوضعية المنطقية
يبدأ نقد الوضعية المنطقية من وضع مبدأ التحقق تحت الاختبار، فحينما نسأل: هل يمكن لنا أن نخضع "مبدأ التحقق" للتحقق؟ تقع الوضعية المنطقية في مأزق لأننا بالفعل لا نعرف طريقة للتحقق منها، فيبدو الأمر كأن هناك ثعبانا يأكل ذيله، يستكمل ذلك الضغط على الوضعية المنطقية عبر مبرهنة عدم الاكتمال لكورت غودل والتي -بتبسيط مخل- تقول إن هناك عبارات في النظام لا يمكن التأكد من صحتها، كالعبارة التي تقول "هذه العبارة خاطئة"، فإذا قلنا إنها "خاطئة" يعني ذلك أنها صحيحة، وإن قلنا إنها "صحيحة" يعني ذلك أنها خاطئة، كل محاولات التحقق منها لا يمكنها إعطاء قرار فيها.
رغم ذلك، يعد أكثر الانتقادات تأثيرا في
الوضعية المنطقية، والذي كان رسميا سبب وقوعها، هو مقال الفيلسوف الأمريكي ويلارد
فان أورمن كواين "عقيدتان في التجريبية"(Two dogmas of empiricism) (4)، المنشور في 1951، وخلاله يضرب كواين
واحدة من القواعد المركزية للوضعية المنطقية، وهي الفصل بين "القضايا
التركيبية والتحليلية" (Analytic Synthetic Distinction).
يجادل كواين في أن القضايا التحليلية هي الأخرى يمكن أن تخضع للفحص، ويعيد تعريف معنى القضية التحليلية ليقول إن جملة "كل العزّاب غير متزوجين" لا تكون صحيحة فقط بتعريفها دون حاجة إلى تجربة؛ بل يضع معنى كلمة "عزّاب" و"كل" و"متزوجين" تحت المجهر، في كوكب آخر قد تعني كلمة "عزّاب" شيئًا مختلفًا، حتى القضايا التركيبية كأن نقول "الماء أزرق" قد لا تصلح في عالم تعني فيه كلمة "أزرق" و كلمة "ماء" أشياء أخرى. يضيف كواين أن القضايا التركيبية يمكن اختزالها للتحليلية والعكس؛ بطريقة لها علاقة بالمعنى ومدى إدراكنا للمرادفات.
ثم يمتد الأمر بكواين بعد ذلك ليتساءل عن
مبدأ التحقق وقدرتنا على التأكد من صحة جملة ما، فيقول إن هناك شبكة من الفرضيات
المترابطة التي لا يمكن اختبار أي منها بمعزل عن بعضها البعض، ويضم لها قناعاتنا
وتصوراتنا عما تعني الأشياء، بدءًا من خبرتنا بأكثر الموضوعات عرضية في الجغرافيا
والتاريخ حتى أكثر القوانين عمقًا في الفيزياء الذرية أو حتى الرياضيات البحتة
والمنطق، بحد تعبير كواين، كواين إذن لا يسأل فقط عن صحة العبارات "س" و"ص"
فحسب؛ بل تمتد أطروحته لتختبر صحة القضايا التحليلية المتعلقة بها، وما تعنيه
الكلمات، حينما نحاول اختبار فرضية "الماء أزرق" قد نضم تساؤلات مثل:
ماذا نعني حينما نقول ماء؟ أو أزرق؟
لذلك يضيف كواين أن "وحدة الدلالة التجريبية هي العلم كله" (The unit ofempirical significance is the whole science)، فالعلم كله شبكة مترابطة من الفرضيات والقضايا والمعاني، حين تكذيب أحدها لا يمكن أن نعرف أين حدث الخطأ، حينما نحاول اختبار فرضية واحدة فنحن بذلك نختبر العلم كله، هنا ظهر مبدأ الكلّية (Holism).
بعد ذلك يجيء دور كارل بوبر
الذي ينتقد معيار القابلية للتحقق قائلا إنه لا يمكن أن يكون هذا المعيار فقط هو
الفاصل بين العلم واللاعلم (5)، فبعض العبارات قد تكون قابلة للتحقق؛ لكن رغم ذلك
تظل غير علمية، تلك النقطة قمنا بمناقشتها بشكل أكثر تفصيلا حينما تحدثنا عن مبدأ
القابلية للتكذيب والذي يعد قلب فلسفة كارل بوبر النابض، فوجهة النظر التجريبية
القائلة إن العلم يبدأ من الملاحظة أثبتت فشلها.
كانت الوضعية المنطقية هي محاولة شجاعة
لصنع فلسفة قائمة على العلم، رغم ذلك تم انتقادها من كل حدبٍ وصوب، كان الأمر أشبه
بهجوم كاسح تحاول خلاله كل فلسفة أو توجه معرفي أن تثبت صحتها من خلال الهجوم على
الوضعية المنطقية، يقول الفيلسوف الأمريكي لاري لاودن (6): إن
جزءا كبيرا من أسباب سقوط الوضعية المنطقية لم يكن فقط بسبب التناقضات المنطقية
التي واجهتها؛ بل في تعارضها مع مذاهب فلسفية ودينية واجتماعية، تلك المجموعة من
الاعتقادات المقبولة على نطاق ثقافي واسع، لقد رفضت الوضعية المنطقية كل شيء
تقريبا، الدين، التاريخ، الفن، الأدب.. إلخ.
هل يمكن في مرحلة ما أن تعود تلك الفلسفة
بقواعد جديدة لتبني فلسفة تنطلق من المنهج العلمي؟ من يدري!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق