الثلاثاء، 12 يوليو 2016

قيمة الفلسفة لـ برتراند راسل

قيمة الفلسفة



http://www.flsafa.com/2016/01/blog-post_10.html


قيمة الفلسفة
برتراند راسل


يحسن بنا في الختام أن نفحص عن قيمة الفلسفة وعن الأسباب التي تدعو إلى دراستها، ومما يجعل تدبر هذه المسألة ضروريّا هو أنّ الكثير من الناس تحت تأثير العلم والشؤون العمليَة يميلون إلى الشك في الفلسفة ويسألونَ أهيَ شيء أكثر من دراسات تافهة عقيمَة وتحديدَات محيرة مربكة ومناظرات حول أمور من المستحيل الوصول إلى معرفتها؟
ويبدو أن هذه النظرة للفلسفة إنما تأتي من تصور خاطئ لغايات الحياة ولأنواع الحاجات التي تسعى الفلسفة إلى بلوغها والعلم الطبيعي نافع لعدد لا يحصَى من الناس الذين يجهلونه تمام الجهل وذلك عن طريق المخترعات التي أنتجها، ولهذا فدراسة العلم لا يحض عليها لمجرد تأثيرها على دارسها فقط، بل لما تتركه من أثر في الحياة الإنسانية عامة، وليس للفلسفة مثل هذا النفع فإن كان لدراستها أي أثر يتعدى دائرة طلابها فإنما هو أثر غير مباشر فقط، وذلك عن طريق تأثيرها في أولئك الذين يدرسونها. فإذا أردنا أن نلتمس قيمة للفلسفة فإنما نلتمسها اولا في هذا التأثير. وفوق هذا فإنا إذا أردنا أن نتجنب الفشل في تحديد ما يكون للفلسفة من قيمة فيجب أن نجرد عقولنا أولا من الأحكام المسبقة التي يتمسك بها أولئك الذين يسمون خطأ رجالا " عمليين". فالرجل " العملي" تبعا للاستعمال العام لهذا اللفظ هو الذي لا يعترف إلا بالحاجات المادية فيرى أن الناس لا بد أن يصيبوا غذاء لأجسامهم وينسى أن عقولهم تحتاج إلى غذاء لها أيضا. ولو كان جميع الناس على حال من اليسر والرخاء، و تم القضاء على الفقر والمرض إلى أقصى ما يمكن، لبقي الكثير مما لابد من القيام به لإيجاد مجتمع فاضل، بل إن حاجات العقل حتى في العالم الحاضر لا تقل في أهميتها على الأقل عن حاجات البدن. وإنما تكون قيمة الفلسفة في صلتها بحاجات العقل فقط، ولا يؤمن بدراسة الفلسفة وينزهُها عن أن تكون ضياعا للوقت إلا أولئك الذين يهتمون بحاجات العقل ويقدرونها. إن الفلسفة ترمي أولا إلى المعرفة، شأنها شأن سائر الدراسات. والمعرفة التي تصبو إليها إنما هي ذلك النوع من المعرفة الذي يكسب مجموعة العلوم وحدة ويضفي عليها نظاما، ذلك النوع الذي يأتي من التمحيص الدقيق والنقد النافذ للأسس التي تقوم عليها آراؤنا وأحكامنا و معتقداتنا، غير أنه لا يمكن أن يقال إن الفلسفة قد نجحت نجاحا كبيرا في محاولاتها الإجابة عن مثل هذه المسائل إجابة دقيقة محددة. ولو سألت رياضيا أو مؤرخا أو عالما في التعدين، عما وصل إليه ذلك الضرب من العلوم الذي خصه بعنايته من الحقائق المنظمة المحددة لامتد جوابه بما وسعك أن تصغي إليه. ولكنك لو عرضت هذا السؤال نفسه على فيلسوف لأقر إذا كان صريحا بأن دراسته لم تنته بنتائج نهائية كتلك التي انتهت إليها العلوم الأخرى. صحيح أن ذلك يمكن تفسيره باعتبار أنه متى تم الوصول إلى معرفة محددة في موضوع معين، لم يعد هذا الموضوع قسما من الفلسفة بل يصبح علما منفصلا عنها. فقد كانت دراسة الأجرام السماوية قسما من الفلسفة ولكنها انفصلت عنها وأصبحت فيما بعد علم الفلك، وقد سمى نيوتن مؤلفه العظيم المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية. وكذلك الحال في دراسة العقل الإنساني التي كانت حتى عهد قريب جزءا من الفلسفة و لكنها انفصلت عنها وأصبحت علم النفس. ويتبين من هذا أن ما في الفلسفة من عدم اليقين إنما هو أمر ظاهر أكثر من كونه حقيقيا، فتلك المسائل التي تم الوصول فيها إلى أجوبة محددة، قد ألحقت بالعلم، أما تلك التي لم يهتد في الوقت الحاضر إلى أجوبة محددة عنها فقد بقيت للفلسفة.
غير أن هذا بعض الحق فيما يتعلق بعدم اليقين في الفلسفة فقط. نعم، توجد أسئلة كثيرة  - ومن بينها ما هو ذو متعة كبيرة لحياتنا الروحية – لابد أن تبقى، بقدر ما يتهيأ لنا أن نحكم، عصيّة في حلها على الفكر الإنساني ما لم يأت على قواه تغيير يجعلها غير ما هي عليه الآن. ومن هذه الأسئلة : هل للكون أية غاية أو قصد، أم أنه مجرد اختلاط ذرات بعضها مع بعض اختلاطا أتى عفوًا واعتباطا؟ هل الفكر جزء دائم ثابت في الكون، يفتح باب الأمل إلى الوصول إلى نمو غير محدد في الحكمة و العقل أم هو حادثة عرضية في كوكب صغير لابد أن تكون الحياة عليه في النهاية أمراً مستحيلا؟ وهل للخير والشر أهمية للكون بأجمعه أم للإنسان فقط؟ هذه أسئلة تثيرها الفلسفة وقد لا تختلف الإجابات عنها باختلاف الفلاسفة. غير أن هذه الأجابات الفلسفية تبدو، سواء أكان في الإمكان الوصول إلى أجوبة أخرى بطرق أخرى أم لا، غير صحيحة قطعا. ومع ذلك فمهما ضَؤلَ الأمل في الكشف عن جواب لهذه الأسئلة، فإن من شأن الفلسفة أن تنظر فيها بلا انقطاع، وأن تبعث فينا الشعور بأهميتها وأن تمحص جميع ما يحيط بها من أفكار ويؤدي إلى جواب عنها وأن تبقي فينا الشوق حيًا إلى تأمل الكون وتدبره، ذلك الشوق الذي هو معرض لأن يقضى عليه إذا حصرنا أنفسنا في نطاق المعرفة التي تم التحقق منها.
حق إن كثيراً من الفلاسفة قالوا بأن الفلسفة تستطيع أن تقرر صدق الأجوبة عن تلك المسائل الأساسية، وزعموا أن ما هو على جانب كبير من الأهمية والخطورة من بين المعتقدات الدينية يمكن البرهنة على صدقه بالتدليل الدقيق المضبوط. ولكننا لكي نستطيع أن نحكم على مثل تلك المحاولات في التدليل لابد من أن نستعرض استعراضا شاملا للمعرفة الإنسانية بجملتها وأن نكوّن رأيا حول مناهجها في البحث وحدودها التي تقف عندها. فليس من الحكمة في مثل هذا الموضوع أن نتحدث بلهجة اليقين و التأكيد، و لكن إذا كانت البحوث التي نهجناها في الفصول السابقة لم تضلنا و لم تقدنا إلى مهاوي الخطأ و الزلل، فإنا نرى أنفسنا ملزمين بأن نطلق الأمل في العثور على براهين فلسفية للمعتقدات الدينية. وإذن، فلا يمكن أن ندخل في نطاق الفلسفة و نحسبه من قيمتها أية مجموعة محدودة من الأجوبة عن تلك المسائل. ومن أجل هذا فقيمة الفلسفة يجب ألا تعتمد على أية مجموعة مزعومة من المعارف المحددة الممكن التحقق منها والتي يتهيأ لدارسي الفلسفة أن يبلغوها و يصلوا إليها.
إن قيمة الفلسفة إنما تُلتمَس في ما هي من اليقين بالذات. و الشخص الذي ليس له أيّ نصيب من الفلسفة يمضي في حياته أسير سوابق أحكام استمدها من البداهة العامّة الشائعة و مما درج عليه أهل عصره وقومه، ومما نشأ في ذهنه من آراء لم يصل إليها بعوز من عقل متدبر أو نقد ممحص. فيظهر له العالم محددا محصورا واضحا جليا، و لا تثير فيه الأشياء العادية أي سؤال. و كل ما ليس مألوفا من صور الإمكان فهو مزدرى مرفوض. أمّا إذا شرع المرء في التفلسف فالحال على النقيض، لأنه يجد، كما وجدنا في الفصول الأولى، أنه حتى الأشياء العادية المألوفة في الحياة اليومية تثير من المشاكل التي لا يمكن الإجابة عنها إجابة تامة قط. فالفلسفة إن كانت عاجزة عن أن تهدينا على وجه اليقين إلى الجواب الصحيح لما تثيره من شكوك، فهي قادرة على أن توحي بكثير من صور الإمكان التي توسع عقولنا وتحررها من عِقال العرف و التقاليد، فهي إن أنقصت شعورنا باليقين من الأشياء كما هي، زادت في معرفتنا بالأشياء كما قد تكون، ثم هي تقضي على الثقة و الإطمئنان المشوبين بالزهو و الخيلاء لأولئك الذين لم يسلكوا دروب الشك المؤدي إلى التحرر والانعتاق، وتوقظ فينا الشعور بالتعجب والرغبة في الاطلاع بما تعرضه من أشياء مألوفة في صور غير مألوفة.
وفيما عدا ما تكشفه لنا الفلسفة من صور للإمكان لم تكن لتخطر بالبال، فإن لها قيمة - لعلها هي قيمتها الرئيسية -  وذلك لما في موضوعاتها التي تدعو إلى تأملها من عظمة وخطورة، ولما تؤدي إليه من حرية وانعتاق من المطالب الشخصية الضيقة المحدودة عن طريق ذلك التأمل. فحياة الشخص، الذي تتحكم فيه الغريزة، حياة محصورة في دائرة ضيقة من الحاجات الخاصة، وهي دائرة تشمل الأسرة والأصدقاء، ولكنها لا تتعدى ذلك إلى العالم الخارجي الذي لا يؤبَه به إلا بمقدار ما يعين على تحقيق الرغبات الغريزية أو يعمل على صدها، ففي هذه الحياة شيء من القلق و الضيق يقابلهما في الحياة الفلسفية الهدوء والإنطلاق. والعالم الذي تعمل فيه حاجات الغريزة ومطالبها عالم صغير، يقوم وسط عالم كبير واسع لابد أن يأتي على ذلك العالم الصغير إن عاجلا أو آجلا فيحطمه ويقضي عليه. وما لَم نستطع أن نوسع من دائرة حاجاتنا ومطالبنا حتى تمتد فتشمل العالم الخارجي بجملته، فإننا كالكتيبَة تحاصر في قلعة تعتصم بها، وهي تعلم أن العدو يحول بينها وبين الهرب و أن لا مفر من الاستسلام في النهاية. و ليس في مثل هذه الحياة سلام، بل هو النزاع الذي لا ينقطع بين إلحاح الرغبة وعجز الإرادة، ولابد لنا إن كنا ننشِد الحياة الرفيعة الحرة أن نهرب بطريقة ما من ذلك الأسر وذلك النزاع.
و في التأمل الفلسفي مهرب لمن يشاء. فهذا التأمل الفلسفي في نظرته الواسعة الشاملة لا يقسم الكون إلى معسكرين متنازعين - أصحاب وخصوم وأعوان وأعداء وأخيار وأشرار - بل إنه لينظر إليه نظرة التجرد عن الغرض والهوى. ولا يرمي هذا التأمل حين يكون خالصا إلى إثبات شبه بين الإنسان وغيره من الأشياء في الكون. صحيح أن كل اكتساب للمعرفة هو توسيع للذات ومد لحدودها، ولكنه توسيع خير ما يكون حينما لا يقصد مباشرة. ولا يتم الوصول إليه إلا حين تكون الرغبة في المعرفة هي وحدها المؤثرة الفاعلة عن طريق الدراسة التي لا تصبو مقدما إلى أن يكون لما تتناوله من موضوعات هذه الصفات أو تلك، بل تحمل الذات على أن تتكيف وفقا لما تجده في تلك الموضوعات من صفات.

نعم، لا يمكن بلوغ هذا التوسيع للذات بأن يحاول المرء أن يبين - وهو ينظر إلى الذات كما هي - أن العالم شَبيه بهذه الذات بحيث إن معرفتها ممكنة من دون أن نتناول ما هو غريب عنها مخالف لها. والرغبة في البرهنة على هذا القول ضرب من تأكيد الذات وهو، ككل ضرب من تأكيد الذات، عقبة في سبيل نمو الذات، ذلك النمو الذي نرمي إليه، والذي تدرك الذات أنها قادرة عليه. فتأكيد الذات، سواء في التأمل الفلسفي أو في غيره، ينظر إلى العالم من حيث هو وسيلة إلى غاياته، وهو بهذا يجعل العالم ذا أهمية أدنى من أهمية الذات، فكأنما الذات تضع حدودًا دون نمو أغراضها وحاجاتها. والأمر في التأمل الفلسفي على الضد من ذلك، لأننا نبدأ فيه بما ليس ذاتا، وعن طريق ما فيه العظمة والكبر تتسع حدود الذات وتمتد. فعن طريق ما في الكون من لا نهاية يبلغ الذهن الذي يتأمله بعض تلك اللانهاية.
ولهذا السبب فإن سمو النفس ورفعتها لا يأتيان عن طريق تلك الفلسفات التي تدمج الكون في الإنسان وتلحقه به. إن المعرفة ضرب من الاتحاد بين ما هو ذات وما هو غير ذات، وإنما يفسد ذلك الاتحاد – كما هي الحال في كل اتحاد – التسلط والسيطرة، فكل محاولة، إذن، لتصور أن الكون يجري وفقا لما نجده في أنفسنا، محاولة تسيء إلى ذلك الاتحاد. وهناك نزعة فلسفية آخذة في الانتشار تميل إلى الأخذ بالرأي القائل بأن الإنسان هو الميزان الذي تقاس به الأشياء، وأن الحقيقة من صنع الإنسان، وأن الزمان والمكان والكليات كلها من خصائص العقل، وأنه إذا كان هناك شيء ليس من خلق العقل فهو غير قابل للمعرفة وليس بذي قيمة لنا. وهذا رأي – إذا كانت بحوثنا السالفة صائبة – غير صحيح، ولكنه بالإضافة إلى كونه غير صحيح ينزع من التأمل الفلسفي كل ما فيه من قيمة، لأنه يقيد ذلك التأمل في حدود الذات. وما يدعى معرفة تبعا لذلك الرأي ليس اتحاداً بين الذرات وغيرها، بل مجموعة من سوابق الأحكام والعادات والرغبات تكون كالحجاب الكثيف يفصل بيننا وبين العالم الكبير الواسع. والشخص الذي يجد متعة في مثل هذه النظرية للمعرفة يكون كمن يأبى أن يبرح دائرة أسرته وعشيرته خشية ألا تكون كلمته حينئذ نافذة نفاذ القانون وقوته.
أما التأمل الفلسفي الصحيح فعلى العكس يجد متعة في كل توسيع لما ليس بالذات، أي في كل ما يزيد من الموضوعات المتأملة ويرتفع بها، وبذلك يزيد من الذات المتأملة ويرتفع بها. فكل ما هو في التأمل شخصي وخاص، وكل ما يعتمد على العادة والحاجة الذاتية يحرف الموضوع ويشوهه، وبذلك يسيء إلى الاتحاد الذي يسعى إليه الفكر. فهذه الأمور الشخصية الخاصة. بما تضعه من حاجز بين الموضوع والذات، تحبس الفكر وتقيده. والفكر الحر الطليق يرى الأشياء كما قد تراها الآلهة من دون أن يتقيد بهذا أو ذاك أو بالآمال والمخاوف، ومن دون أن تربطه أغلال المعتقدات التي يقرها العرف وسوابق الأحكام االسابقة التي تبقيها التقاليد، بل يتأمل بهدوء من دون أن تفسد تأمله العاطفة وليس له من رغبة سوى المعرفة. المعرفة الخالصة المجردة عن الأغراض الشخصية بمقدار ما يتهيأ ذلك لإنسان. ومن ثم فهذا الفكر الحر الطليق يقدر المعرفة المجردة الشاملة التي تقتحم حماها حوادث الحياة الخاصة أكثر مما يقدر المعرفة الآتية عن طريق الحواس، تلك المعرفة التي لا بد لها أن تعتمد على النظرة الشخصية المحضة المحصورة وعلى جسم تشوّه أعضاء الحس فيه المعرفة التي تفرضها بمقدار ما تكشف وتبين منها.
والعقل الذي درج على الحرية واعتاد التجرد عن الهوى مما هو ضروري في التأمل الفلسفي يستبقي شيئا من هذه الحرية والتجرد عن الهوى في مجال العمل والوجدان. فلا ينظر إلى أغراضه ورغباته إلا باعتبارها أجزاء من الكل الشامل، ومن دون ذلك الإصرار والإلحاح الذي يأتي من النظر إليها باعتبارها أجزاء لا متناهية في الصغر في عالم لا يكون لأفعال المرء أي أثر على الأشياء الأخرى. وهذا التجرد عن الهوى الذي يظهر في التأمل في صورة الرغبة الخالصة في الحقيقة، يظهر في العمل في صورة العدل، و في الوجدان في صورة المحبة التي يمكن أن تضفَى على الجميع ولا تقتصر على أولئك الذين يراد منهم النفع أو يدور حولهم الإعجاب. ولذلك فالتأمل لا يوسع موضع الفكر فقط، بل موضوعات العمل والوجدان أيضا، ويجعل منا رعية للكون أجمع لا لمدينة ضيقة واحدة، تكون في حرب الأخريات. وفي الوطنية العالمية تقوم حرية الفرد الحقة وتخلصه من العبودية للآمال والمخاوف المحدودة.
ونوجز بحثنا في قيمة الفلسفة فنقول، إن الفلسفة إنما تدرس ليس من أجل أية أجوبة محدودة بما تثير من مسائل، ذلك لأنه لا توجد عادة مثل هذه الأجوبة المحدودة التي يمكن التحقق من صدقها، بل من أجل تلك المشاكل نفسها، لأن هذه المسائل توسع من تصورنا لما هو ممكن و تزيد من ثروة الخيال الفكري فينا ثم هي تنقص من الدعوى الفارغة باليقين التي تحول بين العقل وبين التأمل و التدبر. فالفلسفة تدرَسُ أولا لأن العقل، بما يتأمله عن طريق الفلسفة من عظمة الكون، يعود عظيما و يصبح قادراً على ذلك الاتحاد بالكون الذي هو أعلى ما يرمي إليه من ضروب الخير.
 
برتراند راسل. مشاكل الفلسفة، ترجمة عبد السلام ومحمود إبراهيم، مطبعة نهضة مصر، بدون تاريخ، صفحات : 156-163أية


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق