إسرائيل": اللاعب
المحتجب..
لقد دمرت أمريكا وإيران العراق
ودمّرت روسيا وإيران سوريا، في وقت تغض أمريكا الطرف بشكل أو
بآخر عن ذلك.
قد يظن النظام في سوريا بأنه سيعود إلى حكم سوريا من جديد
وقد تظن إيران بأنها ستفرض نفوذها انطلاقاً من إيران مروراً بالعراق وسوريا وصولاً إلى لبنان.
وقد تظن إيران بأنها ستفرض نفوذها انطلاقاً من إيران مروراً بالعراق وسوريا وصولاً إلى لبنان.
وهي تطمح إلى ما هو أكثر من ذلك: فهي
تعتبر بغداد عاصمةً لها، وتعتبر دول الخليج تابعة لبلاد فارس، وصولاً إلى اليمن
وغيرها. والمسؤولون الإيرانيون يحلمون بإعادة إحياء أمبراطورية قورش
الفارسية التي تعود إلى بضعة قرونٍ قبل المسيح، وهو حلم يبلغ درجة الهذيان. وكأن عالم اليوم تحكمه أمبراطوريات الشرق..
لا أريد أن أستطرد كثيراً حول طموحات روسيا الأمبراطورية أو
طموحات تركيا الأكثر تواضعاً..
لا أحد يتساءل عما يريده الإسرائيليون من كل ما يجري.. وكأنهم خارج المعادلة، مع أن الجميع سيحاول إرضاءهم، وبخاصة
الأميركيون. أما الروس فكانوا دائمي التنسيق والتشاور معهم في حدود تدخلهم
وعدم اعتراضهم على أي عملية قام بها الإسرائيليون ضد أهدافٍ في سوريا.
في كل الأحوال، إذا تساءلنا عما يرغبه الإسرائيليون في سوريا،
أو عن الوضع الذي يناسبهم.
أظن أن أول ما يناسب الإسرائيليين هو سوريا الضعيفة.
وسوريا المدمرة ستكون طبعاً ضعيفة. على
الأقل لعقودٍ طويلة.
وسوريا (والمنطقة العربية) الغارقة في اقتتال طائفي ومذهبي ضعيفة.
وما يناسبهم أيضاً وأولاً هو كف يد الإيرانيين عن أن يوظفوا
جبهة جنوب لبنان في مساوماتهم مع الأميركيين والغرب.
لكن هل لهذه الرغبة من أهمية على مسار الأحداث؟
إذا كانت الوضعية الأولى قد تحققت من خلال تدمير سوريا مادياً
والتخريب الكبير الذي حصل في النسيج الاجتماعي والتهجير..
فإذا كان البعض يظن بأن النظام سيعيد وضع يده على البلد المدمر،
وبأن الإيرانيين سيمدون نفوذهم على بلاد الشام.. فمن
الأرجح أن نرى الأميركيين وغيرهم يقولون لهذا النظام بأن دوره قد انتهى، وبأن
الملفات العديدة والمعروفة من قبل الجميع والموثّقة، قد آن أوان فتحها، وما كان
التغاضي عنها إلا لأن هذا التغاضي يخدم هدف السماح بتدمير هذا البلد.
ثم سيطلب من الإيرانيين الانكفاء أيضاً.
وسيؤدي ذلك إلى عزل الطريق السريع الواصل بين إيران ولبنان.
وستكون عندئذٍ معطيات جديدة. وسيكون
التعاطي مع الوضع في لبنان باعتباره حالة محصورة في بقعةٍ جغرافية دون امتداداتها
السابقة.
هذا
ما يناسب الإسرائيليين.
لقد كان لافتاً ما نشرته جريدة النهار
اليوم عن تأكيد وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بعد لقائه ديبلوماسيين
أوروبيين في القدس أنه "أياً كان النظام في سوريا في المستقبل، فان ايران والاسد
لا يمكن أن يكونا جزءا من العملية".
ونعود إلى طرح السؤال من جديد: هل من أهمّية لما
يرغب به الإسرائليون أو لما يناسبهم؟؟
7/12/2016
(عن الفيسبوك)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق