في الإيديولوجيا
ليس المقصود هنا الدخول في تعريفات المصطلح: الإيديولوجيا أو علم الأفكار.
المؤدلج بعامةٍ هو الشخص الذي ينحاز إلى رؤية الأمور من خلال وجهة نظر منظومة معيّنة، دينيّة أو سياسية أو عقائدية بشكل عام..
لقد كانت في الثمانينيات وما قبلها تُعتبر مِيزةً ويشعر صاحبها بالفخار والتمايز. ثم فجأةً، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية وتعثر الكثير من المشاريع الحالمة التي كان آخرُها الإسلام السياسي، أصبحت الإيديولوجيا تُهمةً، وتعرّضت لأعنف الهجمات، نذكر من تلك الهجمات ما قام به المفكر على حرب في كتاباته في مرحلة التسعينيّات، التي عادت وخفّت حدّتُها في كتاباته اللاحقة..
المؤدلج صاحب معرفة متمايزة وصاحب موقف.
المشكلة في رأيي أن الموقف كان يطغى على المعرفة ويسطّحها، ويحوّلها إلى كلمات جوفاء لا يعرف صاحبها ماذا تعني ولا ماذا يقصد بها.
وإذا عرف فكانت معرفته مشوّهة وخاضعةً لموقفه المسبق. والأمثلة على ذلك كثيرة وموجودة لدى كل الأطراف: من الماركسيين الذين لا يعرفون ماركس. والإسلاميين الذين لا يعرفون من الإسلام إلا أنه هو الحل وأن كل مشاكلنا بسبب الابتعاد عنه، إلى القوميين الذين لا يعرفون كثيراً عن تعقيدات المجتمعات وعن معطيات العصر السياسية والطرق الأنسب للتقريب بين هذه المجتمعات..
كان الجميع تقريباً يعيش داخل نظرياته في أحسن الأحوال، وداخل كلمات كبيرة لا يعرف معناها غالباً، وفي كل الأحوال بعيداً عن الفهم الموضوعي للواقع، وعن فهم الفكر الذي ينتمي إليه وعن فهم الآخرين الذين يشاركونه أو ينافسونه الحيّز المجتمعي المستهدَف.
كنا نختار الانتماء قبل أن نعرف. ثم ندافع عما لا نعرفه، ونهاجم ما لا نعرفه.
لفت انتباهي منذ أشهر تعليقٌ لأحد الزملاء الأساتذة أننا نشرح للطلاب نظرية أحد الفلاسفة بطريقة فيها الكثير من التعسّف ليكون الردُّ عليها سهلاً ومريحاً.
وبعد الاطلاع على نصّ ذلك الفيلسوف وجدت أن كلام ذلك الزميل كان محقاً إلى درجةٍ كبيرة.
مع الإيولوجيا أم ضدّها؟
باختصار، أنا لست مع أنصاف المواقف. لكن علينا أن نعرف مع ماذا وضد ماذا.
في مرحلة المعرفة أو التعرّف على الآخر المختلف أو الخصم، يجب أن نمارس الرقابة على الذات العارفة لتعرف من موقع المتعاطف والمتفهّم، ثم بعد أن نعرف بهدوء وبموضوعيّة يمكن لنا أن نتخّذ موقفاً نقدياً ومعارضاً.
وفي مرحلة التعرّف على الذات، يجب أن نفعل ذلك بذهنيّة نقديّة حذرة، وبانفتاح على الإفادة من كل الإيجابيات لدى الآخر المختلف. وأن نبقى مستنفِري الحس النقدي على قناعاتنا لتطويرها باستمرار. فلا تطوّر إلا باكتشاف الخطأ وتجاوزه.
بدلاً من أن نحدّد موقعنا بدايةً، ثم نرى الأمور انطلاقاً من ذلك الموقع. علينا أن نرى الأمور باقصى ما نستطيع من الحياديّة، ثم نحدّد موقفنا بناءً عليه.
هذا يذكّرنا بموضوعة العربة والحصان.
وبعد. هل الأفعال تشبه الأقوال؟
أدّعي أنني أحاول.
المؤدلج بعامةٍ هو الشخص الذي ينحاز إلى رؤية الأمور من خلال وجهة نظر منظومة معيّنة، دينيّة أو سياسية أو عقائدية بشكل عام..
لقد كانت في الثمانينيات وما قبلها تُعتبر مِيزةً ويشعر صاحبها بالفخار والتمايز. ثم فجأةً، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية وتعثر الكثير من المشاريع الحالمة التي كان آخرُها الإسلام السياسي، أصبحت الإيديولوجيا تُهمةً، وتعرّضت لأعنف الهجمات، نذكر من تلك الهجمات ما قام به المفكر على حرب في كتاباته في مرحلة التسعينيّات، التي عادت وخفّت حدّتُها في كتاباته اللاحقة..
المؤدلج صاحب معرفة متمايزة وصاحب موقف.
المشكلة في رأيي أن الموقف كان يطغى على المعرفة ويسطّحها، ويحوّلها إلى كلمات جوفاء لا يعرف صاحبها ماذا تعني ولا ماذا يقصد بها.
وإذا عرف فكانت معرفته مشوّهة وخاضعةً لموقفه المسبق. والأمثلة على ذلك كثيرة وموجودة لدى كل الأطراف: من الماركسيين الذين لا يعرفون ماركس. والإسلاميين الذين لا يعرفون من الإسلام إلا أنه هو الحل وأن كل مشاكلنا بسبب الابتعاد عنه، إلى القوميين الذين لا يعرفون كثيراً عن تعقيدات المجتمعات وعن معطيات العصر السياسية والطرق الأنسب للتقريب بين هذه المجتمعات..
كان الجميع تقريباً يعيش داخل نظرياته في أحسن الأحوال، وداخل كلمات كبيرة لا يعرف معناها غالباً، وفي كل الأحوال بعيداً عن الفهم الموضوعي للواقع، وعن فهم الفكر الذي ينتمي إليه وعن فهم الآخرين الذين يشاركونه أو ينافسونه الحيّز المجتمعي المستهدَف.
كنا نختار الانتماء قبل أن نعرف. ثم ندافع عما لا نعرفه، ونهاجم ما لا نعرفه.
لفت انتباهي منذ أشهر تعليقٌ لأحد الزملاء الأساتذة أننا نشرح للطلاب نظرية أحد الفلاسفة بطريقة فيها الكثير من التعسّف ليكون الردُّ عليها سهلاً ومريحاً.
وبعد الاطلاع على نصّ ذلك الفيلسوف وجدت أن كلام ذلك الزميل كان محقاً إلى درجةٍ كبيرة.
مع الإيولوجيا أم ضدّها؟
باختصار، أنا لست مع أنصاف المواقف. لكن علينا أن نعرف مع ماذا وضد ماذا.
في مرحلة المعرفة أو التعرّف على الآخر المختلف أو الخصم، يجب أن نمارس الرقابة على الذات العارفة لتعرف من موقع المتعاطف والمتفهّم، ثم بعد أن نعرف بهدوء وبموضوعيّة يمكن لنا أن نتخّذ موقفاً نقدياً ومعارضاً.
وفي مرحلة التعرّف على الذات، يجب أن نفعل ذلك بذهنيّة نقديّة حذرة، وبانفتاح على الإفادة من كل الإيجابيات لدى الآخر المختلف. وأن نبقى مستنفِري الحس النقدي على قناعاتنا لتطويرها باستمرار. فلا تطوّر إلا باكتشاف الخطأ وتجاوزه.
بدلاً من أن نحدّد موقعنا بدايةً، ثم نرى الأمور انطلاقاً من ذلك الموقع. علينا أن نرى الأمور باقصى ما نستطيع من الحياديّة، ثم نحدّد موقفنا بناءً عليه.
هذا يذكّرنا بموضوعة العربة والحصان.
وبعد. هل الأفعال تشبه الأقوال؟
أدّعي أنني أحاول.
محمد الحجيري
29/12/2015
29/12/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق