يعتبر هيغل بأن فلسفته هي اكتناز يختزل تاريخ الفلسفة بكاملها ويتجاوزه. وبأن فلسفته هي "الـفلسفة" ..
كما يعتبر بأن التاريخ البشري هو تاريخ تجسد العقل في الواقع، أو هو مسار الطبيعة في سيرها نحو العقلنة.. فكل ما واقعي هو عقلي. وبالتالي فإن التاريخ في مسيرته يطرح من ثناياه كل ما هو لاعقلي سيراً نحو عقلنة كاملة هي "الروح المطلق".. حيث يصبح الكون كله إلهاً. وهذا يشبه ما تقول به الفلسفات الهندية، من التخلص من كل ما هو طارئ وبالتالي لا يبقى إلا ما ه...و إلهي: إنه نهاية التاريخ.
وهذه المسيرة المنطقية الجدلية تجعلنا نظن أن هيغل يذهب إلى أن كل ما يحصل هو ضروري ولم يكن من الممكن ألا يكون.
يستند هيغل في فلسفته إلى التراكم والتجاوز المنطقي الجدلي سيراً نحو الغاية النهائية.
بينما نيتشه، حاملاً مطرقته الفلسفية، يحطم بها كل أوثان الماضي، ولا يبقي من تاريخ الفكر إلا الفلسفة الماقبل سقراطية..
لم يوفر في طريقه لا هيغل ولا المسيحية ولا زرادشت (لأن زرادشت نيتشه هو زرادشت مضاد) ولا سقراط ..
لم يوفّر أحداً.
وكأنها دعوة إلى تأسيس جديد، لا ينطلق من تراكم الماضي. إنه يدعو إلى أصالة شبه مطلقة.
"كن أنت"، هي صرخة نيتشه النبوية. نبوّة نيتشه تدعو إلى التخلص من كل أشكال الوصاية، وكأنه بذلك ذهب بعبارة كانط التنويرية إلى مداها الأقصى، رغم أن كانط كان من الأوثان التي هشمتها مطرقة نيتشه في طريقها..
(لأن التنوير الذي عبّر عنه كانط يمكن تلخيصه بالدعوة إلى التخلص من أشكال الوصايات ومرحلة القصور)
دعوة نيتشه البديلة هي الحفر الجينيولوجي (الأثري) للبحث عن أصول كل الأوهام التي أوجدها الإنسان في تاريخه.
هل في ذلك إنهاء للميتافيزيقا، أم هي دعوة إلى إعادة تأسيسها من جديد بشكلٍ دائم، كفعل تفلسف تأسيسي باستمرار؟
لم يوفر في طريقه لا هيغل ولا المسيحية ولا زرادشت (لأن زرادشت نيتشه هو زرادشت مضاد) ولا سقراط ..
لم يوفّر أحداً.
وكأنها دعوة إلى تأسيس جديد، لا ينطلق من تراكم الماضي. إنه يدعو إلى أصالة شبه مطلقة.
"كن أنت"، هي صرخة نيتشه النبوية. نبوّة نيتشه تدعو إلى التخلص من كل أشكال الوصاية، وكأنه بذلك ذهب بعبارة كانط التنويرية إلى مداها الأقصى، رغم أن كانط كان من الأوثان التي هشمتها مطرقة نيتشه في طريقها..
(لأن التنوير الذي عبّر عنه كانط يمكن تلخيصه بالدعوة إلى التخلص من أشكال الوصايات ومرحلة القصور)
دعوة نيتشه البديلة هي الحفر الجينيولوجي (الأثري) للبحث عن أصول كل الأوهام التي أوجدها الإنسان في تاريخه.
هل في ذلك إنهاء للميتافيزيقا، أم هي دعوة إلى إعادة تأسيسها من جديد بشكلٍ دائم، كفعل تفلسف تأسيسي باستمرار؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق